تركوها بانتظار العريس؛ فوقعت في فخ ذئب بشري

منذ أنْ أنهتْ الثانوية العامة، ولم يحالفها الحظ، تجلس ريم “21 عاما” داخل منزل عائلتها؛ بانتظارِ أنْ يدق باب المنزل أحدٌ لخِطبتها؛ لأنها _وبحسبِ عائلتها_ إنْ لم تنفع للتعليم؛ فلتجلسْ بانتظار زوج المستقبل ! ومنذ ذلك الوقت، وهى فريسة الملل والأوقات الضائعة؛ التي جعلت منها فتاة شِبهَ لعوبٍ؛ مهمتها اليومية البحث عن جديدٍ يشغل تفاصيل حياتِها اليومية .
وجدت من شُرفةِ المنزل المتنفس اليومي لها، حيث تنهي أعمالها البيتية بسرعة البرق، بعد مغادرة كل أفراد عائلتها إلى أعمالهم أو دراستهم، بمن فيهم والدتها المدرسة ، ثم تقف على البلكونة؛ تطالع المارّين، وتحركات الجيران ، وتراقب نوافذ الجيران ، وهكذا حتى تنهي يومها كاملاً في تتبُع تحركاتهم وتصرفاتهم .
في الشباك المقابل كان يتابع حركاتها أحد جيرانهم الجدُد؛ الذين لا تعرف عنهم إلا القليل، وتدرك أنه متزوج، وأبٌ لطفلين تراهم مع والدتهما العاملة يخرجون صباحاً، بدأ الجار بإرسال نظراته وإشاراته “لريم” والتي في البداية استنكرتها،لاسيما وأنه متزوج! لكنها مع الوقت بدأت تتماشى معها، وتنتظر الصباح؛ حتى تحصل على بعض الإشارات التي تنمُّ عن حُبِّ الجار لها .
في إحدى المرّات، تجرأ الجار إلى الصعود إلى الطابق؛ الذي تسكن فيه “ريم” ليطرقَ البابَ، ويسلّمَها رسالة مكتوبةً مليئة بعباراتِ العشق والغرام، ورقم هاتفه النقال، وتليفونه الأرضي ، ومن هنا بدأت محادثاتهم اليومية عبر الهاتفِ؛ التي يبوح لها فيها بالحبّ والغرام، وأنه ينوي الزواج منها، لكنه لا يملك المال، بسبب عدم عملِه، وأنه في حالِ حصل على وظيفة؛ فإنه سيتقدم لخِطبتها سريعاً .
واستمرت العلاقة لأكثر من عامٍ عبر الهاتفِ، والإشارات اليومية عبرَ النوافذِ، وبعض الرسائل الورقية المتقطعة ، إلى أنْ طلب منها الجار أنْ يشاهدها لو لخمسِ دقائق ، رتّبت معه أنْ يأتي إلى باب منزلها، فيشاهدا بعضَهم البعض بسرعةِ البرق ، جاء الجار حسبَ الاتفاق، ثم دخل إلى بيت عائلة “ريم” ليمطرَها بالعديد من الكلمات المعسولة التي أفقدتها صوابها، فكانت بين أحضانه في دقائقَ معدودة في علاقةٍ غير شرعية ، استمرت لشهور دون أنْ يعلمَ سِرَّها أحد .
في أحد الأيام تفأجات وأثناء وجودها على “البلكونة” بشاحنةٍ كبيرةٍ تنقلُ عفشَ منزلِ عشيقِها، حاولت الاتصال به مراراً وتكراراً؛ لكنه لم يرد عليها، وبقيت أياما وليالي تحاول الاتصال به دونَ جدوَى ،حتى قررت بعد اليأس من إيجاد حل من إنهاءِ حياتها .
وذاتَ صباحٍ؛ وحين غادر الجميع المنزل، وتركوها بانتظار من يطرقُ بابها طلباً ليديها ، ابتلعتْ شريطاً كاملاً من أحد الأدوية من خزانة والدتها ، في وقت الظهيرة عاد أفراد عائلتها ليجدوها في حالة إغماء شديدة، وتم نقلها إلى المستشفى، وإنقاذ حياتها باللحظات الأخيرة.
روَتْ “ريم” ما حدث معها لوالدتها ، والتي سرعان ما اتّجهت للجهات المعنيةِ، التي سارعت على حلِّ الموضوع بسريةٍ تامة وعقدِ قران “ريم” وإنزالِ عقوبةٍ بالغة في الجارِ اللعوب.