أُمي عُودي

مشاركة / إيهاب قديح
ظلمتُها وكنتُ لِحُلمِها خاطف… و أوهمتُها بأنني ممتلئٌ عواطفْ
جعلتُها كمن يقفُ في الرياحِ وفي الأمطارِ بدونِ مِعطفْ
كانت وردةً نديّةً جميلةً… من يراها يطمع لحُسنِها أنْ يقطِفْ
بيدِي أنا أذبلتُها و جعلتُها كالورقةِ تتلاعبُ بها العواصفْ
عصفورةُ غِناءٍ.. عذبٌ صوتُها.. ذبحتُها وأمامي دماؤها تنزِفْ
لم تفعلْ سِوى أنْ أحبَّتْني.. فما كان مِني إلا على جروحِها أعزِفْ
أخذتُ منها ثأرَ غيرِها.. و كان انتقامي شديداً لا يُوصَفْ
أنا لا أستحقُّ أبداً حبَّها.. فكم حملتُ لها حنيناً زائفْ
يا لقسوةِ قلبي! و ظُلمةِ نفسي! فجميعُ الأحقاد ِفيه تتألّفْ
ما ذنبُها؟ لماذا بيدي قتلتُها؟ لماذا اتّخذتُ منها هذا الموقفْ؟
سأذهبُ إليها… وأركعُ أمامها.. لعلي أستطيعُ من آﻻمِها أنْ أُخفِّفْ
قابلتُها.. وقد زاد نحولُها كغصنِ شجرةٍ في الرياحِ يرفرِفْ
شحبتْ ملامحُها… و ذبلتْ عيناها.. دموعُها متحجِّرةُ فلا تُصرَفْ
جسداً تسيرُ بلا روحٌ …كإنسانِ يسيرُ في الظلامِ خائفْ
نظراتُها جامدةٌ.. وذابتْ رموشُها.. وإذا أدمعتْ جُرِحَ جفنُها المُجفِّف
أين ورودُ خدودِها المتفتحة؟ أين فرَّ جمالُ الشفايفْ
أقصى عقوبةٍ أنا أستحِقُّها…فلقد ماتَ في قلبي الشعورُ والتعفُّفْ
أتساءلُ.. لماذا فعلتُ هذا بها؟ وكيف قسَا قلبي بهذا التعسُّفْ؟
سامِحيني.. وعُودي وكُوني كنسماتٍ تهُبُّ من المصايفْ
ماذا أقولُ من كلماتٍ… كي تسامحي.. فلا معنَى اﻵنَ لآسِفْ
نادمٌ على أحزانِك وجروحِكِ… أنا إنسانٌ ضاعتْ مفاتيحُ قلبِه ..وعلى الموتِ شارَفْ