فلسطين تجمعنافلسطينيات

بعدَ رحلةِ عذابٍ طويلةٍ..حملةُ إحياءِ السُّنةِ النبويةِ من خلالِ الفنِّ..

السعادة: أمينة زيارة

كان يحلمُ بتتويجِه متميّزاً بين زملائهِ؛ الذين تخرّجوا وعملوا، وهو يتنقلُ من زنزانةٍ إلى أخرى، في سجونِ الاحتلالِ مرّةً، وفي سجونِ ذَوي القُربى تارةً أخرى ،( 13 )اعتقالاً وعشراتُ الاستدعاءاتِ، حالتْ دونَ تحقيقِ حُلمِه الذي رسمَه على جدرانِ السجونِ بكلِّ دِقّة، حتى تحقّقَ قبلَ أشهُرٍ مضتْ، بعد معاناةٍ أكاديميةٍ استمرّتْ لمدةِ سبعةِ أعوامٍ، ليُتوِّجَ هذه السنواتِ بمشروعٍ إبداعيٍّ؛ هو الأولُ من نوعِه في فلسطينَ، والذي كان بعنوان حملة “اتّبعوني يُحبِبْكُمُ اللهُ” لرَبطِ الفنِّ بالسُّنةِ النبويةِ.

تَميُّزٌ إسلاميٌّ فريدٌ

 الخرّيج “سمير أبو شعيب” من جامعةِ النجاحِ الوطنيةِ تخصُّص الـ (جرافيك دِيزاين) يقولُ “للسعادة”: تخرّجتُ بعد سبعِ سنواتٍ من الجامعةِ؛ بسببِ ظُلمِ الاحتلالِ الإسرائيليِّ وذَوي القُربى، فقد تُوِّجَ زملائي بتاجِ التخرُّجِ والتميُّزِ؛ وأنا مازلتُ أتنقّلُ من زنزانةٍ لأُخرى! فقد سُجنتُ عدّةَ مراتٍ أثناءَ فترةِ الجامعةِ، وفي كلِّ يومٍ كنتُ أحلَمُ بكيفيةِ توصيلِ رسالةِ الشعبِ الفلسطينيّ_ الذي يعاني الظلمَ والقهرَ_ إلى العالمِ، فاخترتُ الفنَّ والتصميمَ، واستفَدتُ من التطورِ التكنولوجي، وأخذتُ على عاتقي نشرَ ثوابتِ وطني، وحقِّه في مقاومةِ الاحتلالِ، وتحريرِ أرضِه، والتأثيرِ على عقولِ الشبابِ إيجاباً، وزرْعِ مفاهيمِ الحبِّ والتعاونِ والإخاءِ بينَهم، وكان هناك العديدُ من المشاريعِ والتصاميمِ الخاصةِ بذلك، والتي تمَّ نشرُها على شبكاتِ التواصُلِ .
ويضيفُ :”كان الفنُّ وسيلةً للتعبيرِ وتوصيلِ الأفكارِ والرسائلِ؛ من خلالِ تصاميمَ بصريةٍ هادفةٍ ومؤَثّرةٍ ومميّزةٍ وراقيةٍ، ليَخرُجَ مشروعُ تَخرُّجي “اتَّبِعوني” الأولَ من نوعِه في فلسطينَ بشهادةِ مَن رآهُ .

ويتابع:” قرّرتُ أنْ أخدمَ دعوتي وديني الإسلامي؛ خاصةً بعدَ الرسوماتِ المسيئةِ التي تعرَّضَ لها الرسولُ _صلى الله عليه وسلم_ وبعدما رأيتُ تجاهُلَ بعضِ الناسِ عن معرفةِ الرسولِ وحياتِه وسُنَنِه، فأحببتُ أنْ أُذَكِّرَ الناسَ بها وبفضلِها؛ من خلالِ الفنِّ، وأنْ أستخدمَ التصميمَ في ذلك ، ويستدركُ: واجهتُ الكثيرَ من الصعوباتِ؛ لأنّ هذا الموضوعَ يُعَدُّ من المواضيعِ الحسّاسةِ جداً، ولن تستطيعَ أنْ تُنجِزَ شيئاً فيه بكلِّ سهولةٍ، لكنْ كانت ثِقَتي باللهِ وبنفسي وبأصدقائي _الذين سانَدوني_ كبيرةً، وقرّرتُ بِدءَ العملِ في مشروعي “حملةُ إحياءِ السُّنةِ النبويةِ من خلالِ الفنِّ” والذي عالجْتُه بتَميُّزٍ إسلاميٍّ فريدٍ ومُميَّزٍ .

اقتباسٌ من القرآنِ

ويتحدّثُ عن فكرةِ مشروعِه قائلاً: “اتَّبعوني هو مشروعٌ يهدفُ لإحياءِ وتذكيرِ الناسِ بالسُّنةِ النبويةِ، وتعظيمِها في قلوبِهم، ومخاطبةِ مشاعرِهم وقلوبِهم_ في آنٍ واحدٍ_ بطريقةٍ بصريةٍ مميّزةٍ يَفهمُها غيرُ المسلمِ قبلَ المسلمِ، والصغيرُ قبلَ الكبيرِ، من خلالِ بعضِ البرامجِ التي تخصُّ التصميمَ على الحاسوبِ؛ كَونَها تدخُلُ في مجالِ دراسةِ “الجرافيك دِيزاين”، كالفيديو والبوسترات ورسوماتٍ فنيةٍ وبطاقاتٍ و”بلايز” ويافطاتٍ، والقيامِ بحملةٍ إعلانيةٍ كاملةٍ؛ تمَّ فيها استخدامُ الجريدةِ والبوردِ الموجودِ في الطرُقاتِ وإعلاناتِ التلفزيون.

ويوضّحُ أنه تمَّ اقتباسُ الاسمِ من القرآنِ الكريم “فاتَّبعوني يُحبِبْكُم اللهُ” مع وجودِ الكثيرِ من الحملاتِ المشابهةِ، لكنْ أردتُ هنا طرْحَ الموضوعِ بتَميُّزٍ ورُقيٍّ، يوصلُ الرسالةَ لأكبرِ عددٍ ممكنٍ بأسلوبٍ واضحٍ ومؤَثِّرٍ، وبفضلِ اللهِ أعتقدُ أنني نجحتُ في ذلك؛ بناءً على مَن شاهَدوا المشروعَ، وهناك مَن تَبنَّاهُ لنَشرِه وتوصيلِه إلى أكبرِ عددٍ ممكنٍ من الناس”.

واستعرضَ “أبو شعيب” بعضَ تصميماتِه ملخِّصاً ذلك في: بوستر “مَن هو الرسول؟” وفكرةُ التصميمِ كانت “المصباح المُنير” لتعريفِ الرسولِ كصفةٍ مميِّزةٍ لرسولِنا الكريمِ؛ الذي كان النورَ الذي أضاءَ الدنيا، ومسحَ الجهلَ والظلامَ منها، وفِكرةُ “القرآن والسُّنة” تتمثّلُ بالحَمامةِ التي خلقَ اللهُ لها جناحَينِ؛ لتطيرَ بهِما، لتؤَكِّدَ على أنّ الحياةَ لا تستقيمُ بالسُّنةِ فقط؛ لكنْ بالسُّنةِ النبويةِ والقرآنِ الكريمِ ” وتبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ صدقةٌ” فلها فضلٌ عظيمٌ في حياةِ الإنسانِ المسلمِ، والسُّنةُ حَبلُ اللهِ المَتينُ فلا تَقطَعْهُ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى