
الثريا: إسراء أبوزايدة
حالةٌ من التوترِ الشديدِ تسودُ السجونَ الإسرائيليةَ؛ رفضاً لقرارِ الصليبِ الأحمرِ الدولي؛ بتقليصِ زياراتِ أهالي الأسرى، في محاولةٍ للضغطِ على حكومةِ الاحتلالِ؛ للتراجعِ عن قراراتِها العنصريةِ بحقِّ الأسرى وعوائلهم، ويأتي ذلك بالتزامنِ مع إضرابِ الأسيرِ “بلال كايد” عن الطعامِ منذُ (42) يوماً.
كما ويخوضُ ما يقربُ الـ (50) أسيرًا الإضرابَ عن الطعامِ؛ تضامناً مع الأسيرِ “كايد”، يتمُ استبدالُهم كلَّ (10) أيام بـ (50) آخَرين، للاستجابةِ لمطالبِ المضربينَ، في ظلِّ مساومةِ إدارةِ السجونِ للأسرى المضربينَ على العلاجِ، مقابلَ إنهاءِ الإضرابِ، في محاولةٍ لكسرِ الخطوةِ الاحتجاجيةِ الواسعةِ التي انطلقتْ في سجونِ الاحتلالِ.
وبدَورِه، أعلن نادي الأسيرِ الفلسطيني، وهيئةُ شئونِ الأسرى والمحرّرينَ، والقوى، وبالتعاونِ مع اللجانِ والمؤسساتِ العاملةِ في مجالِ الأسرى، عن برنامجِ فعالياتٍ يتضمنُ اعتصاماتٍ في كافةِ المحافظاتِ، احتجاجاً على قرارِ الصليبِ الأحمرِ الدولي بتقليصِ الزياراتِ.ويضيفُ النادي:” يأتي ذلك تزامناً مع قرارِ الأسرى في كافةِ السجونِ بمقاطعةِ مندوبي الصليبِ الأحمرِ الدولي، إضافةً إلى إرجاعِ وجباتِ الطعام”.
من جهةٍ أخرى، اشتكى الأسرى المرضى في “عيادةِ سجنِ الرملة” من الظروفِ السيئةِ في السّجن، موضحينَ أنّ الإدارةَ تقومُ بنقلِ الأسرى المرضى إلى المستشفياتِ المدنيةِ عبرَ عربةِ “البوسطة”، كما وتقومُ باحتجازِهم عندَ إرجاعِهم من ِالمستشفياتِ في غرفِ الانتظارِ التي تفتقرُ لأدنَى مقوماتِ الحياة.
ومن جهتِه، يؤكدُ رئيسُ هيئةِ شؤونِ الأسرى والمحررينَ “عيسى قراقع”، على موقفِ الهيئةِ الرافضِ لقرارِ اللجنةِ الدوليةِ للصليبِ الأحمرِ؛ بتقليصِ الزياراتِ للأسرى من زيارتينِ إلى واحدةٍ في الشهرِ.
ويقول قراقع:” تمَ الإجماعُ على موقفٍ فلسطيني برفضٍ تامٍ لقراراتِ الصليبِ الأحمرِ في تقليصِ الزياراتِ للأسرى في المعتقلاتِ الإسرائيليةِ إلى واحدةٍ شهرياً، واقتصارِ الزيارتينِ على الأطفالِ والأسيراتِ والمرضى”.
ويضيف قراقع:” إنّ إضراباً ليومٍ واحٍد سيَعمُّ كافةَ المعتقلاتِ، احتجاجاً على هذا القرارِ”، مشيراً إلى إضرابِ (4) أسرى في معتقلِ “هداريم” احتجاجاً ورفضاً لقرارِ الصليبِ الأحمرِ الدولي، ومستمرٌ منذُ( 14) يوماً.
ويدعو “قراقع” المواطنين إلى التجمهرِ أمامَ مقراتِ الصليبِ الأحمرِ في المدنِ الفلسطينيةِ؛ للتعبيرِ عن رفضِ هذا القرارِ الصادرِ عن الصليبِ الأحمرِ، مطالبًا المؤسسةَ الدوليةَ بالتراجعِ عن قرارِها.
ومن جهةٍ أخرى، اقتحمتْ قواتٌ كبيرةٌ من وحداتِ القمعِ التابعةِ لمصلحةِ سجونِ الاحتلالِ قسمَ “5” بسجن “ريمون” الاحتلالي، ونقلتْ( 100 )أسيرٍ إلى سجنِ “هولي كيدار” من أسرى حركةِ “فتح”، و”الشعبية”.
وبحسبِ ما أفادتْ به هيئةُ شؤونِ الأسرى والمحررين، بأنّ قواتِ الاحتلالِ اقتحمتْ السجنَ، وشرعتْ بعملياتِ تفتيشٍ وحشيةٍ، واستفزازيةٍ بالقسم.
وفي ذاتِ السياقِ، يفرضُ الاحتلالُ حظراً شاملاً في سجن “نفحة”، كما تمَّ نقلُ الأسيرينَ القياديينِ “عاكف وعبد الرحيم أبو هولي” لجهةٍ مجهولةٍ، وتوتر يسودُ السجنَ.
ويذكرُ نادي الأسير بأنّ الأسيرَ الجريحَ “ممدوح عمرو” يعاني من وضعٍ صحيٍّ هو الأسوأ بين الأسرى الجرحى.ويوضّح محامي نادي الأسيرِ، والذي زارَ عدداً من الأسرى في العيادةِ، أنه لم يتمكّنْ من لقاءِ الأسير عمرو؛ بسببِ صعوبةِ وضعِه الصحي، وعدمِ مقدرتِه على الحركةِ والتنقّل.
ويبيّن نادي الأسيرِ أنّ قواتِ الاحتلالِ كانت قد أصابت الأسير عمرو في تاريخ 24 شباط/ فبراير الماضي بعدّةِ رصاصاتٍ في أنحاءَ متفرّقةٍ من جسدِه، أدّت إلى استئصالِ أجزاءٍ من رئتيهِ، ومعاناتِه من صعوبةٍ في التنفّس، يستخدمُ على إثرِها الأكسجينَ بشكلٍ مستمرّ، إضافةً إلى عدمِ مقدرتِه على النطقِ بشكلٍ واضحٍ، وفقدانِه لنصفِ وزنِه، إذ أصبح وزنُه الحالي (40 كغم).
ويلفتُ إلى أنّ الأسيرَ “عمرو” مكثَ في مستشفى “شعاري تسيدك” لأكثرَ من أربعةِ شهورٍ متواصلةٍ، كان في معظمِها فاقداً للوعي، وقد تمّ نقلُه مؤخراً لعيادةِ الرملةِ؛ رغم افتقارِها لأدنى الظروفِ الصحيةِ اللّازمةِ للحالاتِ المرضيةِ الصعبةِ المشابهةِ لحالةِ الأسيرِ “عمرو”، مشيراً إلى أنّ زملاءَه الأسرى يقومونَ بمساعدتِه في تسييرِ حياتِه اليوميةِ في السّجن.
ويشارُ إلى أنّ الاعتداءَ على المتضامنينَ شملَ: “فرضَ عقوباتٍ عليهم بالحرمانِ من الزياراتِ، وإغلاقِ الأقسامِ، وفرضِ غراماتٍ ماليةٍ، إضافةً إلى نقلِهم إلى أقسامٍ مغلقةٍ، وتعريتِهم، وتكبيلِهم، ومصادرةِ كافةِ الأدواتِ الكهربائية”، وذلك ردًا على الأسرى المضربين المتضامنينَ مع “بلال الكايد”، المضربِ عن الطعامِ منذُ أكثرَ من( 42 )يومًا، احتجاجًا على اعتقالِه الإداري، ومحمد ومحمود البلبول.