الـتـــــــــوازن

بقلم: مهيب أبو القمبز
في خِضَمِّ العملِ اليومي؛ ننشغلُ أحياناً بالعملِ على حسابِ حياتِنا الشخصيةِ، ننشغِلُ إلى درجةٍ تُنسِينا الاهتمامَ بالأهلِ والأصدقاءِ، نصابُ بالاكتئابِ والإحباطِ ونتساءلُ؛ لماذا لَسنا سُعداءَ! رغمَ أننا نعملُ بشكلٍ جيدٍ، ونكسِبُ جيداً، ونَكفي أهلَ البيتِ حاجتَهم.
كثيراً ما يَنسى الإنسانُ معادلةَ السعادةِ، وهي معادلةٌ أهمُّ عنصرٍ فيها التوازنُ بين متطلباتِ الحياةِ المِهْنيةِ، والحياةِ الشخصيةِ، يهتمُّ البعضُ مِنّا_ مع الأسفِ_ بالعملِ إلى درجةٍ تُنسيهِ حياتَه الشخصيةَ، وليس حياتَه الاجتماعيةَ فحسبْ، يظنُّ ذلك الإنسانُ أنه كلّما عمِلَ أكثرَ؛ زادتْ سعادتُه، هذا صحيحٌ ولكنْ إلى حدٍّ مُعيَّن، وبتجاوزُ هذا الحدَّ؛ ويدخلُ في دائرةِ اختلالِ الوزنِ.
بالتأكيدِ؛ شاهدْنا في حياتِنا اليوميةِ الكثيرَ ممّن يعملونَ ليلَ نهارَ؛ لكنهم ليسوا سُعداءَ! هذا يَرجعُ إلى أنهم إمّا يعملونَ في أعمالٍ لا تسبِّبُ لهم السعادةَ، أو أنّ أعمالَهم أنستْهُم السعادةَ الشخصيةَ.
تُجري الدولُ المتقدّمةُ الكثيرَ من الأبحاثِ، وتطالبُ الشركاتِ بضرورةِ حثِّ الموظفينَ على التوازنِ بين حبِّهم للعملِ، والاهتمامِ بحياتِهم الشخصيةِ، لأنّ مَن ينسَى حياتَه الشخصيةَ؛ يصابُ بالاكتئابِ، وقد يؤثّرُ هذا على عملِه لاحقاً.
إنّ متطلباتِ الحياةِ كثيرةٌ، ولا تنتهي، فلْنحرِصْ على التوازنِ بينَ تلكَ المتطلباتِ، فلا نُسرِفُ في واحدةٍ على حسابِ الأُخرى… الكثيرُ مِنا يَغفُلُ _في خِضَمِّ انشغالِه بعملِه_ عن الاهتمامِ بحياتِه، لكنْ من المُهِمِّ أنْ يَرجِعَ الإنسانُ؛ كلّما ابتعدَ عن طريقِ التوازُن،،،
عِشْ سعيدا!
وحتى نلتقي،،،