شتم الوقت و الزمن

أجاب عن التساؤل الأستاذ “عبد الباري خلة” رئيس لجنة الإفتاء في كلية الدعوة الإسلامية فرع الشمال.
ما حُكم من شتمَ الوقتَ والزمنَ كقول” يقطع هالساعة ، يلعن هالحياة “؟
نهى الشرعُ عن سبِّ الزمنِ والوقتِ؛ الذي هو الدهرُ في أحاديثَ، منها ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله، قال اللهُ عز وجل: “يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ”.
ورواه مسلم بلفظ: “لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ”. و أما معنى الحديث فقد قال النووي: قالوا: هو مَجازٌ وسبَبُه أنّ العربَ كان شأنُها أنْ تسبَّ الدهرَ؛ عند النوازلِ والحوادثِ والمصائبِ النازلةِ بها؛ من موتٍ أو هرمٍ أو تلفِ مالٍ، أو غيرِ ذلك فيقولون ” يا خيبةَ الدهرِ ” ونحو هذا من ألفاظِ سبِّ الدهر.
فقال النبي: ” لا تسبُّوا الدهرَ، فإنّ اللهَ هو الدهرُ” أي: لا تسبُّوا فاعلَ النوازلِ، فإنكم إذا سببتُم فاعلَها؛ وقع السبُّ على الله تعالى، لأنه هو فاعلُها ومنزِّلُها، وأما الدهرُ الذي هو الزمانُ، فلا فعلَ له، بل هو مخلوقٌ من جملةِ خلقِ الله تعالى .
ومعنى ” فإنّ اللهَ هو الدهرُ” أي: فاعلُ النوازلِ والحوادثِ، وخالق ُالكائنات .
وسابُّ الزمانِ أو الدهرِ إنِ اعتقدَ أنّ الدهرَ فاعلٌ مع اللهِ؛ فهو مشركٌ، وإنِ اعتقدَ أنّ اللهَ وحدَه هو الذي فعل ذلك، وهو يسبُّ من فعلَه، فهو يسبُّ الله، وإنْ سبَّ الدهرَ لكونِه ظرفاً؛ فقد سبَّ مخلوقاً لا يستحقُ السبَّ، وهو من منكَراتُ الألفاظِ، وعند بعضِ الناسِ، تجدُه يلعنُ الساعةَ أو اليومَ الذي حدثَ فيه الشيء ُالفلاني ( مما يكرَهُه ) ونحو ذلك من ألفاظِ السّبابِ، فهو يأثَمُ على اللعنِ والكلامِ القبيحِ.
وثانياً يأثمُ على لعنِ ما لا يستحقُّ اللعنَ، فما ذنبُ اليومِ والسّاعةِ؟ إنْ هي إلا ظروفٌ تقعُ فيها الحوادثُ، وهي مخلوقةٌ ليس لها تدبيرٌ ولا ذنبٌ، فينبغي على المسلمِ أنْ ينزِّهَ لسانَه عن هذا الفحشِ والمُنكرِ. واللهُ المُستعان .