غير مصنف

هوس التكنولوجيا يهدم العلاقات الاجتماعية

بقلم/آلاء الأفندي

ممّا لاشكَ فيه أنً وسائلَ التكنولوجيا الحديثةِ وخاصةً وسائلَ الاتصالِ الاجتماعي سلاحٌ ذو حدَّين، أحدُهما إيجابي قرّبَ البعيدَ، وسهّلَ تبادُلَ المعلوماتِ، وجعلَ العالمَ قريةً صغيرةً، والآخَرُ سلبيٌ أبعدَ القريبَ، وأفشلَ العلاقاتِ الاجتماعيةَ إلى حدٍ كبير.

ومع ظهورِ وتطوّرِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيّ؛ بدأتْ العلاقاتُ الاجتماعيةُ بالانكماشِ شيئاً فشيئا؛ حتى أُصيبَ العقلُ البشريُ بالعقمِ الاجتماعي، فمن الناسِ من يجعلُ حياتَه الشخصيةَ تعتمدُ على هاتفهِ المحمولِ بشكلٍ مُفرطٍ، لدرجةٍ تجعلهُ لا يستطيعُ الاستغناءَ عنه بعضَ الوقتِ؛ لإقامةِ العلاقاتِ بينهُ وبينَ أهلهِ، وهنا تقعُ الكارثةُ الحقيقةُ!.

وقدْ أثبتتْ الدراساتُ أنً الاستخدامَ الفردِيَّ للحواسيبِ والإنترنتِ؛ يعزِّزُ الرغبةَ والمَيلَ للعزلةِ والتوحُدِ؛ ما يقلِّلُ من فُرصِ التفاعلِ الاجتماعي بينَ الأفرادِ؛ والذي يقلِّلُ من أهميةِ النموِ المَعرفيّ لديهِم، وأوضحتْ الدراساتُ أنً استخدامَ الأطفالِ والمراهقينِ لهذهِ الوسائلِ يعرِّضُهم لاستخدامٍ غيرِ هادفٍ؛ من خلالِ الاطِّلاعِ على المعلوماتِ غيرِ المُجديةِ، والبعيدةِ عن الواقعيةِ؛ ما يعيقُ عمليةَ التفكيرِ لديهِم.

 فالأهلُ يقعُ على عاتقِهم احتواءَ أبناءهم، وتعليمَهم القِيَمَ والمبادئَ السليمةَ التي أوصَى بها دينُنا الحنيفُ، بدَلاً من  اكتسابِها من الإنترنت، ووسائلِ الاتصالِ على اختلافِ أشكالِها وألوانِها.

 فالأبناءُ  نعمةٌ من نِعَمِ اللهِ _سبحانه وتعالى_ أمرَ بالمحافظةِ عليها وشُكرِه عليها، وهذا  كلُّه يُترجَمُ بالتربيةِ الصالحةِ. والعاقلُ مِنًا منْ يُحسِنُ الاستغلالَ الأمثلَ لهذه الوسائلِ، ويضعُ نُصبَ عينيهِ أنً التواصلَ بينَهُ وبينَ أهلهِ ومجتمعِهِ، لابدً أنْ تُغذّيهِ العلاقاتُ واللقاءاتُ المستمرةُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى