فلسطين تجمعنافلسطينيات

لن تَصلحَ واحدةٌ دونَ الأخرى

بقلم : سميرة نصار

ترقرَقتْ العيونُ بالدمعِ؛ ورئيسُ الوزراءِ “إسماعيل هنية” يزفُّ لشعبِه بُشرى إنهاءِ الانقسامِ في مؤتَمرِ المصالَحةِ، بعدَ الحوارِ الفلسطيني الفلسطيني الذي دامَ لمدّةِ يومينِ في غزةَ، حينَها عادت بنا الذاكرةُ إلى سنواتٍ سَبعٍ عجافٍ طوالٍ بليلِها ونهارِها ,عانَى فيها الشعبُ الفلسطينيُّ مراراتٍ وويلاتٍ وحصارٍ، ووضعٍ اقتصاديٍّ مريرٍ .

إضافةً إلى جرحٍ غارَ في الأوصالِ الاجتماعيةِ الفلسطينيةِ، وانتشرَ في عُمقِ البيتِ الفلسطينيّ، وبينَ أوصالِ العائلةِ الواحدةِ، فأصبح القُربُ الأيدلوجيُّ الفكريُّ الحزبيُّ أقربَ بكثيرٍ من قرابةِ الدمِ المتوارَثِ  !وأصبح تبادلُ العلاقاتِ الاجتماعيةِ في الأفراحِ والأتراحِ؛ غالباً لا يكونُ إلاّ بين عائلاتِ اللونِ الحزبيِّ الواحد, بعدَ أنْ كانت المشارَكةُ في المناسباتِ الاجتماعيةِ بينَ جموعِ الفلسطينينَ؛ هي من سِماتِ هذا الشعبِ العريق ،  حتى المُصاهراتُ بين العائلاتِ الفلسطينيةِ؛ باتت تَخضعُ لهذا الميزانِ القاصرِ الجائرِ.

فبعدَ أنْ كانت المصاهرةُ لا تتِمُّ إلاّ بعدَ السؤالِ عن أخلاقِ وحسَبِ ونَسبِ المتقدّمِ للمصاهرةِ ,أصبحتْ لا تَتِمُّ إلاّ بعدَ التأكُدِ الأمنيِّ؛ بأنّ الشابَّ ليس له أيُّ ارتباطٍ بالحزبِ السياسيِّ المقابلِ لحزبِ عائلةِ الفتاةِ، والعكس كذلك لهذا ولغيرِه… نحن بحاجةٍ إلى مصالحةٍ مجتمعيةٍ؛ تتزامنُ مع المصالحةِ السياسيةِ بينَ أطرافِ المعترَكِ السياسي.

كما يجبُ على أصحابِ القرارِ أنْ يسارِعوا لإصلاحِ ذاتِ البَينِ، ويجبُ على الجميعِ أنْ يتيقّنَ أنه لن تَصلحَ المصالحةُ السياسيةُ دونَ المصالحةِ المجتمعيةِ، إذ أنّ الحياةَ المجتمعيةَ والثقافيةَ تُعَدُّ من ثوابتِ الأمنِ المجتمعيّ لأيِّ مجتمعٍ كان، لهذا حَرِيٌّ بكلِّ الجهودِ السياسيةِ و الإعلاميةِ والمجتمعيةِ والحزبيةِ؛ أنْ تتضافرَ لتضميدِ الجرحِ الاجتماعيِّ الغائرِ في الجسدِ الفلسطينيّ، وتأصيلِ الوَحدةِ المجتمعيةِ؛ لتعودَ الحياةُ إلى زَهوِها وبساطتِها وجمالِها، قُبيل السنواتِ السبعِ العجافِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى