الطفلة “روان” صاحبة المواهب المتعددة .. والدتي سرُّ تألُّقي ونجاحي

حوار : صابر محمد أبو الكاس
تألقتْ نجمُ هذا العددِ بحضورِها المميزِ والجذابِ، فهي صاحبةُ الطلّةِ الجميلةِ، والصوتِ العذبِ عبر برنامجِ الأطفال “روَّاد الغد” إنها الطفلةُ الموهوبةُ “روان خلة” ابنةُ الثالثةَ عشرَ ربيعاً، وصاحبةُ المواهبِ المتعددةِ والشخصيةِ المثقفةِ ، برغمِ صغرِ سنِّها؛ إلاّ أنها تفوقتْ على جيلِها بقدراتِها الإبداعيةِ، وإلقائها الشِّعرَ بطريقةٍ متقَنةٍ؛ تجذبُ كلَّ من استمعَ إليها .
أجرينا معها حواراً خاصاً؛ لتتعرفَ على مكنوناتِ شخصيتِها، فهي الإعلاميةُ والكاتبةُ والمُنشِِدةُ التي أَجبرتْ الجميعَ على الاستماعِ إليها !
نوَدُّ أنْ نسألكِ بدايةً عن بطاقتكِ التعريفيةِ “روان”؟
“روان أبو بكر خلة” عمري ثلاثةَ عشرَ عاماً، أنحدرُ من مدينة “يافا” المحتلة، أمتلكُ موهبةَ الإلقاءِ والإنشادِ وتقديمِ البرامج، إضافةً إلى كتابةِ الخواطرِ والقصصِ والرسمِ.
حدِّثْينا عن تلك المواهبِ؟
أولُ موهبةٍ كانت لي هي إلقاءُ الشِّعرِ؛ عندما كنتُ في المدرسةِ كانت توكَلُ إلي مَهامُّ البرامجِ الصباحيةِ، فكنتُ أقرأُ القرآنَ، وأُلقي الأشعارَ، هذه الموهبةُ انبثقتْ منها موهبةُ تقديمِ البرامجِ التلفزيونية، حيثُ أُعجبَ بي المنشدُ الفلسطيني “فضل أبو نعمة” عندما شاهدَني في ألقاءِ الإذاعةِ المدرسيةِ، ودلَّني على فضائيةِ الأقصى؛ لأقدّمَ فيها برنامجَ “روّاد الغد”.
لا شكَّ أنّ الظهورَ الإعلامي يحتاجُ جرأةً وممارسةً مستمرةً، فكيف امتلكتِِ هذه الجرأة؟
بالتأكيدِ أنّ للتدريبِ دوراً أساسياً في التغلُّبِ على الخوفِ وامتلاكِ الجرأةِ، وقد أخذتُ الوقتَ الكافيَ من التدريبِ المكثّفِ على تقديم البرامجِ؛ مما أهَّلَني لقيادةِ برنامجِ الأطفالِ، وتقديمِه دونَ أيِّ معوّقاتٍ! وبالاطلاعِ والمعرفةِ والممارسةِ زادتْ خبرتي وإتقاني للعملِ بشكلٍ ملحوظٍ، فإذا أحبَّ الإنسانُ شيئاً، وعملَ على تطويرِ مهارتِه ومواهبِه؛ أبدعَ وتَميّزَ.
“روان” برغمِ صِغرِ سِنِّكِ؛ إلاّ أنكِ تتحلّين بلباقةِ الحديثِ، وإتقانِ الحوارِ… إلى مَن يَرجعُ هذا ؟
الفضلُ يعودُ أولاً للبيتِ الذي نشأتُ فيه، وأسلوبِ التربيةِ وترسيخِ مفاهيمِ الاحترامِ في التعاملِ والتخاطبِ منذُ الصغرِ، فهذا له أثرٌ كبيرٌ على شخصيتي، وكيفيةِ التعامل مع الآخَرينَ، بالإضافةِ إلى أنّ نشاطاتي وأعمالي فرضتْ عليَّ مجالسةَ الكبارِ، لاسيّما المثقفونَ منهم، ومبادلةَ الحديثِ معهم في موضوعاتٍ شتَّى، هذا كلُّه أكسبَني مهارةَ التحدُثِ، وفنِّ الإقناعِ، ومخاطبةِ الآخَرينَ والإنصاتِ إليهم .
رُبما امتلاكُكٍ لعددٍ من المواهبِ؛ أهَّلَكِ للقيامِ بها وأنتِ في هذا العمرِ، لكنْ ماذا لو كبرتِِ؟
الواقعُ الديني والمجتمعي يفرضُ علينا القيامَ بأشياءٍ وتركَ أخرى، فبالتأكيدِ موهبةُ الإنشادِ ستندثرُ إذا ما كبرتُ؛ لأنني سأمتنعُ عنه، كما أنّ موهبةَ التقديمِ يمكنُ لها أنْ تخفَّ وطأتُها عن ذي قبل، بينما مواهبُ أخرى يمكنُ لها أنْ تستمرَّ؛ كموهبةِ الكتابةِ الشعريةِ، وإلقاءِ الشعرِ، وهو متاحٌ ولا ضَيرَ فيه.
لو كنتِِ مسؤولةً في الدولةِ؛ ما هو أولُ قرارٍ ستتّخِذينَه؟
أولُ قرارٍ سأتّخِذُه؛ هو إنهاءُ الحزبيةِ والعنصريةِ بين أفرادِ المجتمعِ، ونشرُ مفاهيمِ الوَحدةِ بين المجتمعِ الواحدِ، ثاني قرارٍ الإيعازُ إلى المؤسساتِ والهيئاتِ والحكومةِ بالاهتمامِ بالمواهبِ المتعددةِ، وتنميتِها واكتشافِها، لاسيما وأنّ كثيراً من المواهبِ في مجتمعِنا الفلسطينيّ مدفونةٌ، وتحتاجُ لمن يكتشفُها ويُنمِّيها ويهتمُّ بها .
أنتِ سافرتِِ خارجَ فلسطينَ مرّاتٍ عدّة، هلا حدَّثتينا عن طبيعةِ هذه السفرياتِ؟
نَعم صحيح، سافرتُ لمصرَ وقطر والسعودية. فزيارتي لقطر جاءتْ بناءً على طلبٍ من الشيخة “موزة” عندما زارتْ غزة برفقةِ زوجِها أميرِ قطر السابق الشيخ حمد، فقد أُعجبتْ بي بعدما ألقيتُ كلمةَ أطفالِ فلسطين؛ خلالَ افتتاحِهم مدينةَ الشيخ حمد في خانيونس، وأتبع ذلك هديةً منها كانت عبارةً عن عُمرةٍ في مكة المكرّمة، كما أنّ زيارتي تكلّلتْ بمقابلةِ شخصياتٍ مرموقةٍ في العالمِ: مِثلَ (الشيخ يوسف القرضاوي، والسيد خالد مشعل) وغيرِهم من القادةِ وأعلامِ الأُمة.
ما الذي تُبغِضينَه؟
أبغضُ المحسوبيةَ بِشدّةٍ والطمعَ والغَيرة.
هل شعرتِ بغَيرةِ أحدٍ منكِ؟
هذا أكيد، لاسيما وأنني أحصدُ الدرجاتِ العاليةَ في المدرسةِ؛ فأجدُ من صديقاتي مَن يَغرْنَ مني ويحسِدْنني، لكني أرى أنّ التوفيقَ رزقٌ من اللهِ يسوقُه لمن يشاءُ.
هل تُتابعين قنواتٍ فضائيةً أو برامجَ بِعَينِها؟
في الحقيقةِ لستُ من هواةِ التلفاز؛ إلاّ أنني أتابعُ أحدَ برامجِ الرسومِ المتحركةِ المعروفةِ باسمِ “المُحقِّق كونان” لأنني أستفيدُ منه أشياءً علميةً كثيرةً، لاسيما في طريقةِ التفكيرِ وحلِّ الألغازِ، حيث يَظهرُ أنه بالإمكانِ التعرُفُ على أساسِ المشكلةِ من دليلٍ بسيطٍ لا يَخطرُ ببالِ أحدٍ، أو أنّ أحداً لا يمكنُ أنْ يشكَّ به.
مَن أكثرُ المُنشدين أو الشعراءِ الذين تنجذبين لهم؟
أحبُّ السماعَ للمنشدةِ “ميس شلش” والمُنشدِ “محمد بشار” أمّا الشعراءُ فأحبُّ أشعارَ “تميم البرغوثي”.
كيف تقضينَ وقتَكِ بالعادةِ؟
أقضي وقتي كأيِّ فتاةٍ بعُمري، وأحاولُ أنْ أعيشَ طفولتي برغم انشغالاتي، وأحرصُ على قراءةِ القصصِ والكتبِ، وتحديداً الكتبَ العلميةَ التي تتحدّثُ عن تركيبِ الإنسانِ ومكوّناتِه، وأتصفّحُ بعضَ مواقعِ الانترنت.
لمَن يعودُ الفضلُ لِما وصلتِ إليه برغمِ صِغرِ سِنِّك؟
سرُّ نجاحي وتميُّزي ودخولي عالمَ الإعلام _بعد الله_ هو والدتي، فهي مَن شجَّعتْني نحوََ مواهبي، وتحديداً موهبةَ كتابةِ وإلقاءِ الشعرِ، وهذا أخذَ منها كثيراً من الوقتِ والجهدِ والبذلِ، حتى أوصلتْني إلى هذه المرحلةِ، وساعدتْني في الوصولِ لِما أنا فيه.
ما هو التخصُّصُ الجامعي الذي ترغبينَ الالتحاقَ به مستقبلاً؟
أنا أحبُّ العلومَ والرياضيات، فبالتأكيدِ أنّ تخصُّصي سيكونُ مرتبطاً بهما، سواءً كان في كليةِ الهندسةِ أو غيرِها.
إلى ماذا ترنو “روان خلة”؟
رُبما تتفاجأ مما أرنو إليه! هو شيءٌ كبيرٌ رُبما يصلُ لجائزةِ “نوبل” في العلومِ! وهذا ما أسعَى إليه في حياتي، لذلك كثيراً ما أقرأُ في كتبِ العلومِ سيرةَ مَن حصدوا جوائزَ “نوبل” في العلومِ، وكيف وصلوا لهذا المركز؟ .