شُكرًا …..لكَ

بقلم:كريم الشاذلي
شُكرًا….لكَ كلمةٌ بسيطةٌ على اللسانِ؛ ولكنها كبيرةٌ في ميزانِ القلوبِ، فبعدَ أنْ يُسديَ غيرُكَ لكَ معروفاً؛ لو قابلتَه بكلماتِ الشكرِ والثناءِ المَحمودةِ؛ لوَجدْتَ كمْ يطيبُ قلبُه لكَ, بل يكونُ دافعاً لمزيدٍ من تقديمِ الخيرِ لكَ ولِغيرِك، ولكننا نجِدُ في هذه الأيامِ أنّ الألسنةَ قد يَبِستْ عندَ كلماتِ الشكرِ, والقلوبُ التي تنبعُ بالإحساسِ بجميلِ الآخَرينَ؛ قد جفّتْ من عباراتِ الثناءِ, مع أنّ كُفرانَ نعمةِ الناسِ؛ يؤدّي إلى كُفرانِ نعمةِ اللهِ ,فرسولُ اللهِ “صلى عليه وسلم” يقولُ (لا يَشكرُ اللهَ؛ مَن لا يَشكُرُ الناسَ).
كما أنّ الشكرَ علامةٌ من علاماتِ تَحَضُّرِ الإنسانِ، ورُقيِّ مستواهُ الثقافي, فكلّما ارتقَى المجتمعُ تواصُلاً وثقافةً وأخلاقاً ؛أكثَرَ الإنسانُ الذي يعيشُ بداخلِه من استخدامِ مفرداتِ الثناءِ، وكلّما انخفضَ مستواهُ الثقافي والأخلاقي؛ نَدُرتْ عباراتُ الشكرِ والامتنانِ على لسانِه،كما أنّ مفرداتِ الثناءِ والشكرِ في لغتِنا العربيةِ كثيرةٌ،فلدَيها ما لدَيها من المعاني؛ لتُعبِّرَ عن امتنانِكَ لِمَن أسدَى لك معروفاً، أو قدَّم لك جميلاً .
فلا يكنْ شُكرُكَ لغَيرِكَ نفاقاً, بل اعترافاً حقاً بجميلِ غيرِكَ عليكَ، وبُعداً كلَّ البُعدِ عن صِفةِ الجحودِ والنُّكرانِ، فمنذُ أنْ نُولَدَ على هذه الأرضِ الدوّارةِ؛ وحتى نُدفَنَ في باطنِها، يكونُ الأصلُ أنْ نتبادلَ الخيرَ مع الغيرِ، يقولُ ابنُ المُقفَّع (إذا أنتَ أسديتَ لغيرِكَ معروفاً ؛ فَحَذاري أنْ تَذكُرَهُ , وإنْ أسدَى لكَ معروفاً؛ فحَذاري أنْ تنساهُ).
وإنْ أردتَ أنْ تكونَ ذا شخصيةٍ محبوبةٍ في الدنيا والآخِرةِ؛ فرَطِّبْ لسانَكَ بكلماتِ الشكرِ؛ استحقاقاً لِنِعَمِ اللهِ ولعبادِه، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: (ولإنْ شكرتُم لأزيدَنّكم).
فمِن رسائلِ الإنسانيةِ في هذه الحياةِ؛ أنْ نحفظَ للناسِ جميلَ صنائعِهم؛ حتى نكونَ ممَن قالَ اللهُ فيهم: (وقليلٌ من عباديَ الشكورُ).