هل يجوزُ الاستحمامُ بدونِ غسلِ الرأسِ؛ بهدفِ الطهارةِ من الحيض ؟

أجاب عن التساؤل الأستاذ “عبد الباري خلة” رئيس لجنة الإفتاء في كلية الدعوة الإسلامية فرع الشمال.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ” رحمَ اللهُ نساءَ الأنصار، لم يمنعهنَّ حياؤهنَّ أنْ يتفقهنَ في الدين”، رواه مسلم.
وعن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ فَيخَلِّلُ بهَا أُصُولَ شَعَرِه، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ غُرَفٍ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ أخرجه البخاري.
وعن مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: صَبَبْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُسْلاً، فَأَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى يَسَارِهِ، فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ الأَرْضَ، فَمَسَحَهَا بِالتُّرَابِ، ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَأَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمِنْدِيلٍ، فَلَمْ يَنْفُضْ بِهَا أخرجه البخاري.
وعن عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ دَعَا بِشَيْءٍ نَحْوَ الْحِلاَبِ فَأَخَذَ بِكَفِّهِ فَبَدَأَ بِشِقِّ رَأْسِهِ الأَيْمَنِ ثُمَّ الأَيْسَرِ، فَقَالَ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ أخرجه البخاري.
وهذه هي صفةُ الغسلِ الشرعي، وعليه فالواجبُ في الغسلِ تعميمُ جميعِ البَدنِ؛ حتى ما تحتَ الشعرِ، فإذا وصلَ الماءُ إلى جميعِ أجزاءِ البَدنِ؛ كان ذلك هو المطلوبُ، أمّا استثناءُ الرأسِ من الغسلِ؛ فلم يقلْ به أحدٌ من الفقهاءِ، ولذلك لا يصِحُّ الغسلُ حتى يعُمَّ الماءُ الجسمَ كلَّه.