غير مصنف

أبو جلالة يكتشف ثغرةٌ أمنيةٌ في ويندوز 8

تقرير : ديانا المغربي

كان فضولُه العميقُ تُجاهَ برامجِ الكمبيوتر؛ لا ينقطعُ مع الوقتِ ، فلا يملُّ من دارسةِ كلِّ نُسخِ “الويندوز” وطريقةِ البرمجةِ، و الأشكالِ البرمجيةِ الجديدةِ لكلِّ شركاتِ التقنيةِ ، هذا الفضولُ والشغفُ دفعَه لعملِ مقارنةٍ من أجلِ التعلّمِ بين ويندوز( 7) وبينَ ويندوز( 8) على مدارِ شهرَينِ كاملينِ، حتى استطاعَ اكتشافَ ثغراتٍ أمنيةٍ في ويندوز(  8) و التي حصدتْ منه شركةُ مايكروسوفت (53%) من مُجملِ أرباحِها عن سنةِ( 2013)

سَحْبُ المعلوماتِ

الفلسطينيّ رامي أبو جلالة “26عاماً” يدرسُ المحاسبةَ في الجامعةِ البريطانيةِ المفتوحةِ ، و يعملُ في شركةِ الطابعاتِ العالميةِ البريطانيةِ ،هو واحدٌ من النشطاءِ الفلسطينيينَ، ويُعرّفُ نفسَه على أنه فنانُ “كاركتير” تعرّضَ لمواقفَ صعبةٍ على مدارِ حياتِه الشبابيةِ، كان أبرزُها الاعتقالَ السياسيّ لدَى حكومةِ رام الله،  والاعتقالَ الإداريَ لدَى سلطاتِ الاحتلال، ما ساهمَ بصقلِ شخصيتِه على حدِّ تعبيرِه .

يقولُ أبو جلالة لـ”السعادة ” عبرَ موقع فيس بوك :” استطعتُ أنْ أُنقذَ شركةَ “ميكروسوفت” من الخسارةِ، وذلكَ بعدَ اكتشافي ثغرةً خطيرةً في برنامج ويندوز (8) قد تُمكِّنُ “الهاكرز” من سحْبِ كلِّ المعلوماتِ عن مستخدمي تلك النسخةِ،وهذا ما دفعَ الشركةَ بعدَ اكتشافي لهذه الثغرةِ؛ إلى تعديلِ الجانبِ البرمجيّ فيها.

ويضيفُ: بدأتُ ممارسةَ هوايتي مع الحواسيبِ،  وطرُقِ البرمجةِ، والأجهزةِ الذكيةِ منذُ( 14) عاماً، وعملتُ في العديدِ من الشركاتِ ذاتِ الخبرةِ الواسعةِ في هذا المجالِ، ثُم انتقلتُ للعملِ في إدارةِ قسمِ (الهاردوير، والسوفت وير، وشبكاتِ الحاسوبِ، والنت وورك، وشبكات الإنترنت) وأمنِها، ثُم التحقتُ بأنظمةِ “الستالايت” وطرُقِ برمجتِهم، وتشفيرِ الريسيفرات ، منوّهاً أنّ الطموحَ والمثابرةَ، وتشجيعَ الأهلِ والمقرَّبينَ؛ كانت السببَ الرئيسَ في اجتيازِ تلكَ المراحلِ التكنولوجيةِ الدقيقةِ، وصولاً إلى اكتشافِ وتَعقُّبِ ثغراتِ كُبرى شركاتِ البرمجةِ في العالمِ.

ويتابعُ :”عندما أصدرتْ شركةُ ميكروسوفت ويندوز 8) )بدأتُ في ملاحظةِ الفوارقِ البرمجيةِ عنه في ويندوز 7)) ولاحظتُ في بدايةِ الأمرِ أنّ الشركةَ اهتمّتْ كثيراً في ويندوز (8) بالجانبِ الشكليّ على حسابِ الجانبِ البرمجيِ، وجانبِ التحصينِ الأمنيّ ، و بعدَ تَعقُّبِ وتدقيقِ الأكوادِ البرمجيةِ لفترةِ شهرينِ؛ وجدتُ أنّ النسخةَ 8) )معرّضةٌ للاختراقِ من قِبلِ “الهاكرز” وهناكَ خطورةٌ كبيرةٌ على الشركةِ، الأمرُ الذي قد يكلِّفُها الملايينَ؛ إذا ما نُشرتْ تلك الثغراتُ على مواقعِ الداتا بيز”.

ليس الوحيدَ

ويتابعُ: بعدَ اكتشافِ الثغرةِ؛ قمتُ بمراسلةِ شركةِ “ميكروسوفت” عبرَ برامجِ “السكايب” وعندما اقتنعتْ الشركةُ بالثغراتِ الأمنيةِ؛ طلبتْ مِني أنْ أكونَ أحدَ أعضاءِ فريقِها البرمجيّ “تحتَ التدريب”، وشكّلتْ لجاناً لبحثِ الثغراتِ، وإمكانيةِ ترقيعِها.

و يعترفُ أبو جلالة لـ”السعادة “:إنّ طموحي لن أستطيعَ وصْفَه، ما أريدُه هو الوصولُ لنقطةِ البدايةِ في ابتكارِ تكنولوجيا إسلاميةٍ عربيةٍ، تخفّفُ التبعيةَ للغربِ، بل تُزيلُها وتخدمُ أبناءَ أُمتي ، وتخدمُ فلسطينَ بالدرجةِ الأولى ،لاسيّما وأنّ هناكَ طاقاتٍ مهدورةً بفِعلِ غيابِ البحثِ العِلمي، وبفعلِ الأوضاعِ السياسيةِ الصعبةِ ، فالعقولُ الفلسطينيةُ ناضجةٌ للغايةِ، وهي بحاجةٍ ماسّةٍ إلى مَن يستثمرُها، ويطوّرُها، وينهضُ بها.

الجديرُ بالذّكرِ أنّ “أبو جلالة” ليس الفلسطينيَّ الوحيدَ الذي اكتشفَ ثغراتٍ أمنيةً في تقنياتِ التكنولوجيا ، بل إنّ عدداً من الشبابِ اكتشفوا أكثرَ من ثغرةٍ، كان أبرزَها ما اكتشفَه الشابُّ الفلسطينيّ “خليل شريتح” وهى ثغرةٌ أمنيةٌ تُمكِّنُ المُستخدِمَ من انتهاكِ خصوصيةِ وحقوقِ أصدقائه المُضافينَ إلى حسابِه الخاص “بالفيسبوك” عن طريقِ تجاوزِ عمليةِ المصادقة .ِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى