أسرانافلسطين تجمعنافلسطينيات

ارتحلت أجسادهم..وتُركت أرواحهم بداخلها

إعداد: آصال أبو طاقية

أخوةُ السجن كانت كفيلة أن تعوضهم حرمان بعدهم عن أحبتهم الذين افترقوا عنها قسراً خلف أسلاك وجدران السجن الملعونة !

تحت سقفِ مهترئ المعالم ، وأبوابٍ صدأت ، وجدران تصدعت لبلوغها من الكبر عتيا ، ونافذةٍ صغيرة يختنق الهواء عندما يتسلل منها بصعوبة، نمى الحب ، وسمت روح العطاء بينهم ، تكاثر الود فيما بينهم، لن تستطيع التفريق أيهما أخ الآخر وأيهما صديقه !

التحمت الأرواح، وتعاضدت الأكتاف والأيدي سوياً، عاشوا معاً قسوة الحياة ، تفاصيلها السيئة، طعم الحرمان ، مذاق الاضطهاد المر.

عندما يسقط أحدهم في الوجع، يَهبُ الآخرون له راحتهم ويقسمون أن لا هناء لهم إلا بعد أن يصبح بخير، ويعود لسابق عهده بينهم، جمالٌ في زحام الحياةٌ، وصدقٌ وحبٌ يكلله أيامهم، سنوات طويلة مرت، ولازالوا يصارعونها ليعيشوا إيجابية الحياة في كهف الظلم !

” أنت ، وهو ، وهو ” إفراج ….وأسماؤكم ضمن قائمة المحررين في الصفقة مع حماس، قالها السجان، ورحل !

تعانقوا مهللين، مشاعر من ” سعادةٌ وألم ، فرحٌ وبكاء ، غصةُ مريرة، لذة الانتصار” كل التضادات اجتمعت عليهم مذ سمعت آذانهم ذاك الخبر !
لَملموا أغراضهم، أعدوا أنفسهم للعودة إلى الحياة ، وعلى بوابة الغرفة، كان موعد الرحيل المر عن الأحباب ورفقة العمر، عناقٌ تكاد الروح تختنق من شدة ألمه ، كيف سيغادرون ويتركون خلفهم أكوامٌ من الذكريات !

كيف لأنفسهم أن تهنأ بالعيش بعد كل تلك السنوات مع من أحبهم القلب والفؤاد، يمشون في الممرات التي اعتادوا على السير فيها معاً، يبكون بكاء الحنين ، يمضون نحو عبق الحرية، لكن لم يكونوا يعلموا أنهم حين غادروا السجن ارتحلت أجسادهم، وتُركت أرواحهم بداخلها ! هي مشاعر جميع الأسرى حين الإفراج عنهم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى