دين ودنيامركز الاستشارات

صلاة الرَّجُل بحذائه

أجاب عن التساؤلات الدكتور عبد الفتاح غانم رئيس لجنة الإفتاء في جامعة الأقصى

هل يجوزُ للرجلِ الصلاةُ بحذائهِ؛ إذا ارتداهُ على وضوءٍ ؟

الصلاة بالحذاء جائزة، بشرط أنْ يكون الحذاءُ طاهراً؛ فقد فعل ذلك الرسول وصحابتُه، روى أبو داود في سُننه عن أبي سعيد الخدري قال: « بينما النبي يصلي بأصحابه إذ خلعَ نعليه، فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم، ألقوا نِعالَهم، فلما قضى رسول الله صلاته قال: “ما حملَكم على إلقائكم نعالكم؟” قالوا: رأيناك ألقيتَ نعليك فألقينا نِعالنا، فقال رسول الله: “إنّ جبريل عليه السلام أتاني فأخبرَني أنّ فيهما قذَرا”. وقال: إذا جاء أحدكُم إلى المسجد فلينظرْ، فإنْ رأى في نعليه قذَراً، أو أذى؛ فليمسحْه وليُصلِّ فيهما».

بل إنّ الرسول حث على ذلك مخالفة اليهود، روى أبو داود عن يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه قال: قال رسول الله: «خَالِفُوا الْيَهُودَ وَصَلُّوا فِي نِعَالِكُمْ، فَإِنَّهُمْ لاَ يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ وَلاَ فِي خِفَافِهِمْ».

لكنْ طبعاً هذا كان عندما كانت أرضيةُ المسجد الحصباءَ والرمل، ولم تكنْ مساجدُهم مفروشةً بالسجاد، فكانت لا تتأثرُ بدخولها بالنعال، أمّا المساجدُ اليوم؛ فقد فرشتْ بالفرش الفاخرة ـ في الغالب ـ فينبغي لمن دخل المسجدَ؛ أنْ يخلعَ نعليه رعايةً لنظافة الفرشِ، ودفعاً لمفسدةِ إتلافها، أو توسخها، ومنعًا لتأذّي المُصلين بما قد يصيبُ الفرشَ؛ مما في أسفلِ الأحذيةِ من قاذوراتٍ، وإنْ كانت طاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى