ثقافة وفن

وحدةُ زيتون للرسومِ المتحركة .. بيئةٌ ابتكاريةٌ تواكِبُ التطورات

تحقيق: ميادة حبوب

تتلاقى الخطوطُ لتجسّدَ شخصياتٍ طفوليةً الملامحَ، وتنتشرُ الألوانُ والظلالُ داخلَ المساحاتِ المرسومةِ؛ لتبُثَّ البهجة والمرحَ فيها، وتتآلفُ الأصواتُ مع الحركاتِ، فسرعانَ ما تدبُّ الحياة في تلك الشخصياتِ الصماءِ، وتتفاعلُ مع مَن حولها من عناصرَ داخلَ بيئاتٍ متعددةٍ ومختلفةٍ، وفقَ رؤيةٍ دراميةٍ أو فكاهيةٍ أو ترفيهيةٍ، لتنتجَ مسلسلاً أو فيلماً كرتونياً، وفاصلاً إعلانياً أو إعلامياً، ولعبةٍ إلكترونية، لتسلِّطَ الضوءَ على القضايا الوطنيةِ والاجتماعيةِ، وتسعى لتعديلِ المفاهيمِ المجتمعيةِ الخاطئة، فتُسَخِّر هذه الصورَ المتحركةَ المُبهرةَ؛ لإيصالِ القيمِ والمفاهيمِ الأخلاقيةِ والدينيةِ، لفئةٍ ما زالت في عمُرِ الزهورِ، مستعدةٍ لاستقبالِ وامتصاصِ أيِّ مفاهيمَ؛ خاطئةً كانت أو صحيحةً، تتغلغلُ بقوةٍ داخلَ عقولهم الهشةِ الطريةِ، وتتركُ أثراً في شخصياتِهم يصاحبُهم؛ حتى يصبحوا رجالَ المستقبل، هذا ما تهدفُ  (وحدةُ زيتونٍ للرسومِ المتحركة) لإيصالِه، وتسعى جاهدةً لتحقيقِه، وتقوم “السعادة” بجولةٍ في هذه البيئةِ الزيتونيةِ؛ لتتعرفَ على مجالِ خدماتِها وماهيةَ عملِها الشبابي.

بدأتْ فكرةُ إنشاءِ (وحدة زيتون للرسوم المتحركة) في عام (2008م) حيثُ توضحُ  الصحفيةُ “نور الخضري” مديرةُ الإنتاج في الوحدة قائلة: “تعتبرُ “وحدة زيتون” هي إحدى وحداتِ الكُليةِ الجامعيةِ للعلومِ التطبيقيةِ بغزة، وقد نشأتْ فكرتُها بهدفِ تجميعِ الطاقاتِ الشبابيةِ المبدعةِ في مجالِ إنتاجِ أفلامِ الرسومِ المتحركةِ، وتدريبِها وتطويرِها وتوظيفِها لإنتاجِ أفلامٍ ومسلسلاتٍ؛ تفيدُ الطفلَ والأسرةَ والمجتمع، كما أنّ أعمالَ “زيتون”  تستهدفُ الأطفالَ بالدرجةِ الأولى، ومن ثم الشبابَ فالأسرةَ فالمجتمعَ ككُل، ولكلِّ فئةٍ منهم رسالةٌ معيّنة توجَّهُ من خلالِ فيلمٍ أو حلقةِ مسلسلٍ أو فاصلٍ بقالَبٍ دراميّ أو كوميديّ، تحمِلُ قِيَماً تربويةً وأخلاقيةً، وقد تمَّ اختيارُ اسم “زيتون” بالذاتِ لإطلاقِه على هذه الوحدةِ؛ لأنّ شجرةَ الزيتونِ  رمزٌ لفلسطينَ وللقضيةِ، كما أنها هي جذورُنا الراسخةُ في الأرض،”

تأثيرٌ سِحري :

إنّ إيصالَ القيمِ والمبادئ، وترسيخَها في عقولِ الأجيال؛ بحاجةٍ إلى مهارةٍ، بل هو نوعٌ من أنواعِ الفنون، ويُعربُ الشاب حسني الباشا (18 عاماً) عن مدى تعلُّقِه وتأثُّرِه بالرسومِ المتحركةِ بشكلٍ عام، والأفلامِ ثلاثيةِ الأبعادِ بشكل خاص، على الرغم من إنهائه مرحلةَ الطفولة، ويوضّح بأن المُشاهدَ لا يشعرُ بما حوله بتاتاً أثناءَ متابعةِ هذه الأفلامِ؛ لِما تحويهِ من إبداعٍ مُبهرٍ، وتقنياتٍ حديثةٍ عاليةٍ، تَذهبُ بفئةِ الأطفالِ والشبابِ إلى عالمٍ مليءٍ بالخيالِ والمتعةِ والإثارة، ومن المُهم استغلالُ هذا التأثيرِ السحريّ لهذه الأفلامِ؛ لإيصالِ رسائلَ هادفةٍ وقِيمٍ صحيحةٍ، وعن السببِ الرئيسِ الذي جعل من وَحدةِ زيتونٍ تتخذُ الرسمَ المتحرّكَ وسيلةً لإيصالِ الفكرِ الهادفِ، تتحدثُ الخضري قائلة: ” إنّ الأفلامَ السينمائيةَ بشكلٍ عام، والرسومَ المتحركةَ بشكلٍ خاصٍّ هي اللغةُ الأكثرُ تأثيراً في الأفرادِ، وهي اللغة التي يفهمُها العامة بدونِ مترجِمٍ، لذلك فهي تصلُ للجميعِ بكلِّ سلاسةٍ ووضوحٍ، هذا بالإضافةِ إلى كونِها مُحبّبةً للصغارِ والكبار، كما أنها تَحملُ من الإبداعِ والفنياتِ والجمالياتِ الكثيرَ؛ ممّا يجعلُ منها فناً راقياً جديراً بالاهتمامِ”

ويصِفُ المهندسُ “فادي أبو زاهر” مصمّمُ الشخصياتِ في “وحدة زيتون للرسوم المتحركة” شعورَه وهو يخُطُّ ملامحَ شخصياتِ الأفلامِ الكرتونية قائلا: “شعورٌ رائعٌ جدّاً، وأنتَ تضعُ بيدِك الخطوطَ الأولى للشخصياتِ الكرتونية، هذه الشخصياتُ التي سرعانَ ما ستدُبُّ فيها الروحُ، فتبدأ بالحركةِ والكلامِ، وتأديةِ الأدوارِ المطلوبةِ منها وِفق السيناريو المكتوب، بل وتصبحُ علاقةُ الفنانِ مُصمّم الشخصياتِ بتصميماتِه هي أشبَهُ بعلاقةِ الأبِ بأبنائه، والذي يحبُّ أنْ يراهم في أحسنِ صورةٍ، ويَسعَدَ بنجاحِهم، ومدى تعلُّقِ الجمهورِ وتأثُّرِه بهم”.

بدايةُ المشوار :

ويوضّح “الباشا “بأنه عندما كان طفلاً متابعاً لهذه الأفلامِ الكرتونيةِ؛ كان جُلُّ تفكيرِه يتمحورُ حول القصةِ، وما تَحمِله من معانٍ ومفاهيمَ ؛يمتصُّها عقلُه بشكلٍ سريع، هذا بالإضافةِ للإبهارِ التي تُحدِثُه الألوانُ والشخصياتُ، ولكنّ هذا التفكيرَ تغيَّرَ الآنَ؛ فلم يعُدْ بحاجةٍ إلى اكتسابِ قيمٍ قد تغلغلتْ فيه، وانتهى الأمرُ، فأصبحَ يفكّرُ في التقنياتِ وفي كيفيةِ تحريكِ الشخصياتِ ورسمِها، وأيِّ الأجهزةِ والأدواتِ التي سيتِمُّ استخدامُها، وما هي قصةُ إنجازِ مِثل هذه الأعمالِ، وماهيةِ تنفيذِها، وكم من الوقتِ تستغرقُ ليرى العملُ النورَ، ويُبَثُّ عبرَ الوسائلِ المرئية.

وعن قصةِ إنتاجِ العملِ الكرتونيّ؛ تشرحُ الخضري قائلة: “بشكلٍ مبسّطٍ إنّ العملَ الكرتونيّ يبدأ بالفكرةِ التي تتبلورُ إلى قصةٍ؛ تتكونُ من البدايةِ والنهايةِ والحبكةِ، هذه القصةُ يتمُ كتابتُها كمَشاهدَ وأصواتٍ، وهو ما يطلقُ عليه اسم (السيناريو) ومن ثَم يتمُ رسمُ هذه المشاهدِ بحسبِ رؤيةِ المُخرجِ والكاتبِ، وهو ما يطلقُ عليه اسم (ستوري بورد)ومن ثَم يتمُ تصميمُ الشخصياتِ والبيئاتِ، وتسجيلُ الأصواتِ، وبعد ذلك تبدأ مرحلةُ تحريكِ المَشاهدِ وفقَ (ستوري بورد) ثم يتمُ ضبطُ الإضاءةِ والألوانِ والخاماتِ والكاميراتِ، وتبدأ عمليةُ (الرندر) أي استخراجُ الصورةِ المتحرّكةِ، ومن ثم المونتاجُ النهائي لتركيبِ الأصواتِ والموسيقى، ويتمُ كلُّ هذا ضمنَ فريقِ عملٍ متكاملٍ؛ يشرفُ عليه المُخرجُ المسئولُ عن الصورةِ النهائيةِ للفيلمِ، ومديرُ الإنتاجِ المسئول عن توزيعِ الأعمالِ والأدوارِ، وِفقَ خطِّ الإنتاجِ المحدّد مُسبقاً، وتختلفُ المدّة المستغرقةُ لإنتاجِ الأفلامِ الكرتونيةِ؛ بحسبِ نوعِ الفيلمِ ومدّتِه وجودتِه المطلوبةِ، وبشكلٍ عام إنّ متوسطَ زمنِ الإنجازِ يقدَّرُ بأسبوعٍ للدقيقةِ الواحدة”.

صاحبُ القرار :

وكما لرسالةِ هذه الأفلامِ ثِقلُها وأهميتُها؛ يكونُ للعملِ حجمُه وضخامتُه، ويقفُ خلفَه فريقٌ متكاملٌ ومُبدع، حيث يوضّح م. أبو زاهر قائلاً: “على الرغمِ من وجودِ مراحلَ مقسّمةٍ للعملِ، ووجودِ عدّةِ تخصصاتٍ تعملُ على إنتاجِ الفيلم الواحد، إلاّ أنّ هناك تداخلاً كبيراً، وترابطاً أكبرَ في تلك المراحلِ، فهي ليست منفصلةً عن بعضِها، حيثُ أنّ شخصياتِ العملِ _على سبيل المثال_ عبارةٌ عن مزيجٍ من رؤيةِ كلٍّ من كاتبِ القصةِ والمُخرجِ ومُصمّمِ الشخصيات، وفي هذه العمليةِ يقومُ مُصمّم الشخصياتِ بتحويلِ الصفاتِ النفسيةِ والجسميةِ للشخصيةِ – كما يراها المُخرج- إلى ألوانٍ وكُتلٍ وخطوطٍ تعبّرُ عن مكنونِ هذه الشخصيةِ، وتخدمُ دورَها في العمل، فالكثيرُ والكثير من الخربشاتِ والمحاولاتِ حتى يصلَ الفنانُ إلى التصميمِ المناسبِ للشخصية، ثم يقومُ بتجهيزِ نموذجٍ؛ يوضّحُ ما تخيّلَ عليه الشخصيةَ من كلِّ جوانبِها، وفي أوضاعٍ ومشاعرَ مختلفةٍ، ويطرحُها على كلٍّ من المُخرجِ والكاتبِ؛ للاتفاقِ على الملامحِ النهائيةِ، وبالمِثلِ عمليةُ تصميمِ بيئاتِ العملِ تكونُ ضِمنَ رؤيةِ المُخرجِ بشكلٍ رئيسٍ، حيث يشرحُ لمُصمَّمِ البيئاتِ الجوَّ العام للمَشهدِ، والتفاصيلَ التي يوَدُّ التركيزَ عليها، فتبدأ مُهمةُ مُصممِ البيئاتِ في تخيُّلِ هذه البيئةِ، وتصوُّرِها من عدّةِ زوايا ومناظيرَ، ثُم رسْمِ هذه التخيلاتِ وتلوينِها وإضاءتِها، وأخيراً تسليمِها  ليتمَّ اعتمادُها واستكمالُ العملِ في ضوءِ هذه التصوراتِ الأولية”.

مرحلةُ التنفيذ :

ويتحدث م. “أبو زاهر” عن مرحلةِ الرسمِ، وتنفيذِ الشخصياتِ والبيئاتِ في الوحدةِ قائلاً: “تحتوي الوحدةُ على فريقَي عمل، فريقٌ ثنائي الأبعادِ، وآخَرُ ثلاثي الأبعاد، ويتمُ استخدامُ مجموعةٍ من برامجِ التحريك، فالرسومُ ثنائيةُ الأبعادِ؛ تعتمدُ على برنامجِ (toonboom) وبرنامج (flash) أمّا فريقُ الرسمِ ثلاثي الأبعادِ؛ فيعتمدُ على برنامجِ (Maya)  بشكلٍ أساسٍ، وأحياناً يتمُ استخدامُ برنامج (3D Max)”، وتوضّح الخضري قائلة “وفي النهايةِ تعتبرُ أجهزةُ الحاسوبِ والبرامجِ؛ ما هي إلا أدواتٌ، ويبقى الدورُ الرئيسُ لموهبةِ ومهارةِ الرسامِ، أو مُصمِّم الشخصياتِ والبيئات، كما أنّ الرسمَ المتحركَ سواءٌ كان ثنائيَ الأبعادِ، أو ثلاثيَ الأبعادِ؛ يستغرقُ وقتاً طويلاً، ومجهوداً كبيراً لإنجازِه، ولعلَّ ضِيقَ الوقتِ بالنسبةِ لمتطلباتِ العملِ؛ هو أهمُّ عائقٍ من معوقاتِ الإنتاج”.

وعن الفرقِ بين الرسومِ ثنائيةِ وثلاثيةِ الأبعادِ؛ يشرحُ م. “أبو زاهر” بأنه عند إنجازِ عملٍ ثنائي الأبعاد؛ يجبُ على الرسامِ إعادةُ رسمِ الشخصيةِ مئاتِ المراتِ؛ من أجلِ تحريكِ الشخصياتِ، وهي طريقةٌ شاقةٌ، ولكنها تمتازُ بأنّ الرسامَ يرى الفيلمَ في صورةٍ قريبةٍ جداً للعملِ النهائي. بينما الرسمُ ثلاثي الأبعاد، يحتاجُ لوقتٍ أطولَ في تحويلِ الشخصياتِ من رسمٍ ثنائي الأبعادِ إلى شكلِ مجسّم ثلاثيِ الأبعادِ، أو ما يسمّى (بعملية النمذجة)، وهذا المجسّمُ يتمُ نحتُه وإضافةُ التفاصيلِ اللازمةِ له من ملابسَ وشَعرٍ، وبعد ذلك يتمُ تجهيزُه للتحريكِ، ومن ثم تسليمُه لفناني التحريكِ لاستكمالِ العملِ، هذا بالإضافةِ إلى تجهيزِ البيئاتِ المختلفةِ، كما أنّ النتيجةَ النهائيةَ مع الإضاءةِ، ومحاكاةِ الملابسِ والشعرِ؛ لا تظهرُ إلا بعدَ عمليةِ مُحوَسبةٍ تسمَّى (الرندر).

ومن وِجهةِ نظر م. “أبو زاهر” يرى أنّ الرسومَ ثلاثيةَ الأبعادِ؛ تُبهرُ المُشاهدَ بواقعيةِ الإضاءةِ وسلاسةِ حركةِ الشخصياتِ، وتَظهرُ فيها أدقُّ التفاصيلِ، كما أنّ ضخامةَ الأعمالِ التي استخدمتْ تقنيةَ الرسمِ ثلاثي الأبعادِ، ساهمتْ بالترويجِ لهذه التقنيةِ، في حين أنّ الرسمَ ثنائيَ الأبعادِ مرتبطٌ أكثرَ بأفلامِ الكرتونِ الكلاسيكية.

إنجازاتٌ ملموسةٌ :

وقد أنتجتْ “زيتون” العديدَ من الأعمالِ خلال خمسِ سنواتٍ ماضيةٍ، حيثُ تعدِّدُ “الخضري” بعضَها على سبيلِ المثالِ لا الحصر قائلة: “وتتنوعُ أعمالنا الزيتونية بين المسلسلاتِ والأفلامِ والفواصلِ القصيرةِ، ومن أهمِّ أعمالِها فيلم “خيال الحقل” الذي يحملُ رسالةً وطنيةً، ويتحدثُ عن القضيةِ الفلسطينيةِ، وقد شاركتْ “زيتون” بهذا الفيلمِ في عدّةِ مهرجاناتٍ سينمائيةٍ محليةٍ وعربية، ومن أعمالِها أيضاً فيلم (المصالحة الوطنية، ومسلسل زوربيحة) في مجموعةٍ طريفةٍ من الحلقاتِ الكوميديةِ، والتي تسردُ الواقعَ الاجتماعيَ الفلسطينيَ والعربي، وتُعِدُّ “زيتون” الآنَ مسلسلاً جديداً بعنوانِ (الثلاجة) حيثُ يسعى لإيصالِ مجموعةٍ من القيمِ والمفاهيمِ الأخلاقيةِ والسلوكيةِ الصحيحةِ، التي يجبُ أنْ تزرَعَ في عقولِ ونفوسِ الأطفالِ  بأسلوبٍ جديدٍ من الإنتاجِ والإخراجِ، حيثُ تتمثلُ الشخصياتُ بالفواكهِ والخضرواتِ التي تعيشُ في مدينةِ الثلاجةِ، ومن خلال الأحداثِ التي تدورُ بينهم؛ يتمُ نقلُ هذه الرسائلِ للأطفال”.

ولكنْ ومع الأسفِ؛ إنّ الوزاراتِ والمؤسساتِ الداعمةَ، وأصحابَ رؤوسِ الأموالِ؛ لا تولي أيَّ اهتمامٍ في مجالِ الرسومِ المتحركةِ؛ ظناً منها أنّ هذا من شأنِ الدولِ المتقدمةِ، وأنّ دولَ العالمِ الثالث لديها الكثيرُ من الإشكالاتِ التي تعيقُها عن هذا الجانبِ، متناسينَ أنّ تربيةَ الأجيالِ هي من أولوياتِ المرحلةِ الحاليةِ، وأنّ الغربَ لن يغرسوا في أطفالِنا ما نريدُ نحن، بل ما يريدون هم، وممّا لا شكَّ فيه أنّ عقولَ الأطفالِ جاهزةٌ لاستيعابِ وامتصاصِ كمياتٍ كبيرةٍ من السلوكياتِ والمفاهيمِ، وعادةً ما تمتلئُ عقولُهم بالمفاهيمِ الخاطئةِ، وعند بلوغِ سنٍّ معيّنةٍ يصعبُ على الأهلِ تداركُ هذه الكارثةِ، فقد أصبحتْ تلك المفاهيمُ هي الأساسُ لمرحلةِ الشبابِ، وتوضحُ الخضري قائلة: “من أجلِ هذا كلِّه أُنشئتْ “وحدة زيتون” لتملأَ عقولِ الأطفالِ بالقيمِ الصحيحةِ، والسلوكياتِ الجيدةِ، وتنأى بالشبابِ عن العنفِ والابتذالِ، وتزرعَ القيمَ الوطنيةَ والأخلاقيةَ، فهم رجالُ المستقبلِ، وحُماةُ الوطنِ، كما على كلِّ الجهاتِ المَعنيةِ دعْمُ “زيتون” وغيرِها؛ لإنتاجِ أفلامٍ كرتونيةٍ هادفةٍ لأطفالِنا”.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى