غير مصنف

كيف تَكونين صديقةَ طفلِك ؟

يُعَدُّ التعاملُ مع الطفلِ وتربيتُه أمراً ليس سهلاً على الإطلاق، مع الوضعِ في الاعتبارِ أنّ محاولتَكِ لأنْ تكوني صديقةَ طفلِكِ أمرٌ يزدادُ تعقيداً،ولكنْ على كلِّ أمٍّ أنْ تَعلمَ أنها يجبُ في البدايةِ أنْ تتصرّفَ كأمٍّ للطفلِ، وبعد ذلك يُمكِنُها أنْ تتصرّفَ كصديقةٍ له؛ طالَما أنّ الطفلَ يظلُّ في نطاقِ الحدودِ الموضوعةِ له. إنّ أولَ خطوةٍ يجبُ عليكِ التفكيرُ فيها؛ هي تحديدُ معالمِ كونِكِ صديقةً لطفلِك، مع المحافظةِ بالتأكيدِ على مكانتِكِ وطريقةِ تصرُّفِكِ كأمِّه.

يجبُ على الطفلِ أنْ يكونَ على وعيٍّ تامٍّ بحدودِ التعاملِ معكِ، ولكْن اعلَمي أيضاً أنّ كونَكِ والدةَ الطفلِ؛ فهذا يعني أنه يجبُ عليكِ أنْ تحترميهِ؛لأنّ العلاقةَ بين الطفلِ وأمِّه عادةً ما تكونُ حسّاسةً وعاطفيةً، ومَبنيةً على الحبِّ والاحترام، وبالرغمِ من التفاوتِ العُمري بين الطفلِ ووالدتِه؛ فيجبُ عليها أنْ تحاولَ أنْ تكونَ أفضلَ صديقةٍ لطفلِها، حتى تكونَ أكثرَ تفهُماً له، وحتى يكونَ قادراً على مشاركتِها العديدَ من الأمورِ الخاصةِ به.

اعلَمي أنّ طفلَكِ ينظرُ إليكِ نوعاً ما على أنكِ قدوةٌ له، ومن الأشياءِ الأساسيةِ التي يجبُ على الأمِّ إدراكُها؛ أنها من الممكنِ أنْ تقولَ”لا” لطفلِها، ويجبُ عليها ألاّ تخشَى هذا الأمرَ،ويجبُ على الأمِّ أنْ تكونَ مُدرِكةً جيداً للفرقِ بين أنْ تكونَ والدةً للطفلِ، وألاّ تفعلَ أمرًا مُعيّناً لإسعادِه فقط، لأنكِ لا تريدينَ إشعارَه بالغضبِ أو الحزنِ.
يجبُ ألاّ يشعرَ طفلُكِ أنك تحاولينَ بطريقةٍ مُبالَغٍ فيها أنْ تكوني صديقتَه، وحاولي أيضاً ألاّ تُدلِّلي طفلَكِ بطريقةٍ مُبالَغٍ فيها، أو التدخُلَ في شئونِه حتى لا يشعرَ الطفلُ أنه يريدُ أنْ يبتعدَ عنكِ. وبالتأكيدِ فإنّ طفلَكِ يجبُ أنْ يشعرَ بِحُبكِ له، ولكنْ ليس بطريقةٍ مبالغٍ فيها، وفى نفسِ الوقتِ حاولي أنْيكونَ تدخلُكِ في حياةِ الطفلِ مقبولاً ومتوازناً، وهى خطوةٌ جيدةٌ في طريقِ صداقتِكِ لطفلِك.

يجبُ أنْ تعطيَ طفلَك أيضاً نوعاً من الخصوصيةِ؛ حتى يتعلمَ كيفيةَ اتخاذِ القراراتِ بمفردِه، وكيفيةَ التعاملِ باستقلاليةٍ في المواقفِ المختلفةِ. ومع مرورِ الوقتِ وتقدُّمِ الطفلِ في العمرِ؛ يجبُ على الأمِّ أنْ تدركَ أنّ الطفلَ قد يبدأ في الابتعادِ عنها؛ لأنه ستكونُ له حياتُه الخاصةُ، ويجبُ عليها ألاّ تجعلَ هذا الأمرَ يُشعِرُها بالإحباطِ، أو أنْ تأخذَه بمَحملٍ شخصيّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى