كيف تُحبِّبينَ طفلَكِ بالمدرسةِ؟

السعادة
كلما كبرَ الأطفالُ؛ زادت مشاكلُهم ، وكبرتْ مسئولياتُهم ، فعند بدايةِ حياتِهم يحتاجونَ فقط للأكلِ والنومِ، ثُم تظهرُ لديهِم الرغبةُ في اللعبِ ، ثُم الرغبةُ في السؤالِ والاكتشافِ ، وبعدَها تتفتحُ براعمُ شخصيتِهم، ويبدأونَ باختيارِ ثيابهم وألعابِهم، وتبدأ الطلباتُ الكثيرةُ التي لا تنتهي ، وتبلغُ مشاكلُ التربيةِ ذروتَها، عند الوصولِ لسنِّ الذهابِ إلى المدرسةِ ، لأنَّ الطفلَ الآنَ سيَخرجُ من البيتِ، طفلُك الذي علَّمتيهِ كلَّ شيءٍ ، ويعودُ طفلاً آخرَ بعقلٍ وفكرٍ جديدٍ، ومعلوماتٍ جديدةٍ، وآراءٍ جديدة ، ورغباتٍ أخرى لم تكوني قد سمعتِ بها من قبلُ، وهذا يعتمدُ على مدَى تَقبُلِ الطفلِ للمدرسةِ ، وسوفَ تعيشينَ معهُ أيامَ المدرسةِ يوماً بيوم، وكأنكِ داخلَ الصفِّ، لكن بتعبٍ مضاعفٍ ، وصبرٍ طويلٍ ، ورُبما من المشاكلِ الكبرى التي تواجِهُ الأمهاتِ مع أطفالهنََّ عند دخولِ المدرسةِ؛ كراهيةُ الطفلِ للمدرسةِ ، وعدمُ تقبُّلِه لها!
ويمكنكِ معرفةُ مدى تقبُلِ طفلكِ للمدرسةِ من خلالِ عدّة مظاهرَ أهمُّها :_
1- عدمُ رغبتِه في الحديث عن يومِه في المدرسة ، فالطفلُ الطبيعي يقصُّ على والدتِه ما حدثَ معه منذُ خروجِه من باب البيتِ، حتى رجوعِه بالتفصيلِ المُمِلِّ، أمّا الطفلُ الذي يكرَهُ المدرسةَ؛ فيُفضِّلُ عدمَ الحديثِ .
2- قد يصرّحُ بكراهيتِه للمدرسةِ، أو للمعلمةِ، أو لزملائهِ بالصفِّ، بتعبيرٍ لفظيٍّ واضحٍ مِثلَ ( لا أحبُّ المَدرسة ، أكرهُ المعلمَ في المدرسة… وغيره ) وإذا حدثَ ذلك؛ عليكِ الانتباه له، وفهم المشكلة التي تواجهُ طفلَك .
3- عدمُ رغبتِه في حلِّ الواجبِ، أو الذهابِ للمدرسة ، وتفضيلُ النومِ ، واللعبِ والأكلِ على إمساكِ الدفترِ ، وكأنه أمرٌ إجباريٌّ ومزعجٌ .
4- قد تظهرُ عليه بعضُ الاضطراباتِ النفسيةِ والجسديةِ؛ في حالِ كانَ هناك ما يُخيفُه في المدرسة ، مِثلَ التَلعثُم في الكلام ، والتبولِ غيرِ الإرادي .
والأمُّ بفطرتِها الطبيعيةِ تستطيعُ أنْ تعرفَ أنّ طفلَها يُبغضُ المَدرسةَ ، ولا يرغبُ بالذهابِ إليها، حتى ولو لم يبكِ ويُعلنْ هذا صراحةً ، لذلكَ فهي تبحثُ عن حلٍ لجعلِ ابنها أو ابنتِها تحبُّ المدرسةَ، وترغبُ في الذهابِ إليها .
وبالتأكيدِ هناك الكثيرُ من الحلولِ التي سأضعُها بينَ أيدي الأمهاتِ؛ لتساعدَهنَّ على تجاوُزِ هذهِ المرحلةِ بالذاتِ؛ إذا كانت البنتُ هي التي تعاني المشكلة :_
1- افهمي سببَ كراهيةِ طفلتكِ للمدرسة ، تحدّثي معها من أمٍّ لابنتها ، ورُبما تبوحُ لكِ بالسببِ الحقيقي، الذي قد يكونُ في الخوفِ من المدرسةِ، أو عدمِ فَهمِ مادةٍ ما ، ورُبما تُخفي الأمرَ عنكِ، وفي هذهِ الحالِ توَجّهي للمدرسةِ ، وتفَقّدي وضعَ ابنتِك جيداً ، وسوفَ تكتشفينَ المشكلةَ بالتأكيدِ .
2- تَحدّثي مع المُدرّسةِ؛ أنْ توليها بعضَ الاهتمامِ ، وإذا كانت هي السببُ في خوفِ ابنتكِ؛ فاطلُبي منها تحسينَ معاملتِها ، وإذا رفضتْ ، قومي بنقلِ ابنتكِ من الفصلِ، وإن احتاجَ الأمرُ غيِّري المدرسةَ كلَّها ؛ لأنّ الفصولَ الأولى لها تأثيرٌ ممتدٌ إلى بقيةِ سنواتِ الدراسةِ .
3- اشترِي لها أغراضاً محبَّبة ، للدراسةِ مثلاً حقيبة “لولو كاتي” التي تحبُّها، و مجموعة الدفاترِ الوردية ، والأقلامِ الملوّنة ، واجعليها هي تختارُها بنفسِها ، ولا تنسي البُكَلَ الخاصةَ بالمدرسة ، اشتر منها أكثر من نوعٍ، وقولِ لها كل يومٍ سأعملُ لكِ تسريحةً، وسأجعلُكِ أميرةً .
4- ابحثي عن صديقاتِ ابنتِك ، وقرّبيها منها في الفصل ، واجعليهنّ يذهبنَ للمدرسةِ معاً ، الرفقةُ ستجعلُ الأمرَ أفضلَ ، وأَحبَّ إلى قلبِها .
5- قومي بتعزيزِها كلما قالت لكِ ما حدثَ معها في المدرسةِ ، وكلما نالتْ علامةً عاليةً .
6- قومي بزيارتها عدّةَ مراتٍ في العام ، واسألي عنها، وامدَحيها أمام المعلمة والمديرةِ؛ كي تشعرَ بالفخرِ ، وبالرغبةِ للعودةِ للمدرسةِ دائماً .
7- ساعديها في تجاوُزِ مشكلاتِها الدراسيةِ ، بشرحِ الأمورِ الصعبةِ لها، أو إرسالِها لمركزٍ تعليميٍّ .