استشارات أسرية وشرعيةمجتمع وناسمركز الاستشارات

أنا لست “صغيرا “، عاملني كرجل

الثريا:خاص
مضى من عمري سبعة عشر عاماً، ولازال والداي يعاملانني على أنني طفل صغير، فلا أفعل إلا ما يقولونه ويشورون علي فيه ، وإلا فأكون عاقاً، فلو تأخرت بضع دقائق عن الموعد المحدد لعودتي يقلبون الدنيا رأساً على عقب ، أتمنى أن يعاملوني كرجل لا كطفل يستأذن في كل تفاصيل الحياة، ؛ و لأنني أرفض هذه المعاملة يتهمونني بالتمرد، فماذا أفعل وكيف أتصرف ؟
عزيزي ولي الأمر:س
يجيب السائل خبير التربية الأسرية د. جواد الشيخ خليل
ابنك في هذا العمر يمر بمرحلة الفطام النفسي؛ وهى مرحلة لابد لكل إنسان المرور بها، فيها  يرى نفسه رجلا بمعزل عن سيطرة وتوجيه الآباء والأمهات، و يرى أنه قادر على تحمل المسئولية واتخاذ القرارات الخاصة بحياته، وقد يتطور الأمر ويرى في نفسه المخطط والموجه لمن هم أصغر منه سنا أو أكبر، يتمرد على الأعراف والعادات السائدة في المجتمع ويتهم الآخرين أنهم غير قادرين على فهم ما يريد.

لذلك يحدث التصادم بين الآباء والأبناء نتيجة الفجوة الموجودة بينهم، والسؤال هنا من يستوعب الآخر، المنطق يقول إن الكبير يجب أن يستوعب الصغير وإذا حدث العكس وطلبنا من الأبناء استيعاب الآباء وهم في هذا العمر نكون بذلك نظلم الأبناء؛ لأن هذا العمر له خصائص وسمات يجب أن يمر بها الابن بسلام.

ولكن باستيعاب من الآباء، لذلك نقول لكل الآباء يجب أن تعامل ابنك كرجل في هذا السن وتمنحه الثقة الكافية وتمنحه الفرصة أكثر من مرة ليثبت لنفسه أنه قادر على تسيير أموره بنفسه مع المراقبة المستمرة وغير المباشرة ودون أن يشعر أن عليه رقيب يسجل كل تصرفاته وحركاته.

كما يجب أن تصادق ابنك وتمنحه حرية التعبير عن رأيه أو عن ما يشغله وتشاركه همومه الخاصة به دون تأنيب أو اتهامه بأنه ليس أهلاً للثقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى