سوءُ التربيةِ يَدفعُ أَباً للدفاعِ عن ابنِه السارقِ!

اعتادَ المراهقُ “ب.ح” دخولَ بيتِ عمِّه أثناء غيابِهم عن المنزلِ، والبحثَ داخلَ مقتنياتِه عن أيِّ مبالغَ ماليةٍ، أو أيِّ شيءٍ يصلحُ للبيعِ؛ مُستغِلاً ثِقةَ زوجةِ عمِّه التي كانت تركتْ مفتاحَ منزلِها لدَى والدتِه؛ تَحسُّباً لأيِّ طارئٍ قد يَحدثُ أثناءَ غيابِها عن المنزلِ.
فقدتْ العائلةُ أشياءً من داخلِ المنزلِ مرّاتٍ عديدةً؛ لكنها لم تُعِرْ الأمرَ اهتماماً، خاصةً وأنّ ما فقدتْه لم يكنْ يتعدّى عشراتِ الشواكلِ في السنواتِ الأولى من رحلةِ المراهقِ في بيتِ عمِّه،ومع الوقتِ بدأتْ العائلةُ تفقدُ مبالغَ من المالِ بينَ فتراتٍ متقطِّعةٍ؛ دونَ أنْ تجدَ تفسيراً منطقياً للموضوعِ ، بل بدأتْ العائلةُ في تشديدِ الرقابةِ على أطفالِها؛ ظنّاً منهم أنّ أحدَ أطفالِهم يسرقُ بعضَ المالِ منهم ، واستمرَّ الحالُ على هذا المنوالِ أكثرَ من أربعِ سنواتٍ .
في أحدِ الأيامِ عادتْ الأُسرةُ إلى بيتِها، دونَ سابقِ إنذارٍ؛ بسببِ عُطلٍ طارئٍ في السيارةِ صادفَها أثناءَ الخروجِ، ليجدوا “رمزي ” داخلَ غرفةِ النومِ؛ يبحثُ بينَ أغراضِهم ومقتنياتِهم، صُدمتْ العائلةُ بما وجدتْ! وأخبرتْ والدَه ـ بالقصةِ كاملةً وبكلِّ التفاصيلِ التي حدثتْ معهم طيلةَ الأربعِ سنواتٍ ، إلاّ أنّ والدَ السارقِ لم يصدّقْ ما قاله أخوهُ و زوجتُه عن ابنِه! وعَدَّ ما قالوهُ مُجردَ إشاعاتٍ بهدفِ تشويهِ سُمعةِ ابنِه لا أكثرَ ولا أقلَّ، وانقطعتْ العلاقاتُ بعدَ هذه الحادثةِ.
ومرّتْ الأيامُ دونَ أنْ يفكّرَ الأبُ في مراقبةِ ابنِه، أو محاولةِ تَعَقُبِ سلوكِه، أو مجردِ التفكيرِ في شَكوى عمِّه، ما دفعَ الابنَ إلى مزيدٍ من التدهورِ وسلوكِ الطيشِ ، كان آخِرُ ما أقدمَ عليه سَرِقةَ بيتِ شقيقتِه؛ التي اعتادَ على زيارتِها بين الفينةِ والأُخرى ، واستغلَّ في أحدِ المرّاتِ انشغالَها داخلَ المطبخِ، وقام بسرقةِ مَصاغِها؛ إضافةً إلى عشرةِ آلافِ دينارٍ ادّخَرها زوجُ شقيقتِه ، الذي سارعَ إلى تبليغِ الشرطةِ، التي قامت بفتحِ تحقيقٍ موَسّعٍ؛ تَبيّنَ على أثَرِه تفاصيلُ الجنايةِ الكاملةِ ، لِيُزجَّ بالمراهقِ داخلَ مؤسسةِ الأحداثِ؛ بعدَ أنْ رفضَ زوجُ شقيقتِه التنازلَ عن القضيةِ، إضافةً إلى تطليقِ شقيقتِه، وعلى الرغمِ من ذلك؛ يُصِرُّ والدُه على أنّ ابنَه بريءٌ!! وأنّ ما فعلَه طليقُ ابنتِه؛ كان لمُجردِ الانتقامِ! .