الزاوية الأمنيةغير مصنف

سرقوا ماله، وتركوه ينزف حتى ساعات الفجر

منذ أكثر من خمس سنوات؛ انتقل موسى”35 عاماً”  للسكن منفصلاً في شقةٍ سكنية؛ استأجرها بعد أنْ ضاق بيت العائلة به وبأولاده ، ومنذ دخوله للحيِّ؛ عرف أنه موزّع لإحدى الشركات الكبرى؛ التي تقوم بتوزيع عددٍ لا حصر له من المنتجات ، خاصة وأنه شخصيةٌ مهذبة للغاية؛ تفرض احترامها على الجميع ، يرحب بالصغار قبل الكبار ، ويحتفظ “بكريزما” وعفوية رائعة .

مهنة “موسى” تحتم عليه العودة في ساعات الليل المـتأخرة؛ لاسيما وأنه يعمل لفترتين من أجل تحقيق نسبة مبيعاتٍ جيدة، ولأجل ضمان أخذ نسبةٍ ماليةٍ تمكِّنه من دفع إيجار منزله، وتوفير متطلباتِ عائلته اليومية، والتزاماتِه تُجاه والدِه المريض .

في إحدى الليالي البادرة في ديسمبر المنصرم؛ وبينما كان عائدًا من عمله في ساعةٍ متأخرةٍ؛ اعترض طريقه ثلاثةُ شبان ملثمون؛ كانوا يحملون سكاكين وعصي ، وطلبوا منه تسليمَهم كل ما يحمله من النقود؛ و إلا سيعرّض حياته للخطر.

حاول “موسى” الفرار والتغلّب عليهم، فما يحمله مبلغ كبير من المال؛ يفوق عشرة آلاف شيكل، وهو مُلك كامل للشركة التي يعمل فيها ، لكنّ محاولاته باءت بالفشل؛ بعد أنّ هبَّ أحدُهم لطعنِه بسكينٍ في ظهره؛ أسقطته أرضاً بجوار السيارة التي كان يستقِلها ، ثم اخذوا كل الأموال، و هاتفه النقال، وتركوه ينزف .

في ساعات الفجر الأولى؛ وعند خروج الناس للصلاة؛ وجدوه لا يزال يصارع الحياةَ، ويزحف بجسده إلى باب المسجد، وقد قطع قرابة (500 )متر بصعوبةٍ فائقة ، وما هي إلا دقائق حتى تم إبلاغ الجهاتِ المعنية، وتمَّ نقله إلى المستشفى .

بعد سلسلة من التحقيقات المتواصلةِ، والتحليلات المتتابعةِ من رجال المباحثِ وأهالي الحيّ؛ تمَّ الوصول إلى الجُناة؛ الذين تبيّن أنهم ثلاثةُ شبانٍ من عائلة واحدة! تسكن في أطراف الحيِّ، ومعروف عنهم الانحلال الأخلاقي والمالي ، ومنذ اللحظة الأولى للقبض عليهم؛ اعترفوا بجريمتهم، غير أنّ الشرطة لم تستطعْ إلا استرداد سبعةِ آلافِ شيكل من المبلغِ فقط !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى