المعهدُ القرآنيّ للعلومِ القرآنيةِ والشرعية..أولُ معهدٍ متخصِّصٍ بالقراءاتِ العَشرِ في غزةَ

ابتسام مهدي
لنشرِ الوعي بثقافةِ علومِ القرآنِ الكريم بالقراءاتِ العشر, وإيجادِ متخصصين في هذا العِلمِ النادر, وسدِّ الفراغ الكبيرِ في قطاع غزةَ؛ لندرةِ المختصّين في هذا العلمِ المُهم, وإيجادِ البديلِ لطلابِ العلمِ؛ الذين يرغبون بالسفرِ لتعلُّمِ علمِ القراءاتِ في بلادهم، وبين ذويهم، تمَّ إنشاءُ معهدٍ متخصصٍ بهذا العلم .
“محمود خاص” مديرُ المعهد , يقولُ لـ”السعادة “:” كان ضمنَ المشاريعِ التي تقامُ في دارِ القرآنِ؛ مشروعُ النخبةِ لنشرِ السُّنةِ النبوية, وهي عبارةٌ عن عدّة دوراتٍ تُعطى بشكلٍ عشوائي، وفقَ الاحتياجِ لها, حيثُ بدأتْ باختيارِ (عشرة) طلابٍ من جميعِ محفظاتِ قطاع غزة، حيث أنهوا هذه الدوراتِ، وبدأوا هم بتشكيلِ مجموعاتٍ جديدةٍ، وتعليمِ ما تعلَّموه ليكونَ نواةً, وهي مُختصةٌ بتعليمِ علومِ القرآنِ المتفرِّقةِ والسُّنةِ النبوية “.
وبعدَ تكرارِ طلبِ الحصولِ على هذه الدوراتِ من قِبلِ الكثيرِ من فئاتِ المجتمعِ؛ تولَّدتْ فكرةُ إنشاءِ معهدٍ متخصِّصِ بهذا الدورات, بحيثُ يصبحُ أكثرَ تنظيماً من مجموعةٍ متخصِّصةٍ بهذهِ العلومِ القرآنيةِ المختلفةِ, ليكونوا نواةً يُمكِنُهم العملُ بشكلٍ رسميّ بتطبيقِ ما تعلَّموه .
أهدافُ المعهد :
و يهدفُ المشروعُ بشكلٍ أساسٍ وِفقَ “خاص” إلى تطويرِ مناهجِ تدريسِ القراءاتِ القرآنية, لتصبحَ شموليةً؛ لا تعتمدُ على تحفيظِ آياتِ القرآنِ الكريمِ فحسبْ، وإنما يدرسُ الطالبُ ثقافةَ القراءاتِ، وما يتصلُ بها من علومٍ؛ كالتفسيرِ، والإعجازِ، والبلاغةِ، والنحوِ، والعقيدةِ، والفِقه، وغيرِها من العلوم ,وإعدادِ جيلٍ من القرَّاءِ بالقراءاتِ العشرِ، خلفاً لعلماءِ القراءاتِ من السلفِ، وليظلَّ هذا العلمُ الشريفُ مُتّصِلَ الحلقاتِ.
وأضاف ” سيُخرِّجُ الطلابَ والطالباتِ المتقنينَ قراءاتِ القرآنِ الكريم، والمؤهَّلينَ علمياً, لأداءِ رسالةِ التعليمِ في الجامعاتِ والمراكزِ المحليةِ والعالمية, وبذلك فإنّ المشروعَ خطوةٌ ونقلةٌ نوعيةٌ لأجلِ الارتقاءِ بحفظِ القرآنِ الكريمِ، والتقدَّمِ في مشاريعِ الدارِ التي تخدمُ القرآنَ الكريمَ، وتعليمِ تلاوتِه وأحكامِه بشكلٍ منظَّم .
ويتابع :” نسعَى من خلالِ المعهدِ إلى تخريجِ علماءٍ ورجالِ دِينٍ حاملينَ لرسالةِ القرآنِ-مصدر الإسلام الأول-وتعاليمِه, كَونَه ليس مَحضَ أفكارٍ ومبادئَ لا صِلةَ لها بالواقعِ، بل هو منهجُ حياةٍ شاملٌ؛ يطبَّقُ في كلِّ مناحي الحياةِ، بتمويلٍ من لجنةِ زكاةِ المُناصرةِ الأردنيةِ للشعبِ الفلسطيني”.
ويُفصِّلُ أكثرَ مديرُ دارِ القرآنِ الكريمِ والسُّنةِ؛ في المنهجِ الذي سيُدرَّسُ في المعهد: ” سيَتمُّ تقديمُ خدماتٍ علميةٍ في التعليمِ والدراساتِ القرآنيةِ الأكاديميةِ والآنيةِ, بالإضافةِ إلى تعليمِ كاملِ منهجِ التعليمِ الإسلاميّ المعتادِ, ودراسةِ القراءاتِ العشرِ بشكلٍ مُفصَّلٍ ومُتقنٍ مع الحفظِ “.
يستهدفُ المعهدُ حفَظةَ القرآنِ، ومُجاز في أحكامِ التلاوةِ والتجويدِ، بعدَ الحصولِ على المرحلةِ الثانويةِ العامة, والراغبينَ في إجازةٍ في الرواياتِ والقراءاتِ المختلفةِ؛ لإحياءِ سُنّةِ الإقراءِ، وتخريجِ حافظينَ مُجازِينَ في القراءاتِ القرآنيةِ بمختلفِ مستوياتِه, لينشُرَ علمَ التجويدِ والقراءاتِ على أوسعِ نطاقٍ بين كافةِ الأفرادِ المعنيِّينَ بالقرآنِ الكريمِ “تلاوةً وتجويداً” وتسهيلِ وصولِ الحفّاظِ إلى المشايخِ المُجِيزينَ والاستفادةِ منهم.
وتحاولُ الدارُ من خلالِ هذا المشروعِ الاهتمامَ بالقرآنِ؛ بتلاوتِه وتدبُّرِ آياتِه لكتابِ اللهِ تعالى لحَفظَتِه, ليَظلَّ المسلمُ مع القرآنِ الكريمِ في جميعِ أحوالِه, كما تسعى إلى تحفيزِ المسلمينَ لتعلُّمِ القراءاتِ المتواترةِ التي نزلَ بها القرآنُ العظيمُ، والتي قرأ بها النبيُّ “صلى الله عليه وسلم” ووصلتْنا بالتواتُرِ, والارتقاءِ بمستوى الأئمةِ والوُعاظِ والقُراءِ في قطاعِ غزةَ بصفةٍ خاصةٍ، وفي البلادِ الإسلاميةِ عامةً؛ من خلالِ الوفودِ التي تَخرُجُ إلى العالمِ .
أهمُّ المُعيقاتِ :
وعن أهمِّ المعيقاتِ؛ قال خاص :” عانَينا من قلِّةِ الإمكاناتِ؛ بسببِ الحصارِ المفروضِ على قطاعِ غزة، فكان من الصعبِ الحصولُ على موادِ للبناء, حيثُ تمَّ بناءُ طابقٍ جديدٍ في مبنى الدارِ خاصٍّ بالمعهدِ، كما تمَّ بناءُ مبنى للمعهدِ في منطقةِ “جباليا” شِمالَ قطاعِ غزة, واستمرَّ البناءُ لمدّةِ سنةٍ كاملةٍ ,كما أنّ الدبلومَ مُجازٌ من وزارةِ الأوقافِ “.