مَيِّلْ يا غزيِّل…!!

بقلم : هنادي نصرالله- صحفية من فلسطين
“ميِّل يا غزَيّل” كلُهم غنوا لكَ على طريقتِهم، بينما أنتَ ركلتَهم بقدَمِ إهمالِكَ وتجاهلِك، ومضيتَ نحوَ العربِ من بوابةِ “فنّهم” أو قلْ تجاهلتَ مشاكلَ العربِ أيضًا من بوابةِ “غنائهم”..!
فلِمَ لم تُلبِّ دعوتَهم؟ ولِمَ لم تزُرْهم؟ فهم أقربُ إليكَ من مكانِ انعقادِ مهرجانِ الغناءِ الصاخبِ “عرب آيدول ” لستُ هنا يا “غزيل” بصددِ الحديثِ عن البرنامجِ وأهدافِه، عن إيجابياتِه وسلبياتِه، فبِغضِّ النظرِ عن رأيِي الشخصي فيه؛ إلا أنني فضّلتُ أنْ أخاطبَكَ أنتَ وأُناديكَ وأسمِّيك عبرَ مقالي هذا يا “غزيل”.. ليس من بابِ التهكُمِ، ولا من بابِ السخريةِ؛ بل من بابِ العشمِ والأملِ الذي خيَّبْتَه..!
سأعاتبُك بالغناءِ الذي ذهبتَ من أجلِه وتركتْنا.. وأسألُك” ألمْ تسمعْ المُغني حين غنّى “ميّل يا غزيّل، نسقيك فجنان قهوة، ونعملّك تبولة”؟ فهذا المقطعُ الغنائي هو أشبَه باستجداءِ حبيبٍ اقتربَ من ديارِه أحبابُه؛ فاكتشفوا أمرَه، ونادوا عليه ليُشرِّفَهم في ديارِهم، وهو ما حصلَ مع مليونَي مُحاصَرٍ في غزة؛ حينَ شاهدوكَ في لبنانَ مع أمراءِ الفنِّ والغناءِ، ولجنةِ تحكيمِ عرب آيدول..
سألوكَ وعاتبوك؛ لِمَ لم تزُرْهم يا ريس؟ أينَ أنتَ عنهم؟ ألم يحِنْ الوقتُ لتُغيِّرَ مواقفَك تُجاهَهم؛ وهو يرزحون تحتَ الظلامِ بفعلِ أزمةِ الكهرباء؟ بل ألم يأتِ الوقتُ لتُعيدَ الُّلحمةَ إلى الوطنِ المنقسمِ، وتُعلنَ أنّ غزة أميرةُ الإبداعِ، وليس كما سمّيتَها من قبلُ (إمارة الظلام ) .. غزة يا ريس هي من أنجبتْ “محمد عساف” أولَ فلسطيني يفوزُ بلقب محبوب العرب، وغزة هي نفسُها التي أنجبتْ “آلاء القطراوي” التي تُنافسُ بشراسةٍ على لقبِ أميرِ الشعراءِ السابعِ لهذا العام، وغزة التي احتلتْ الصدارةَ في الكثيرِ من المحطاتِ الحاسمةِ، تشرّفتْ باحتضانِها للمقاومةِ، ولقنتْ الاحتلالَ الإسرائيلي وأعوانَه في المنطقةِ وخارجِها دروسًا في غايةِ الروعةِ والقسوةِ، غزة التي سعى العالم لتغييبِها لم تغِبْ، غزة هي منارةُ الحبِّ وإن لم تزرْها، تثبتُ دومًا رغم كل أزماتها أنها مستعدة للوقوفِ على قدميها والبقاء شامخة، فهل راجعتَ حساباتك يا غزيِّل؟؟
مؤسفٌ ألَّا تتفقدَ أحوالها، وألّا تسألَ عن أربعةِ أقمارٍ كانوا فيها؛ ولم يعودوا إليها، أتعرِفُهم! إنهم (ياسر زنون، عبد الله أبو الجبين، عبد الدايم أبو لبدة، وحسين الزبدة)، منذُ نحوِ عامينِ ولم يسمعُ ذَووهم عنهم أيَّ خبر؟ فهل ذهبتَ إلى أمِّ الدنيا وتحسَّستْ أخبارَهم، وجئتَ ذويِهم بالخبرِ اليقين؟؟
ألا يستحقُّ هؤلاءِ دعمَكم يا ريس! ألا يستحقونَ وقفةً إنسانيةً معك! كيف هانوا عليك! وكيفَ سمحتَ لنفسِكَ أنْ ترسلَ بأبنائك إلى الترفيهِ والغناءِ؛ بينما أبناؤنا الأربعةُ مختطَفونَ بلا أخبارٍ! بل أسرانا في سجونِ الاحتلالِ يرزحونَ.. والأهمُ نحن كلُّنا هنا في غزةَ محاصَرون؟؟
ماذا أقولُ يا رئيس! ألا تشتاقُ لغزةَ! لرملِها لبحرِها لزعترِها لحُمّصِها؛ بل لعدسِها وبصلِها ؛ حيثُ لوّحَ به رئيسُ حكومتِكم د. “رامي الحمد لله” في مواجهةِ العالمِ، هيا إلينا يا ريس! لنأكلَ العدسَ والبصلَ، ونُضيفَ إليه الزعترَ والزيتونَ! هيا لنصونَ ما تبقّى من إنسانيةٍ! وليُصبح بيننا “عيش وملح… !
إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس..