غير مصنف

عجائب بن غوريون ..!

من مدونة / عُمر عاصي

من عجائبِ التفتيشِ في ( مطار بن غُريون ) أنّ التفتيشَ نادراً ما يجدُ معك شيئاً .. حتى بعد ثلاثِ ساعاتٍ ، تنُثََرُ فيها الحقيبةُ، كأنها لم تعرفْ الترتيبَ يوماً .. عادي جداً أنْ يُفحصَ جوازُك .. ثُم بطاقةُ سفرِك .. ثم مُرورُ حقائبِك بجهازِ أشعة إكس .. كُلُّ هذا عادي .. حتى دُخولُك إلى منطقةِ التفتيشِ المُعَدَّةِ لكشفِ الموادِ المُتفجرةِ والمُخدِّراتِ، مَهما كانت متناهيةً في الصغر .. حتى على المُستوى الذرّي .. هذا عادي أيضاً..

لكن هُناك ..

الغيرَ عادي .. بل من العجبِ العُجاب! أنْ يُخرِجوا لك من حقيبتِك .. أكثرَ الأشياءِ خطراً .. وأيَّ أشياء ؟؟ حذاءٌ أهداكَ إياهُ صديقٌ من مخيّمِ اليرموك .. اشتراهُ من المخيّم ( يومَ كان مخيّماً ) ..

وشاحنُ حاسوبٍ نسيتُه في مؤتمرِ فلسطينيي أوروبا في بروكسيل .. شخصياً لم أصدّقْ نفسي .. فتّشوا الحذاءَ أكثرَ من مرّة .. بواسطةِ تقنيّةٍ فائقةِ الدقّةِ؛ تُدعَى( IONSCAN ) وشكّوا بشيء .. لم يجدوهُ ..

أمّا الشاحنُ فأمْرُه غريبٌ عجيبٌ .. فتَّشوه جيداً جيدا ! لم يقتنِعوا ! أخذوهُ إلى طاقمٍ خاص .. واختفَى عني لأكثرَ من نصفِ ساعةٍ .. لم يجِدوا أمراً كذلك .. حتى أنا شخصياً .. أعرِفُ شاحِني وحذائي .. ليس فيهِما شيءٌ .. لا مُخدِّراتٌ ولا متفجراتٌ .. كُلُّ ما كان فيهِما .. وفيَّ وفي حقيبتي ..

وهو وحدَه الذي يُرعِبُهم بلا شكٍّ .. هو شيءٌ واحدٌ فقط .. هو رائحةُ فلسطين !!

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى