الشبابُ يستثمرونَ إجازتَهم في الإبداعِ والتنميةِ

الثريا:خاص
تُمثّلُ أشهرُ الصيفِ القليلةُ متنفَّساً مُهماً للشبابِ والأُسرة، إذْ تكونُ الفرصةُ سانحةً لاستعادةِ النشاطِ الذي استهلكتْهُ الحياةُ الدراسيةُ وضغوطُ الامتحاناتِ، فما إنْ تنتهي هذه الأيامُ العصيبةُ؛ حتى يوَلي الشبابُ وِجهتَه نحوَ تفريغِ طاقاتِه الكامنةِ، والاستفادةِ من الإجازة. “السعادة” جالتْ بسؤالِها كيف يستثمرُ الشبابُ طاقتَهم في الإجازة ؟؟
“لينا المدهون” 21 عاماً، تخصُّص وسائطَ متعدّدةٍ وتطويرِ الويب، تنتظرُ الإجازةَ الصيفيةَ بفارغِ الصبرِ، فهي تأتي كفترةٍ للاسترخاءِ العقلي والجسمي، بعد ضغوطاتِ الدراسةِ والامتحاناتِ، فتقول:”منذُ أنْ كنتُ صغيرةً؛ تعوّدتُ على الاستفادةِ من الإجازةِ الصيفيةِ في أشياءٍ مفيدةٍ؛ كتنميةِ مهارتي ومواهبي، حتى ارتبطَ الأمرُ بعادةٍ إيجابيةٍ لدَيَّ، فمع قدومِ صيفِ( 2014) خطَّطتُ لأقضيه بالعملِ التطوعيّ في مجالِ تخصُّصي، كي أكسِبَ المهاراتِ، وأتقنَ عملي في المستقبلِ، وأتعرّفَ على تفاصيلِه، كما خصّصتُ وقتاً للاطلاعِ على عالمِ التكنولوجيا الواسعِ، فكلُّ دقيقةٍ تمضي تَشهدُ تطوّراً كبيراً في عالمِ التكنولجيا، ومن المُهمِّ جداً أنْ نتعرّفَ على هذا العالمِ؛ كي ندركَ ما يدورُ حولَنا، ونحاولَ الوصولَ إلى العالمِ المتقدّمِ .
تفعيلُ القضيةِ :
في حين التحقتْ “أمل داود” 20 عاماً، طالبةٌ جامعةٌ، تخصّص اقتصادٍ وعلومٍ سياسيةٍ، في مركزٍ لتعليمِ اللغةِ الانجليزيةِ ،لإتقانِها بطلاقةٍ فتقول :” اللغةُ الانجليزية مُهمةٌ جداً، وخاصةً في مجالِ تخصُّصي،ـ فأنا لديَّ صفحةٌ على (الفيس) أُفعِّلُها بشكلٍ دائمٍ؛ لتفعيلِ القضيةِ الفلسطينيةِ في الإعلامِ الأجنبيّ، وتوضيحِ الصورةِ الحقيقةِ لتاريخِ قضيتِنا، وتسليطِ الضوءِ عليها بشكلٍ كبيرٍ؛ حتى تصلَ إلى الجميعِ، وتغييرِ البوصلةِ إلى الاتجاهِ الصحيحِ نحوَ القضيةِ الفلسطينيةِ “.
وتضيفُ :” إيماناً مِنا بقضيّتِنا كان لابدّ لنا إلاّ أنْ نقدِّمَ ولو شيئاً بسيطاً؛ حتى نُحرَّرَ أراضينا، ونأخذَ حقوقَنا، فما زال الاحتلالُ يحاولُ طمْسَ المعالمِ الفلسطينيةِ، ونَسْبَها إليهِ بالتزويرِ والتزييفِ، وللأسفِ هذا ما يغيبُ عن كثيرٍ من شبابِنا في التوعيةِ بضرورةِ توصيلِ قضيتِهم، فصوتٌ على صوتٍ تصلُ القضيةُ إلى كلِّ المنابرِ .
طاقاتٌ شبابيةٌ :
فيما يرَى “طارق الصباغ” 19 عاماً:” الشبابُ طاقاتٌ يجبُ توجيهُها في الإجازةِ الصيفيةِ، وأفضلُ ما تُوَجَّهُ إليهِ طاقاتُ الشبابِ؛ هو الدوراتُ المكثّفةُ الموجودةُ في أغلبِ المساجدِ، وهي دوراتُ حفظِ القرآنِ الكريمِ والأحاديثِ النبويةِ، فيقول:” في كلِّ إجازةٍ صيفيةٍ أحرِصُ على حفظِ أجزاءٍ من القرآنِ الكريمِ، وتثبيتِ ما تمَّ حفظُه، والقراءةِ في الكتبِ الدينيةِ، وخاصةً الأحاديثَ، فأساسُ الإنسانِ تَعمُّقُه في معرفةِ دِينهِ وأحكامِ الشريعةِ، فنحن نستمدُّ حياتَنا من شريعتِنا، لذلك أحاولُ في الإجازةِ التركيزَ بشكلٍ مباشرٍ على الاهتماماتِ الدينية “.
أمّا الشابُّ “عماد سهيل موسى” 21عاماً؛ يدرسُ بكالوريوس محاسَبة بالكليةِ الجامعيةِ للعلومِ التطبيقيةِ، يستغلُّ فترةَ الإجازةِ بالعملِ في شركةِ والدِه وأعمامِه؛ بدَلاً من أنْ يقضيَ نهارَه في مضيعةٍ للوقتِ، فهو بذلك يتعرّفُ على العملِ، ويبني علاقاتٍ اجتماعيةً بالتعرُّفِ على فئاتٍ مختلفةٍ من الناس”.
ويضيفُ :” بجانبِ عملي أجِدُ فرصةً مناسِبةً للجلوسِ على (الفيس) للقراءةِ والتعرّفِ على الأصدقاءِ، ومعرفةِ آخِرِ الأخبارِ بما يخُصُّ قضيَّتَنا “.
أمّا الطالبةُ “أحلام العبسي” علاقات عامة 22 عاماً، تعدُّ الإجازةَ الصيفيةَ تأتي لتطويرِ الذاتِ والترويحِ عن النفسِ، فتقول:”أشتركُ ضِمنَ فريقِ عملٍ؛ لتنظيمِ عملِ أنشطةٍ ومخيماتٍ صيفيةٍ فعّالةٍ، برامجُها متنوّعةٌ ما بينَ الترفيهيةِ والسياسيةِ، والتي تشتملُ على فقراتٍ تتناولُ القضايا الوطنيةَ بطريقةٍ محبّبةٍ بشكلٍ مميّزٍ وجذابٍ، ويأتي هذا من خلالِ ترسيخِ مفاهيمَ وطنيةٍ لدَى الشبابِ.
وتضيفُ :”تُكسِبُنا الإجازةُ الصيفيةُ الكثيرَ من الخبراتِ، وإنْضاجِ القدُراتِ، وصقْلِ الهواياتِ، وبَلْورةِ الملَكاتِ، وتنْمِيةِ واكتِسابِ المهاراتِ الفِكْريَّةِ والحِرْفيَّةِ والاجتماعيَّةِ، وتفريغِ الطَّاقاتِ، ورفْعِ المعنويَّاتِ، والتخلُّصِ من الضُّغوطِ، ثُم ينعكسُ هذا التَّأثيرُ بإيجابيَّاتِه على المجتمعِ بأكملِه.
أمّا طالبُ الصحافةِ “أحمد عدوان” 21 عاماً، تخصُّص إذاعةٍ وتلفزيون في جامعةِ الأقصىـ، مستوى ثالث:” الإجازةُ الصيفيةُ هي فترةٌ زمنيةٌ أحاولُ فيها ترتيبَ أوراقي والاستفادةَ منها؛ من خلالِ التسجيلِ في الدوراتِ الإعلاميةِ واللغةِ الانجليزية “.
ويَذكرُ “عدوان” أنّ العملَ في مجالِ الإعلامِ يحتاجُ إلى أنْ يُلمَّ الصحفيُّ بما يدورُ حولَه، ويقرأ كثيراً ليزيدَ من ثقافتِه فيقول:” في الإجازةِ أستغلُّ الوقتَ لقراءةِ الكتبِ الثقافيةِ والسياسةِ، كما أحرِصُ على قراءةِ المقالاتِ لكثيرٍ من الكُتابِ المشهورينَ .
فيما كان التذمُّرُ واضحاً على ملامحِ “عبود أبو العنين” 22 عاماً:” أعترضُ على الفعالياتِ والدوراتِ التي تقدِّمُها المراكزُ الشبابيةُ والجهاتُ المختصّةُ؛ فهي روتينيةٌ متكرِّرةٌ في كلِّ عامٍ، وليس فيها جديدٌ! وتفتقرُ إلى التجديدِ والتنويعِ وعنصرِ التشويقِ، لذلك أحاولُ أنْ أقضيَ إجازتي بينَ الترفيهِ والتنزُّهِ ومتابعةِ (الفيس) .
فيقولُ :” نحن بحاجةٍ إلى التنويعِ في الأنشطةِ والمهرجاناتِ الصيفيةِ، بِحيثُ تهتمُّ باحتياجاتِنا واهتماماتِنا، وتُلامسُ طموحَنا وأهدافَنا، مؤكّدًا أنّ تَوافُرَ تلكَ العواملِ يشجِّعُ الشبابَ على قضاءِ الإجازةِ بشكلٍ مفيدٍ .