أوقفي هشاشة العظام قبل أن توقفك

إعداد: أنوار هنية
هشاشة أو وهن أو ترقق، أو تخلخل أو ضعف العظام ، جميعها مسميات عدة لمرض واحد هو المرض الصامت الذي يُسببه نقص في كمية “الكالسيوم” مما يؤدي إلى هشاشة زائدة حيث تنكسر العظام بسهولة شديدة، في هذه الزاوية التقت السعادة، د. فضل نعيم؛ استشاري طب وجراحة العظام في مستشفى الخدمة العامة، لمعرفة لعوامل التي تزيد من خطر الإصابة به ، وسبل الوقاية والعلاج منه.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام؟
هناك عوامل تتعلق بالمرض، مثل: وجود تاريخ لمرض هشاشة العظم في العائلة، وتقدم العمر، وأن يكون الجنس أنثى، وانقطاع الطمث (الدورة الشهرية) في سن مبكرة قبل الخامسة والأربعين، كذلك الحمل أكثر من (3) مرات على التوالي أو عدم الحمل نهائياً، والنحافة أو البنية الرقيقة، وهناك عوامل تتعلق بنمط الحياة- وسيتم تناولها عند الحديث عن كيفية الوقاية من المرض-، وعوامل أخرى لأسباب مرضية أو تناول بعض الأدوية، منها أمراض الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص، والفشل الكلوي المزمن، و زيادة نشاط الغدة الدرقية، كذلك تناول بعض الأدوية، مثل: الكورتيزون وأدوية الصرع ومميعات الدم.
كيف يتم تشخيص هشاشة العظام؟
يتم كشف ذلك من خلال إجراء( فحص كثافة العظم)، ومن خلاله تُحدد درجة الكثافة والتي تقسم إلى عظم طبيعي وعظم ضعيف، وعظم هش، وعظم شديد الهشاشة، ويتم التعامل مع الحالة حسب درجة الهشاشة لديه.
لماذا تحدث هشاشة العظام بشكل شائع في النساء؟
أولا:النساء بصفة عامة لديهن كتلة عظمية أقل، وبالتالي عظامهن أضعف من الرجال
كذلك بسبب فقدان القدرة على إنتاج الإستروجين بعد سن الإياس، والنساء اللواتي تجرى لهن عملية استئصال الرحم والمبايض، والإياس في وقت مبكر نسبيا، كذلك النساء اللواتي تعرضن لانقطاع الطمث لستة شهور أو أكتر ثم عادت- فيما بعد- الدورة الشهرية إلى طبيعتها.
ما الطرق الوقائية والعلاجية لهذا المرض؟
الوقاية من هذا المرض تبدأ منذ الطفولة وهي خير من العلاج، و يكون ذلك من خلال تغيير نمط الحياة لدى الشخص، وذلك من خلال: تناول كمية كافية من الكالسيوم في الطعام كالحليب ومشتقاته، والسمك والسبانخ والبصل، وتناول الأغذية الغنية بفيتامين (د) التي تساعد على امتصاص الكالسيوم، مثل: السردين، صفار البيض، والتعرض المعتدل لأشعة الشمس خصوصا للأطفال، وممارسة الرياضة منذ الطفولة حيث توجد رياضة لكل سن، وأفضل الرياضات رياضة المشي يوم بعد يوم لمدة نصف ساعة.
كذلك التوقف عن التدخين وعدم مخالطة المدخنين، وعدم الإكثار من تناول المشروبات الغازية والمنبهات كالقهوة والشاي؛ إذ أنها تزيد من نسبة الكالسيوم المفقود عن طريق البول.
ومن العلاجات : تناول أدوية مانعة لامتصاص الكالسيوم من العظم، ومانعة لتوقف هشاشة العظام بحيث لا تزداد، منها أقراص تؤخذ مرة في الأسبوع و هناك حقن تأخذ مرة واحدة في العام.
واستخدام هرمونات بناءة للعظم، مثل: هرمون “كالسيتوتين” وهو متوفر في صورة حقن وبخاخ.
واستخدام علاج بديلي عن الهرمونات( هرمون الاستروجين) ويستخدم للسيدات لتعويض النقص و منع الهشاشة، و لكن يكون ذلك باستشارة من قبل طبيب نساء وولادة؛ لما له من مشاكل تؤثر على الضغط، وبعض السرطانات.
وفي حال وجود أكثر من عامل من العوامل سابقة الذكر لحدوث الإصابة يتم عمل فحص كثافة عظم مبكر لمنع حدوث الكسر.
ما النصائح التي تقدمها للمرأة المصابة بهشاشة العظام؟
عدم لبس الكعب العالي وبدلاً منه استعمال أحذية مشي جيدة، كذلك تجنب العصائر حتى الطازج منها؛ لأنها تؤدي إلى زيادة الوزن والاستعاضة عنها بشرب الماء والحليب الخالي الدسم وأكل البيض والأجبان الخالية من الدسم في الإفطار، وممارسة الرياضة يومياً بشكل منتظم، كذلك تجنب حوادث السقوط ولمنع ذلك، عليها تجنب المشي على السجاد أو البسط حيث قد تتسبب في السقوط، ويجب أن تكون الإضاءة الجيدة داخل المنزل، كذلك يجب فحص النظر باستمرار، واستعمال عصى أو عكاز عند الحاجة.
وإذا كانت المرأة تعرف أنها مصابة بهشاشة العظام عليها أن تتجنب التمرين الذي يتضمن الحركات العنيفة المفاجئة؛ لأنه قد يعرضها للسقوط فجأة، ويسبب إجهادا شديدا لجزء من الجسم.
حتى تكون بمأمن من مضاعفاته
بين اختلاف درجات الحرارة، وتنوع الفصول، تنتشر بعض الأمراض التي تحمل الكثير من القلق لدى بعض الأمهات خصوصا إذا كانت الفئة الأكثر عرضة هي الأطفال، ومن هذه الأمراض ما يعرف ب”جدري الأطفال المائي”، في هذا الركن من صفحاتها حاورت السعادة، د. وهيب شحادة؛ ماجستير أمراض جلدية وتناسلية بمستشفى الشفاء؛ لمعرفة أسباب هذا المرض، ومضاعفاته وكيفية الوقاية منه وعلاجه.
ما هو جدري الماء؟
جدري الماء؛ هو مرض فيروسي، وهو من أكثر الأمراض الفيروسية شيوعاً بين الأطفال من سنة حتى عشر سنوات، ويتعرض أكثر من 95% منهم للعدوى بهذا المرض في مرحلة الطفولة، ولا تستثنى باقي الأعمار، خصوصاً المرأة الحامل وأصحاب الأمراض المزمنة.
وفيروس جدري الماء شديد العدوى ينتقل عبر الهواء عن طريق إفرازات الأنف أو الحنجرة أو عملية التنفس، ومن خلال استعمال الأغراض الشخصية للمريض، واللمس المباشر للبثور.
ما هي أسباب هذا المرض؟
هذا المرض عبارة عن مرض فيروسي، وعلاجه يتطلب تحويل الفيروس من حالة النشاط إلى حالة الخمول، وتحدث الإصابة عادة في حالة نشاط الفيروس، وهناك عدة عوامل تؤدي إلى نشاط الفيروسات بشكل عام من أهمها: ضعف جهاز المناعة، ومن العوامل التي تساهم في ضعف جهاز المناعة، تناول المضادات الحيوية باستمرار، والحمية الغذائية غير الصحيحة.
ما هي أعراض المرض؟ ومتى تبدأ ؟
تعد فترة حضانة المرض من عشرة أيام لأسبوعين، لا تظهر فيها أية أعراض للمرض، وبعد أسبوعين تبدأ أعراض المرض بالظهور وغالباً ما يترافق مع جدري الماء ارتفاع في الحرارة، والحكاك هو أكثر أعراض جدري الماء إزعاجا، كذلك نقص في الشهية إلى الطعام، وقد يصاب المريض باحتقان الأوعية الدموية في العينين، وزكام وعطس وألم في الحنجرة، وضعف عام في المفاصل والعضلات.
ويظهر الطفح الجلدي بعد مرور يوم واحد على بدء الأعراض، حيث يبدأ باحمرار في الجلد يتحول لبثور وحبيبات صغيرة تحتوي على سائل شفاف تنتشر في مناطق الصدر والبطن والرقبة وخلف الأذنين والظهر وبنسبة أقل يظهر في باقي أعضاء الجسم، وفي بعض الحالات تظهر البثور على الأغشية المخاطية كالفم والأنف، والعين من الداخل، وعندما تبدأ الحبوب بالظهور تزداد وتنتشر في باقي أجزاء الجسم، و تبقى لمدة أسبوع، وتحتاج القشرة إلى 10 أيام حتى تجف وتسقط من تلقاء نفسها، ويتعلق الشفاء من جدري الماء بانتهاء الطفح الجلدي، يذكر أن هذه المرحلة التي تجف فيها البثور وتتقشر هي أخطر مرحلة؛ لأنها مرحلة العدوى.
ماذا يحدث إذا انتزعت القشرة قبل أوانها؟
إذا انتزعت القشرة من جراء الحكاك وقبل الأوان ، فإن الإنتان يتضاعف وتبقى آثار الندوب بعد الشفاء فلا تزول.
ما النصائح التي تقدمها لذوي المصاب؟
عدم استعمال الليف وعدم حك الجلد بصورة قاسية، وينصح بارتداء الطفل المصاب ملابس ذات أكمام، حتى لا تتعرض الحبوب للتقشير قبل موعدها من خلال الاحتكاك، الأمر الذي يؤدي إلى إسقاط القشور قبل جفافها، فتصاب الحبوب بالإنتان، وتبقى آثار الندوب ظاهرة بعد الشفاء.
كذلك يجب على الأم عدم استخدام أغطية طفلها المصاب لآخر غير مصاب حتى لا تنتقل العدوى.
وعلى الأهل الانتباه إلى أن العدوى تنتقل بواسطة الاحتكاك المباشر؛ لذا يجب عزل الطفل المصاب عن الآخرين ، خاصة إذا كان في المدرسة ، ويجب عدم استعمال الأغطية الصوفية بل القطنية.
ولا يعتبر جدري الماء مرضا خطرا ، لكن من الأفضل أن يصاب به الطفل قبل بلوغ سن الدراسة؛ لأنه يكون خفيفا من جهة؛ ولأنه يشكل مناعة في الجسم.
ما العادات الخاطئة التي يقع بها أهل المريض؟
من العادات الخاطئة حرمان الطفل المصاب من الاغتسال وهو أمر غير صحيح, فلا مانع من اغتساله ولكن يمنع استخدام الليف أثناء اغتساله كما يمنع احتكاك يد الأم بجلد الطفل بطريقة قاسية حتى لا تكشط البثور.
ومن العادات الخاطئة كذلك استعمال الأهل للمضادات الحيوية مباشرة، علماً أن هذا المرض فيروسي لا يؤثر عليه المضاد الحيوي، إنما يؤخذ باستشارة الطبيب؛ لأن المضادات الحيوية تضعف المناعة.
كما يلجا الأهل-عادة- إلى استعمال المقشرات والأدوية لأبنائهم في حالة الشفاء، حيث يظهر اللون البني على الجلد و هي مكان البثور، فننصح بتركها؛ لأنها تزول وحدها دون تدخل طبي في مدة أقصاها شهر، و لا يتم التدخل إلا لحالات يحددها الطبيب.
ما مضاعفات هذا المرض؟
جدري الماء مرض بسيط، و كل ما يحتاج إليه هو الوقت وبعض المسكنات، و يأخذ وقته ثم ينتهي خاصة عند الأطفال، ولكن بعض الأشخاص أصحاب جهاز المناعة الضعيفة و أصحاب الأمراض المزمنة (أمراض الكلى والكبد، والقلب، والسكر والضغط)، وهم الأكثر عرضة لتلك المضاعفات، منها التهاب الرئة والتهاب السحايا، وتكون هذه المضاعفات أخطر من الجدري ذاته.
هل تنتقل العدوى إلى الجنين؟
حقيقة، على المرأة الحامل أن تكون أكثر حذراً عند إصابة طفلها بالجدري؛ لأنها أكثر عرضة لانتقال العدوى، بسبب ضعف مناعة المرأة الحامل، خاصة في الشهور الثلاثة الأخيرة للحمل، فيكون خطر الإصابة بشكل أكبر، بحيث تنتقل العدوى إلى الجنين فتظهر فيه البثور، أو تحدث له تشوهات ، لذلك على الأم الحامل الابتعاد قدر المستطاع، وذلك بالإضافة إلى أن إصابة البالغين عادة ما يكون لها احتمالية الإصابة بمضاعفات المرض، و طول مدة المرض مقارنة مع الأطفال.
كيف يمكن علاج جدري الماء؟
جدري الماء لا علاج محدد له، فالتطعيمات التي يتناولها الطفل تقي من المرض لكنها لا تمنعه، فإذا ظهر المرض يعطى الطفل مسكنات؛ و ذلك للحد من آلام المريض، لكنها ليست علاجات تمنع ظهور المرض، وتكون على شكل خافضات للحرارة، أو مضادة للهستامين، (الحكة)، و هناك علاج موضعي ملطف يسمى (مستحلب الكلامين)، وفي حال الطفل مصاب بالتهاب سابق، يعطى كريمات تحتوي على مضادات حيوية.
وماذا عن الخطوات الوقائية التي تنصح باتباعها؟
ينصح بعزل المصاب في المنزل منعاً للعدوى خصوصاً في المرحلة التي تجف فيها البثور؛ لأنها مرحلة العدوى، وينصح بالمحافظة على نظام غذائي سهل وغني بالفيتامينات والسوائل الدافئة، كذلك تأمين الراحة للمصاب في سرير مستقل وفي غرفة خاصة، وتطهير الطفح الجلدي بالسوائل المطهرة، ولا بد من تخفيض الحرارة إذا ارتفعت فوق المعدل.