المشاريعُ العلمية
الحِكمة التربوية تقولُ :”أَقرأُ فأنسى، أرى فأفهم، أَعمَلُ فأتعلَّم”، لذلك جاءت فكرةُ المشاريع العلميةِ تجسيداً لهذه الحِكمة، ولِحثِّ الطلابِ والمعلمين على إنتاج مشاريعَ علميةٍ منهجيةٍ خاصةٍ بأنشطةِ الكتاب المَدرسي؛ حتى لا ينسى الطالبُ ما يتعلَّمُه. فكرةُ معرِضِ المشاريع العلمية؛ ليست بالقديمةِ، فهي _نوعاً ما_ جديدةٌ على مدارِسنا.
في السابقِ كان هناك محاولاتٌ هنا أو هناك، ولكنها الآنَ أصبحتْ ثقافةً منتشرةً بين المدارس، ففي نهايةِ العام تقريباً تَعرِضُ المدرسة مُنتجاتِها العلميةَ؛ التي اشتركَ فيها الطالبُ والمعلّم بدعمٍ من المجتمع المحليّ؛ لتوفيرِ الإمكاناتِ اللازمةِ للعمل، فكرةُ المعرِض العلميّ للمشاريع؛ جعلتْ من المدرسةِ خليةَ نحلٍ طوالَ العام الدراسي، في البدايةِ كانت الإرادةُ والتخطيطُ للعملِ.
ثُم توليدُ الأفكارِ والعملِ على توفيرِ الإمكاناتِ للتنفيذِ، ثُم التنفيذ، والتدريب، ثُم الإخراج النهائي للعمل، سيمفونيةً يتِمُّ عزْفُها طوال العام الدراسي، بجوٍّ من المتعةِ والفائدةِ وتبادلِ الخبرات. معرِضُ المشاريعِ العلمية.
يعرضُ مدى الاهتمامِ بتحويلِ كلِّ ما هو نظَرِيٌّ إلى عمليٍّ تطبيقيٍّ محسوسٍ؛ يراهُ الطالبُ، ويَسهُلُ فَهمُه، وفي نفس الوقتِ لا ينساهُ، ولا ينسى لحظةَ عَرضِه لمشروعِه أمام معلِّميهِ، وأهلِه، وأهلِ الخبرةِ والاختصاص، القادِمين لهذه المعارضِ؛ حتى يَطمئنوا على أبنائهم، وعلى الطريقةِ التي يتعلّمون فيها. بكلِّ المقاييسِ الفكرةُ ناجحةٌ، ويجبُ العملُ على استمرارِها؛ حتى نُحوِّلَ جميعَ ما في المنهاجِ إلى محسوساتٍ، ويَحضُرُني هنا قولُ أحدِ المُدراءِ الأكْفاءِ “لم أشعُرْ أني مديرٌ للمدرسةِ؛ إلاّ عندما خُضنا تجرِبةَ معرِضِ المشاريعِ العلمية”