ماذا تفعلينَ؛ إذا أصيبَ طفلُكِ بالجفاف؟

إعداد د. “إبراهيم يوسف العويطي”_ طبيب عام
يُعَدُّ الجفاف من أخطرِ مضاعفاتِ الإسهال، و لذا حين يصابُ الطفلُ بالإسهالِ؛ يجبُ متابعةُ حالتِه؛ لملاحظةِ أيِّ بوادرَ للجفافِ قد تظهرُ عليه.
كيف أعرفُ إذا كان طفلي يعاني من الجفاف؟
إذا كان طفلُكِ يعاني من الجفافِ؛ فذلك يدلُّ على أنه يخسرُ الكثيرَ من السوائل، أو لا يتناولُ حاجتَه منها، وغالباً ما يكونُ ذلك بسببِ ارتفاعِ درجةِ الحرارة، والتدفئةِ الزائدة، والتقيؤِ، أو الإسهالِ،وقد يتعرّضُ الأطفالُ الرضَّعُ، ومَن هم أكبرُ سِناً بشكلٍ خاصٍ، دونَ سِواهم، لخطرِ فقدانِ السوائل، وقد يتحولُ الأمرُ إلى مشكلةٍ صحيةٍ خطيرةٍ؛ إنْ لم يتِمّ علاجُه على وجهِ السرعةِ، فإذا كنتِ تشُكِّينَ أنّ طفلَكِ مصابٌ بالجفاف، عليكِ التأكُدَ من ذلك مباشرةً، اتّصلي بالطبيبِ بمُجردِ أنْ تلاحظي على طفلِكِ العلاماتِ التالية:
لم يتبوّلْ لستِّ ساعاتٍ متواصلة، أو أنه تبوَّلَ أقلَّ من ستِّ مراتٍ خلالَ( 24) ساعةً، بَولُه قاتمُ اللونِ بشكلٍ مستمر، يبدو أقلَّ نشاطاً وحيويةً من المعتادِ، يشكو من جفافٍ في الفمِ والشفتينِ، بدتْ منطقةُ اليافوخِ في الرأسِ منخفضةً، يبكي من دونِ دموعٍ.
ما الذي يمكنُ أنْ يسبّبَ الجفافَ لطفلي؟
• إنّ ارتفاعَ الحرارةِ ؛هو أحدُ الأسبابِ الشائعةِ لإصابةِ الأطفالِ بالجفاف، فعندما ترتفعُ حرارةُ الطفل، يتعرَّقُ فيتبخّرُ الماءُ من على سطحِ الجلدِ؛ ما يساعدُ على انخفاضِ حرارةِ الجسمِ، وقد يتنفسُ الطفلُ بسرعةٍ أكثرَ من المعتادِ، فيخسرُ المزيدَ من السوائلِ في عمليةِ الزفير.
• التدفئةُ الزائدة؛ يمكنُ أنْ يسبّبَ الَّلعبُ لفترةٍ طويلةٍ في جوٍّ حارٍّ، أو البقاءُ في غرفةٍ مغلقةٍ حارةٍ، التعرُّقَ لدَى الطفلِ، وبالتالي خسارةَ السوائلِ من جسمِه.
• الإسهالُ والتقيؤ؛إذا كان طفلُكِ يعاني من اضطراباتٍ مَعويةٍ؛ كالالتهاباتِ المعويةِ المُعدِيةِ، فإنّ جسمَه سيفقدُ السوائلَ على شكلِ إسهالٍ، كما قد يسبِّبُ الالتهابُ والفيروساتُ التقيؤَ، فإذا كان طفلُكِ يعاني من اضطرابٍ يُفقِدُه السوائلَ، فَسيَسهُلُ تعرُّضُه للجفافِ.
ما مدَى خطورةِ الإسهالِ على طفلي ؟
هناك خطرانِ رئيسانِ ينتُجانِ عن الإسهالِ، ويجبُ عدمُ إغفالِهما:
الجفافُ: إذا لم يُعالَجْ الجفافُ البسيطُ في الحالِ؛ فإنه قد يتحوّلُ سريعاً إلى جفافٍ شديدٍ؛ يمكنُ أنْ يؤدّيَ إلى الوفاةِ.
سوءُ التغذيةِ: إنّ نوباتِ الإسهالِ المديدِ أو المتكرّرِ؛ تؤدّي إلى سوءِ التغذيةِ، الذي يَظهرُ بنقصِ الوزنِ، وضعفٍ عام، ويفقدُ الطفلُ قوّتَه ومناعتَه، ويصبحُ عرضةً للعديدِ من الأمراضِ الأُخرى… وسيزدادُ الأمرُ سوءاً؛ عندما تتوقفُ الأمُّ عن إطعامِ الطفلِ المصابِ بالإسهالِ؛ اعتقاداً منها بأنّ ذلك سيُريحُ مَعِدتَه، ويخفّفُ من حِدّةِ الإسهالِ، وهذا بالطبعِ اعتقادٌ خاطئٌ يضرُّ بالطفلِ.
أصيبَ طفلي بالإسهال؛ فما العمل ؟
– محلولُ معالجةِ الجفاف:Oral Rehydration Solution (ORS)
يجبُ البدءُ فوراً بعلاجِ الإسهالِ؛ لمنعِ حدوثِ الجفافِ، وذلك بإعطاءِ المصابِ السوائلَ والمحاليلَ، ومنها محلولُ الجفافِ عن طريقِ الشربِ.
وإذا كان الطفلُ يرفضُ شُربَ المحلولِ بالملعقةِ، أو يَبصُقه؛ فيمكنُ استخدامُ قطّارةٍ بلاستيكيةٍ نظيفةٍ، توضعُ في فمِ الطفلِ بين الخدِّ واللثةِ، وبذلك سيقومُ الطفلُ ببَلعِ المحلولِ بعدَ الضغطِ على القطارةِ.
– التغذية:
يجبُ أنْ تستمرَّ الأمُّ في إطعامِ طفلِها منذُ بدايةِ إصابتِه بالإسهالِ، وقبلَ حدوثِ الجفافِ، و خاصةً الرضاعةَ،أمّا إذا كان الجفافُ قد حدثَ؛ فيجبُ أولاً البدءُ بعلاجِ الجفافِ، وذلك بإعطاءِ محلولِ الجفافِ عن طريقِ الفمِ، وعندما يصبحُ الطفلُ قادراً على تناولِ الأغذيةِ؛ فيجبُ معاودةُ إعطائهِ الأطعمةَ والسوائلَ؛ التي كان يتناولُها في السابقِ.
ويعدُّ الاستمرارُ بالرضاعةِ الطبيعيةِ؛ أمرٌ حيويّ ومُهمٌّ جداً أثناءَ نوبةِ الإسهالِ، ومن الخطأ إيقافُ الرضاعةِ الطبيعيةِ؛ بهدفِ إراحةِ معدةِ الطفلِ، والتخفيفِ من حدّةِ الإسهالِ! فهذا اعتقادٌ خاطئٌ، ويضرُّ كثيراً بصحةِ الطفل.
يجبُ التأكدُ من أنّ حالةَ الطفلِ قد تحسّنتْ ؛بعد إعطائهِ محلولَ معالجةِ الجفافِ، أمّا إذا استمرتْ الأعراضُ، أو ازدادتْ سوءاً، فيجبُ نقلُه إلى المستشفى لعلاجِه هناك.
ما هو مسموحٌ و منصوحٌ به خلالَ الإسهال؟
• الاستمرارُ بالرّضاعةِ.
• تقديمُ الكثيرِ من السوائلِ للطفلِ؛ و خاصةً محلولَ الأملاحِ.
• شوربةُ الجَزرِ أو مسحوقُ الجزرِ.
• عصيرُ التفاحِ بدونِ سُكر، أو مع القليلِ من السُّكر،
• اللبنُ الطبيعيّ، وماءُ الرُّزِ النظيف.
• التفاحُ (يقدّمُ مهروساً للرُّضعِ )و الموزُ و الجَزرُ ( يقدّمُ مسحوقاً للرُّضع )
• الحليبُ قليلُ الدسمِ، ويجبُ الابتعادُ عن السكرياتِ والدهنيات.
هل يمكنُ إعطاءُ الطفلِ الماءَ العاديّ خلالَ الإسهال ؟
نَعم؛ و لكنْ لا يجوزُ أنْ يحلَّ هذا الماءُ محلَّ محلولِ معالجةِ الجفافِ، حسبَ تعليماتِ الطبيبِ، و الإكثارُ منه لوَحدِه قد يسبّبُ خللاً في أملاحِ الدمِ عند الطفلِ، أكثرُ الحالاتِ تُشفَى خلالَ أسبوعٍ.
وفي حالِ الإسهالِ المصحوبِ بالجفافِ الشديدِ؛ العلاجُ يجبُ أنْ يكونَ بتعويضِ السوائلِ عن طريقِ الوريدِ، وذلك في المستشفى.
ومن أعراضِ الإسهالِ المصحوبِ بالجفافِ الشديد:
• التبرُّزُ أكثرُ من عشرِ مراتٍ في اليومِ، ويكونُ البرازُ مائياً.
• الحالةُ العامةُ سيئةٌ، ويكونُ الطفلُ بحالةِ “خَبلٍ” وقد يكونُ غائباً عن الوَعيّ، ويمكنُ أنْ يصابَ بنوباتِ تَشنُّجٍ.
• الجِلدُ يفقدُ مرونتَه، ويبقى مَثنيّاً لمدة (1 – 2 )ثانية بعدَ قَرصِه.
• عطشٌ شديدٌ، والأغشيةُ المخاطيةُ في الفمِ؛ تكونُ جافةً جداً، وقد لا يستطيعُ الطفلُ الشربَ رغمَ العطشِ.
• الوزنُ: يخسرُ الطفلُ أكثرَ من (10% )من وزنِه.
• الحرارةُ مرتفعةٌ؛ يصاحبُها تَقَيءٌ بصورةٍ متكررةٍ.
• العينانِ غائرتانِ إلى الداخلِ وجافّتانِ.
• البولُ: لا يتبولُ الطفلُ لمدة 6 ساعاتٍ أو أكثرَ، والبولُ قليلٌ جداً، ولونُه غامقٌ.
• برودةٌ في اليدينِ والقَدمينِ، مع ظهورِ بُقَعٍ عليها.
• مَيلٌ شديدٌ إلى النومِ.