فلسطين تجمعنافلسطينيات

أضخمُ مطوَّلةٍ شِعريةٍ؛ تُجسِّدُ واقعَ الأسيرِ الفلسطيني

خاص: الثريا

هي بصمة وفاءٍ وانتماء لأبطال قانتين صامدين صابرين خلف القضبان ، هي رسالة لهم بأننا لم ولن ننساهم ، لم تكن أبيات شعرية، وكلمات ممزوجة من الخيال فحسب؛ بل كانت واقعاً يلمسه كل مستمع وقارئ لها ، أبداع بدأ بفكرة أطلقتها مؤسسة الشام للإنتاج الفني “أبجدية القيد الأخير ” المطوّلة الشعرية الأضخم في فلسطين؛ التي تجسد واقع الأسير الفلسطيني؛ الذي لم يرتسم في قلوبنا إلاّ “بطلاً” ، للتعرف على تفاصيل الأبجدية أكثر؛ التقت “السعادة” بمدير عام مؤسسة الشام للإنتاج الفني “أحمد النبيه” ويبدأ حديثه بنبذةٍ تعريفيةٍ عن مؤسسته .

في التاسع من فبراير (2014) أطلقت مؤسسة الشام للإنتاج الفني، وبرعايةٍ من وزارة الثقافة مطوّلة “أبجدية أضخم القيد الأخير”, والتي تعدُّ عملاً أدبياً فلسطينياً يجسِّد حياة الأسرى الفلسطينيين، ومعاناتهم في سجون الاحتلال الصهيوني، منذ الأَسر وحتى التحرير.

وتعدُّ مؤسسة الشام للإنتاج الفني؛ مؤسسةً شبابية ناشئة منذ عام(2008) وتحتوي على العديد من الكفاءات والقدرات الشبابية  ، وهي ركنٌ من أركان المَشهد الفني الفلسطيني، يحمل الوطن على غيمةٍ من إبداعٍ، ليتربّع  في أرقَى مكان في العَلياء ، وتفتش عن رقعةٍ للتميُّز في ميدان الفن والإبداع ، وتحمل شعار الفلسطينية والقيم الراقية والسامية ، لتوصّل رسالة شباب وشابات وأطفال ومُبدِعي فلسطين إلى كل العالم .

وتحمل رسالة تكوّنها الفكرة؛ لتنتجها القلوب والإبداعات،  وتحتضن كل المواهب والإبداعات؛ لتعلوَ بها في سلّم الرقي ، وتدعِّمها بالأمل وحبِّ الوطن، والإصرار على تقديم كلِّ شيءٍ من أجلِه؛ ليصل للمجتمع المحلي والعالمي بأبهى وأنقى صورة فنية حضارية مُشرِقة ، وتهدف لإيصال الصورة الحقيقية للفنِّ الفلسطيني، وإبرازها لكل العالم .

أضخمُ عمل أدبي

ويوضّح “النبيه” أنّ الفكرة بدأت من الشاب “أنس أبو سمحان” وأتتْ حرصاً من مؤسستِه على مشارَكة المجتمع الفلسطيني في حملِ همومه، وإيصال صوتِ القضية ليُدوِّي في كل الأنحاء، وتخليدِ الأبطال ممّن قدّموا أعمارهم فداءً للوطن”. مشيراً أنّ طرْحَ قضية الأسرى من خلال الأدب؛ سيُساهم في الحفاظ على قضية الأسرى الفلسطينيين، ووضعِها ضمن أولوية الاهتماماتِ على رفوف التاريخ ، حيث تمَّ طرحُ الفكرةِ على وزارَتَي الثقافة والأسرى، وتمّت الموافقة بحضور كل من:د. عطا الله أبو السبح؛ وزير شؤون الأسرى؛ ممثّلاً عن رئيس الوزراء؛ إسماعيل هنية, ود. محمد المدهون؛ وزير الثقافة.

ويقول :” بعد الاتفاق مع جميع الجهات على هذه المطوّلة، والإشراف عليها ، تمّ التواصل مع ( 50)من الشعراء والشاعرات النخبة، من داخل وخارج الوطن وأراضي 48 والضفة، وكان شرطاً أساسياً أنْ يكونَ الشاعرُ حاملَ الجنسيةِ الفلسطينية ، ومنهم (11 )شاعراً شاركوا في “الأوبريت” الفني لتميُّزهم بفنِّ الإلقاء والكتابة، وكانت الشاعرة “أمل أبو عاصي، وسُمية وادي ومرح الشنطي ، وسماح المزيني ،والشاعر الأسير المحرّر علي عصافرة ، والشاعر حازم البحيصي ومحمد دويدار من ضمنهم “.

الفنّ رسالةٌ كالقلمِ

ويبيّن أنه تمَّ تقسيم المطوّلة إلى عدّة مراحل :” مرحلة الاعتقال ، مرحلة التحقيق ، ومن ثَم مناجاة الأسير لأهله ، والأخيرة مرحلة الإفراج عنه ” وتمّ توزيع المراحل على الشعراء ، لكتابة( 10 )أبياتٍ شِعريةٍ من كل واحد، ومن ثَم خرجنا ب”1000″ بيتٍ شِعريٍّ خاص بقضيةِ الأسرة والمعتقلين ، وينوّه إلى أنه سيتمُّ توزيع( 1000) نسخةٍ من ديوانِ أبجديةِ القيدِ الأخير؛  في يوم الأسير الفلسطيني “17-4” في قاعةِ رشاد الشوا.

ويبيّن “النبيه” أنّ هذا العملَ الأدبي هو الأولُ من نوعه، حيث  جاء نتاجَ عملٍ طويل ومتواصلٍ؛ قامت به المؤسسةُ على مدار عشرةِ شهورٍ متواصلةٍ, بهدفِ إيصالِ الصورة الحقيقةِ للأسيرِ الفلسطيني ، وإيصالِ صوته ومعاناته ومناجاته لشعبِه وأهلهِ ووطنه ، عن طريقِ الفنِّ ويقول:” الفنُّ رسالةٌ كما القلمِ، ووسيلةٌ للدفاعِ عن قضيتِنا وشعبِنا كما الرصاصةِ ” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى