ارتكبوا جريمةً لسرقةِ حقيبةٍ مليئةِ بالجرائدِ!

من الحياة
يعمل أبو محمد “40 عاماً ” تاجرَ جُملةٍ في إحدى أسواقِ مدينةِ غزة؛ من أجلِ توفيرِ لقمةِ العيشِ لأبنائه ، إضافةً إلى توفيرِ ثمنِ علاجِ نجلِه الأوسطِ؛ الذي يعاني من سرطانِ الدمِ، منذُ أكثرَ من عامَين ، في مساءِ كل ليلةٍ، وعند الساعةِ الثامنةِ؛ يعودُ أدراجَه إلى منزلِه؛ في إحدى المناطقِ المعزولةِ نسبياً عن التجمّعاتِ السكانيةِ، والتي اضطّرَ للسكنِ فيها بعدَ أنْ باعَ منزلَه في إحدى المناطقِ المرموقةِ؛ من أجلِ علاجِ ابنه في إحدى الدولِ العربية .
في أحدِ الأيامِ، وعند عودتِه إلى المنزلِ، وكانت السماءُ حينها قد اكتستْ بسوادٍ كاحلٍ؛ بفعلِ انقطاعِ الكهرباءِ عن المنطقةِ، ليعترضَ طريقَه أربعةُ شُبانٍ مسلّحين، وطالبوهُ بتسليمِهم كلَّ المبالغِ التي يحملُها، فرفضَ “أبو محمد” تسليمَ المبلغِ، وبدأ باستعطافِ قلوبٍ غادرتْها الرحمةُ إلى الأبدِ .
وتحت إصرارِ “أبو محمد” على عدمِ تسليمِ النقودِ ؛ قام الشبانُ الأربعةُ بإطلاقِ النارِ صوبَ قدَميه، ثم لاذوا بالفِرارِ بعد خطفِ الحقيبةِ التي يحملُها “أبو محمد” وهم يعتقدونَ أنهم أخذوا المبالغَ التي بحوزتِه ، ولم يكونوا يدركونَ أنّ “أبو محمد” أخذ احتياطَه الكاملَ، وأنه يضعُ كاملَ المبالغِ التي يحملُها في أماكنَ متفرّقةٍ من ثيابِه؛ خشيةَ تعرُّضِه للسرقة، وأنّ الحقيبةَ مليئةٌ بالأوراقِ والجرائدِ .
صوتُ إطلاقِ النارِ؛ دفع أهالي الحيِّ إلى الإسراعِ تُجاهَ الصوتِ، والّلحاقِ بالسيارةِ الهاربة ، وسرعانَ ما اتصلَ أحدُ الجيرانِ بالنقاطِ الأمنيةِ القريبةِ، والتي بدَورِها قامت بإلقاءِ القبضِ على الفارّينَ، ليتبيّنَ أنهم مجموعةٌ من المراهقينَ الذين يقطنونَ الحيَّ، وقد خطّطوا لهذه السرقةِ منذُ أيامٍ ، و يقبعونَ الآنَ في أحدِ السجونِ بتُهمةِ السرقةِ .