عين على القدسفلسطينيات

“الثريا” للاتصالِ والإعلامِ تعقدُ ورشةَ عملٍ تناقشُ تداعياتِ الأحداثِ في القدسِ

الثريا: خاص

عقدتْ مؤسسةُ “الثريا” للاتصالِ والإعلامِ  ورشةَ عملٍ بعُنوان ” تداعياتُ الأحداثِ في مدينةِ القدسِ والمسجدِ الأقصى ” في قاعةِ مركزِ الدراساتِ السياسيةِ والتنمويةِ بغزةَ ، بحضورِ أستاذِ الجغرافيا السياسيةِ بالجامعةِ الإسلاميةِ الدكتور “نعيم بارود” والمتُخصِّصِ في إجراءاتِ تهويدِ القدسِ، والمُحاضرِ بجامعةِ الأزهرِ الدكتور “جهاد أبو طويلة” والباحثةِ في مركزِ الدراساتِ والأبحاثِ “نهال الجعيدي” .

وبيّنَ “بارود” أنّ عملياتِ الاقتحامِ الفرديةِ للمسجدِ الأقصى؛ تحوّلتْ إلى عملياتٍ يقودُها نوابُ “الكنيست” وكبارُ الحاخاماتِ والمتطرّفينَ بطريقةٍ منظّمةٍ ومُبرمَجةٍ،  لافتاً النظرَ إلى أنّ أخطرَ ما في الأمرِ؛ اتخاذُ القدسِ عاصمةً لدولةِ ” إسرائيل ” في ثمانينياتِ القرنِ الماضي .

أوضحَ أنه وردَ في القانونِ الأساسِ للكنيست “أنّ القدسَ الكاملةَ والموَحّدةً؛ هي عاصمةٌ لـ”إسرائيل” ومَقرُّ الكنيست والحكومةِ والمحكمةِ العليا” مشيراً إلى اعترافِ عددٍ كبيرٍ من الدولِ العربيةِ بهذا القانونِ .

وتَحدّثَ “بارود” عن مُقترَحِ المشروعِ الذي تَقدِّم إلى الكنيست؛ ليضمنَ الحفاظَ على “جبلِ الهيكل ” كمكانٍ مقدّسٍ لليهودِ ،منوّهاً إلى أنّ “الكنيست” ناقشَ المشروعَ بشكلٍ رسميٍّ على أنْ يكونَ المسجدُ الأقصى مكاناً مقدّساً لليهودِ، لا علاقةَ للمسلمينِ به.

و أوضحَ أنّ المشروعَ يقترحُ نزْعَ صلاحيةِ وزارةِ الأوقافِ الإسلاميةِ الأردنيةِ، المُعترَفِ بها من قِبلِ الأممِ المتحدةِ، لتنظيمِ علاقةِ المسلمينَ بالمسجدِ الأقصى ، مُبيّناً أنّ اليهودَ _نظراً لِتقاعُسِ الوزارةِ عن القيامِ بدَورِها_ قاموا بِسدِّ الفراغِ والرغبةِ بنزْعِ السيادةِ .

وأشارَ إلى أنه يتمُّ السعيُ لتوظيفِ موظفٍ إسرائيليٍّ يَتبعُ لوزارةِ الأديانِ الإسرائيليةِ،  ليعملَ على تنظيمِ العلاقةِ، ويكونَ المُشرفَ الرئيسَ على المسجدِ الأقصى، مُضيفاً :” ويناقشُ المشروعُ تحديدَ المساحاتِ والوقتِ، ليتمَّ التقسيمُ الزماني والمكاني للمسجدِ الأقصى حسبَ المعتقَداتٍ الإسرائيليةِ “.

وقال بارود ” يتمُ السيرُ في هذا المخطَّطِ لأجلِ منْعِ المسلمينَ نهائياً من دخولِ المسجدِ الأقصى إلاّ للصلاةِ في المسجدِ القِبلي فقط، وفي أوقاتِ الصلاةِ الخمسِ ، مُنبّهاً إلى أنّ منعَ دخولِ المُصلينَ إلى المسجدِ الأقصى من الساعةِ السابعةِ والنصفِ صباحاً، وحتى أذانِ الظهرِ؛ هو أمرٌ معمولٌ به منذُ ما يزيدُ على العامَينِ

وأردفَ بقولِه ” التقسيمُ الزماني هو المعمولُ به في باحاتِ المسجدِ الأقصى، ويجري التخطيطُ لتطبيقِ التقسيمِ المكاني “، مشدِّداً على أنّ الخطوةَ التاليةَ هي زيادةُ الأوقاتِ التي يقومُ فيها اليهودُ بالتجوالِ في المسجدِ الأقصى وباحاتِه بحمايةِ شرطةِ وجنودِ الاحتلالِ .

من جهتِه أوضحَ “أبو طويلة” أنّ قضيةَ القدسِ لدَيها مُحددّاتٌ متعدّدةٌ ، وهى المحدِّدُ الديني والتوارتي ، والمحدّدُ السياسي، ومحدّدُ الاستيطانِ، ومحدّدُ الأرضِ، والمحدّدُ الديمغرافي ، منوّها إلى ما قالَه “ثيودور هرتزل ” مؤسِّسُ الحركةِ الصهيونيةِ “إذا حصلْنا على القدسِ، وكنتُ لا أزالُ حيّاً وقادراً على القيامِ بأيِّ شيءٍ؛ فسوفَ أزيلُ كلَّ شيءٍ ليس مقدّساً لدَى اليهودِس فيها .

وذكرَ ديفيد بن غوريون :” لا مكانَ لإسرائيلَ دونَ القدسِ، ولا مكانَ للقدسِ دونَ إقامةِ الهيكلِ المقدَسِ” ، مُضيفاً :” ولذا يجري  تكثيفُ الاستيطانِ في القدس “، فهناك ثماني بؤَرٍ استيطانيةٍ داخلَ أحياءِ البلدةِ القديمةِ،  تحوي خمسةَ آلافِ يهوديٍّ، وهى تعملُ على توتيرِ الحياةِ المقدسةِ الآمِنةِ .

وأكّدَ “أبو طويلة” على أنه لا وجودَ لليهودِ، فالوجودُ يعني أنّ لهم تاريخاً وهويةً وحضارةً وثقافةً وحقاً قانونياً في فلسطينَ، ولكنْ يتمُ الحديثُ عن التواجدِ وهو مالا يعطي لهم الحقَّ أبداً من الناحيةِ التاريخيةِ أو القانونيةِ أو السياسيةِ .

من جانبِها قالتْ الجعيدى ، إنّ سلطاتِ الاحتلالِ تقومُ بتهويدِ مدينةِ القدسِ؛ وِفقَ سياسيةِ الإحلالِ والإخلالِ ، حيثُ تُخلي الفلسطينيينَ من خلالِ مصادرةِ الأراضي، وهدمِ البيوتِ، وسحبِ الهويّاتِ المقدسيةِ، والتطهيرِ العِرقيّ، وبناءِ جدارِ الفصلِ العنصريّ ، وإغلاقِ المؤسّساتِ العربيةِ، وتهجيرِ وطردِ الفلسطينيينَ، وإحلالِ اليهودِ الصهاينةِ المُهاجرينَ من أوروبا مكانَهم، بدعمٍ ماليٍّ سنويٍّ ضخمٍ .

وبيّنتْ أنّ ردودَ الأفعالِ الفلسطينيةِ والعربيةِ؛ لا تزالُ دونَ المطلوبِ، فهي تَخرجُ عن صمتِها؛ إمّا للشجبِ أو الاستنكارِ، لكنْ ليس هناك أيَّ  إجراءاتٍ ملموسةٍ على أرضِ الواقعِ؛ للحدِّ من الغطرسةِ الصهيونيةِ .

وأشارتْ “الجعيدي” إلى أنّ السلطةَ الفلسطينيةَ ما زالتْ تتعاملُ مع قضيةِ القدسِ من خلالِ جولاتِ التفاوضِ مع الاحتلالِ الصهيوني؛ والذي يرفضُ حتى طرحَ الموضوعِ على طاولةِ المفاوضاتِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى