استشارات أسرية وشرعيةدين ودنيامجتمع وناس

المدّة الصحيحةُ للحِدادِ على الزوجِ

الثريا: خاص

أجابَ عن التساؤل الدكتور “صلاح الدين طلب فرج” الأستاذُ المساعدُ في الفقهِ وأصولِه، بكليةِ الشريعةِ والقانونِ في الجامعةِ الإسلامية .

ما هي المدّة الصحيحةُ للحِدادِ على الزوجِ؟ وما هي كيفيةُ الحِدادِ الشرعية ، وما هو حُكم الحِدادِ ؟

الواجبُ على كل مسلم ومسلمةٍ تلقِّي مصيبةَ الموتِ بالصبرِ الجميلِ، والرضا بقضاءِ اللهِ تعالى ؛ وأنّ مدّةَ الحِدادِ أربعةُ أشهرٍ وعشرٌ على الزوجِ المتوفَّى، وثلاثةَ أيامٍ على من ماتَ من الأقاربِ ونحوِهم، فيجبُ على الزوجةِ أنْ تحدَّ على زوجِها أربعةَ أشهرٍ وعشرًا فقط ، ولبسُ السوادِ نوعٌ من تركِ الزينةِ ، فيباحُ في فترةِ الحدادِ،  لكنه ليس شرطاً في الحِدادِ ولا أصلاً فيه، فإنْ لم تلبسْ السوادَ؛ فليس في ذلك شيءٌ.‏
ويباحُ للمرأةِ أنْ تحدَّ على أقربائها ونحوِهم ثلاثةَ أيامٍ فقط  ، ويَحرمُ الحدادُ فيما زادَ على ذلك؛ لقولِه عليه الصلاة والسلام (‏لا يحلُّ لامرأةٍ تؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ أنْ تحدَّ فوقَ ثلاثةِ أيامٍ؛ إلاّ على زوجِها تحدُّ أربعةَ أشهرٍ وعشرًا)‏ والحدادُ يكونُ بتركِ الزينةِ والطِّيبِ ونحوِه، ولا يكونُ بلَطمِ الخدودِ، وشقِّ الجيوبِ، وحلقِ الشعرِ، والنوحِ والندبِ، وغيرِ ذلك ممّا هو محرّمٌ شرعًا.

فالمرادُ به أنْ تجتنبَ المُعتدَّةُ مظاهرَ الزينةِ والإغراءِ: مِثلَ الاكتحالِ واستعمالِ الأصباغِ والمساحيقِ، التي تتجمّلُ بها المرأةُ عادةً لزوجِها، ومِثلُ أنواعِ الطِّيبِ والعطورِ والحُليِّ والثيابِ الزاهيةِ والمُغريةِ ، وفي الصحيحين عن أمِّ سلمه: أنّ امرأةً قالت: يا رسولَ الله، إنّ ابنتي توفّى عنها زوجُها، وقد اشتكتْ عينُها، أفتَكتَحِلُ ؟ فقال: لا . . . كلُّ ذلك يقول: لا، مرّتين أو ثلاثًا . ثُم قال: إنما هي أربعةُ أشهرٍ وعشرًا . وقد كانت إحداكُنّ في الجاهليةِ تمكثُ سَنةً “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى