أسرانافلسطينيات

الأَسرى الفلسطينيونَ تُحاصِرُهم “قبضةُ الموتِ” في السجونِ الإسرائيليةِ

إعداد- إسراء أبو زايدة

تَشهدُ السجونُ الإسرائيليةُ؛ لاسيّما سِجنا “نفحة والنقب” في الآوِنةِ الأخيرةِ  حالةً من التوترِ والاعتداءِ الانتقاميّ والعنصريّ “بامتياز” ضدَّ الأَسرى الفلسطينيينَ؛ لِتَصلَ إلى حدِّ التعذيبِ بالضربِ، وإلقاءِ قنابلِ الغازِ داخلَ السجونِ؛ ما يؤدّي لحالاتِ اختناقٍ بينَ السُّجناءِ؛ بشكلٍ قد يُودِي بحياتِهم.
أَوضَحَ نادي الأسيرِ الفلسطينيّ؛  بأنّ الأحداثَ بلغتْ الذروةَ عندَ اقتحامِ وحدةِ قمعِ السّجونِ “متسادا” للقسم رقم (1) في سجنِ “نفحه” بتاريخِ( 30 كانون الثاني/ يناير 2017)؛ مُحدِثةً الخرابَ في مقتنياتِ الأَسرى وأغراضِهم الشخصيةِ، وردّاً على ذلك، أشعلَ الأسرى في القسمِ رقم (2) من السجنِ نفسِه النيرانَ في إحدى الغرفِ، واستمرّتْ على إثرِها  حالةُ  التوتّرِ في السّجنِ حتى اليومينِ التاليينِ.

اعتداءٌ وحشيٌّ :

ويفيدُ نادي الأسيرِ الفلسطينيّ؛ بأنّ السجونَ شهدتْ في تاريخِ( 1 شباط/ فبراير) حالةً من الغلَيانِ؛ إثرَ ضربِ الأسيرِ “خالد السيلاوي” لأحدِ السجّانينَ؛ احتجاجاً على الاعتداءاتِ المتكرّرةِ التي تمارسُها قوّاتُ القمعِ بحقِّ الأسرى.

وعلى إثرِ ذلك جاءت ردّةُ الفعلِ من قِبلِ قواتِ الاحتلالِ؛  باقتحامِ أكثرَ من (400) مُجنَّدٍ من وحدةِ القمعِ “المتسادا”  قِسمَي (2، 12) ؛ وواجهتْ ذلك بالاعتداءِ الوحشيّ على الأسرى!، ورشِّ الغازِ داخلَ الأقسامِ!، وإحداثِ الخرابِ في ممتلكاتِهم!، ومصادرةِ الأجهزةِ الكهربائيةِ! كما وجرّدتْ الأسرى من ملابسِهم؛ وأخرجتْهم للساحاتِ في الأجواءِ الباردةِ!.

وقد ازدادتْ حالةُ الغليانِ داخلَ السجونِ، في مساءِ اليومِ نفسِه، حينما أعلنَ الأسيرُ “أحمد عمّار نصار” اِلقابعُ في سجن “النقب” عن غضبِه؛  بضربِ أحدِ السجانينَ “بشفرةٍ”؛ احتجاجاً على الممارساتِ التنكيليةِ التي تنفّذُها سلطاتُ الاحتلالِ في سجنِ “نفحة”، و على إثرِ ذلك؛ اقتحمتْ قواتُ القمعِ قِسمَي (13،16) في السّجنِ، واعتدتْ على الأسرى بالضربِ والتنكيلِ، ورَشِّ الغازِ. ويشيرُ النادي بأنّ إدارةَ سجنِ “النقب” أبلغتْ الأسرى بأنها ستُنفّذُ اقتحاماً أيضاً للقِسمَينِ (2، 3).

ذرائعُ كاذبةٌ :

ومن جانبِه، يؤكّدُ إعلامُ لجنةِ الأسرى للقوى الوطنيةِ والإسلاميةِ في قطاعِ غزة؛ أنّ قيامَ وحداتِ القمعِ الإسرائيليةِ “ميتسادا” بالاعتداءِ على الأسرَى الفلسطينيينَ في سجنِ “نفحة” الصحراوي؛ يستهدفُ حياةَ الأسرى في كافةِ السجونِ الإسرائيليةِ.

ومن جهتِها، تُبيّنُ لجنةُ الأسرى في بيانٍ لها؛ أنّ الاعتداءاتِ على الأسرى تَتِمُ تحتَ حمايةِ إدارةِ مصلحةِ السجونِ الإسرائيليةِ، وبِحُجَجٍ وذرائعَ أمنيّةٍ كاذبةٍ، وبضوءٍ أخضرَ من رأسِ الهرمِ السياسيّ في دولةِ الاحتلالِ الإسرائيلي.

وتُشدّدُ اللجنةُ بأنّ الاقتحامَ المفاجئَ الذي نفّذتْهُ وحدةُ القمعِ الإسرائيليةُ على إحدى غُرفِ الأسرى في قِسم رقمِ (1) بسجنِ “نفحة”؛ وأسفرَ عن إصابةِ عددٍ من الأسرى؛ هو انتقاميٌّ بامتيازٍ! لافتةً إلى أنّ الاقتحامَ أدّى لاستنفارِ الأسرى في السجنِ، وإشعالِهم النارَ بإحدى غُرفِ قِسمِ (2)؛ كَردٍّ طبيعيّ على اعتداءاتِ إدارةِ مصلحةِ السجونِ المتواصلةِ.

وتُجدِّدُ اللجنةُ دعوتَها إلى المجتمعِ الدولي، والمنظماتِ الدوليةِ والإنسانيةِ؛ للوقوفِ بشكلٍ جادٍّ ومسئولٍ أمامَ واجباتِهم والتزاماتِهم في توفيرِ الحمايةِ اللازمةِ للأسرى الفلسطينيينَ؛ الذين تُحاصرُهم “قبضةُ الموتِ” في السجونِ الإسرائيليةِ.

رُدودٌ طبيعيةٌ :

فيما يوضّحُ الأسيرُ المحرَّرُ والمختَصُّ في شؤون الأسرى “عبد الناصر فروانة”؛ أنّ ما حدثَ في سِجنَي “النقب، ونفحة” ليس بمَعزِلٍ عمّا سبقَه من أحداثٍ على المستوى السياسيّ والأمنيّ، والقراراتِ التي نُوقِشَ بعضُها في الكنيستِ الإسرائيليّ؛ وبالتالي هذا ترجمةٌ للتوجيهاتِ والقراراتِ..، كما يأتي في إطارِ استهدافِ الأسيرِ الفلسطينيّ، والسيطرةِ على إرادتِه، وكسرِ معنوياتِه.

ويبيّنُ “فروانة” بأنّ الضغطَ المتواصلَ على الأسرى؛ من شأنِه أنْ يؤدّي إلى انفجارِ الوضعِ؛ كما حدثَ في سجنِ “نفحة” من قِبلِ الأسيرَينِ “خالد السيلاوي، وأحمد نصّار”؛ مُعتبِراً ذلك ردودَ فِعلٍ طبيعيةً على الممارساتِ الإسرائيليةِ.

ويقولُ: “هذه الأمورُ لن تقفَ عندَ هذا الحدِّ، ورُبما تَحملُ الأيامُ القليلةُ المقبلةُ _إذا ما استمرّتْ إدارةُ السجونِ في ضغطِها وسياساتِها_ إلى انفجارِ الأمورِ داخلَ سجنَي نفحة ولنقب”.

ويُحمّلُ “فروانة” سلطاتِ الاحتلالِ المسؤوليةَ الكاملةَ عن تَفجُّرِ الأمورِ داخلَ السجونِ، وتداعياتِ ذلك على الأوضاعِ خارجَ السجونِ، لافتاً إلى أنّ الشعبَ الفلسطينيَّ وفصائلَه لن تسمحَ بالتطاولِ على الأسرى وإذلالِهم.

تحذيراتٌ فلسطينيةٌ :

وفي ذاتِ السياقِ، تحذّرُ حكومةُ الوفاقِ الوطني من خطورةِ التصعيدِ ضدَّ أسرانا الأبطالِ، والمتمثلةِ بشَنِّ سلسلةِ اقتحاماتٍ وإجراءاتٍ تنكيليةٍ وقمعيةٍ تَشهدُها المعتقلاتُ الإسرائيليةُ، مُطالبةً بالعملِ الجادِّ على إطلاقِ سراحِهم الفوريّ جميعاً دونَ قيدٍ أو شرطٍ.

فيما تُحمِّلُ الحكومةُ إسرائيلَ المسؤوليةَ الكاملةَ عن حياةِ الأسرى، التي تتعرضُ لمَخاطرَ جدّيةٍ في ظِلِّ الإجراءاتِ والخطواتِ التي تنفّذُها ما تُسمَّى “مصلحةُ السجونِ الإسرائيليةِ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى