الزاوية الأمنية

تَحرَّشَ بها فرفضتْ؛ فهدَّدها بالفضيحة

تَحرَّشَ بها فرفضتْ؛ فهدَّدها بالفضيحة

كبرتْ “صباح” في عائلةٍ صغيرة ، لا تعرفُ عن العلاقاتِ الإنسانيةِ؛ إلا العلاقاتِ الطبيعيةَ المبنيةَ على الحبِّ والتواصل ، سمعةُ والدها الطيبةُ؛ دفعتْ المتقدمينَ لخِطبتِها ودقِّ البابِ مبكراً، ما جعلَ عائلتَها تلجأ لتزويجِها في سنٍّ مبكرةٍ؛ لعائلةٍ اتسمتْ بالهدوءِ والاحتضانِ ، مع وعودِ أسرتِه بأنها ستحتويها، وتكون في حمايتِهم، خاصةً أنها ستسكنُ في غرفةٍ مع العائلةِ الممتدة، وهذا ما جعلَ عائلتَها مطمئنةً أنها ستَخرجُ إلى كنفِ عائلةٍ، بينما ينشغلُ زوجُها في عملهِ؛ الذي يتطلبُ منه العودةَ متأخراً في كثيرٍ من الأحيانِ .

لكنّ من عدَّتْهُ العائلةُ الحاميَ لها والحِضنَ الدافئ، كان الذئبَ الذي أرادَ أنْ يغتالَ براءَتها بممارستِه الشيطانيةِ اليومية، فقد بدأتْ بعدَ شهرٍ من الزواجِ تحرُّشاتُ والدِ زوجِها بها ، والتي استغربتْها في بدايةِ الأمر ، لأنها كانت لا تتعدّى لمسَ اليدِ، وإلقاءَ بعضِ الكلماتِ الغزليةِ الصريحةِ، والتي عدَّتها ببراءتِها كلماتٍ عاديةٍ وحركاتٍ لرُبما عادية .

بعد شهرينِ تطورتْ حركاتُ وتحرُّشاتُ حماها ، فقد طلبَ منها عدةَ مراتٍ الذهابَ لعملِ كوبِ شاي ، ليذهبَ وراءَها إلى المطبخِ، بعيداً عن الأعينِ، ويحاولُ التحرّشَ بها ، في كلِّ مرةٍ كانت تحاولُ التملّصَ منه بالصراخِ على زوجتِه سائلةً عن أمرٍ ما، فيغادرُ سريعاً ، كانت تتعمدُ عدمَ الجلوسِ وحدَها داخلَ أيِّ بقعةٍ في المنزلِ ، وحرِصتْ على إغلاقِ غرفتِها بالمفتاحِ؛ بمُجردِ مغادرةِ زوجِها .

الآن كافةُ الاحتياطاتِ كانت تبوءُ بالفشلِ ،  حاولتْ أنْ تُمرِّرَ بعضَ تصرفاتِ حماها إلى زوجِها ، فاستنكرَها و شتمَها، وعدَّها مدمّرةً لحياةِ العائلاتِ، ثُم بدأ حماها يهدِّدُها بالفضيحةِ؛ إنْ لم تستجبْ له، وأنّ الطلاقَ سيكونُ مصيرَها، وسيخبرُ ابنَه أنها ترتدي ملابسَ فاضحةً، وأنها تدعوهُ لغُرفتِها.

فلم يكنْ من الفتاةِ الصغيرةِ إلاّ أنْ سجّلتْ كلماتِ حماها على جهازِ الجوالِ، في أكثرَ من مرّة ، وأسمعتْها لزوجِها؛ الذي رفضَ التصديقَ، وعدَّها مؤلّفةً تسبحُ في خيالِها ، حملتْ “صباح” نفسَها بعدَ أنْ اتّصلتْ بوالدتِها هاتفياً، وأخبرتْها أنّ أمراً مريباً تعاني منه، و أنها تنوي المجيءَ إلى عائلتِها ” حَرادنة ” فطلبتْ منها والدتُها أخذَ ذهبِها معها، وبعضَ ملابسِها ومتعلقاتِها الشخصيةِ، وأنْ تنتظرَ منها مكالمةً ؛حتى يقومَ شقيقُها بأخذِها.

في صباحِ اليومِ الثاني_ وبينما يغُطُّ الجميعُ في نومٍ عميقٍ_ خرجتْ “صباح” من بيتِ هذه العائلةِ_ دونَ عودةٍ_ بعدَ أنْ تقدّمتْ بشكوَى إلى الجهاتِ المعنيةِ ، يقبعُ والدُ طليقِها في أحدِ السجونِ بتُهمةِ التحرُّشِ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى