الزاوية الأمنية

أستاجرَ أُمّاً بدَلَ أُمِّهِ!

منذُ سنواتِ عمرِه الأولى؛ نشأ “بشير ” طفلاً مُدلَّلاً، لا يعرفُ من الحياةِ إلاّ الطلباتِ المُجابةَ؛ نظراً لأنه أصغرُ أبنائها، وهي مؤمنةٌ بالمَثلِ “آخِرُ العُنقودِ سُكر معقود”، فتلقّى من والدَيهِ الدلالَ الكاملَ فأعطاهُ شعوراً بأنه الأفضلُ بين إخوتِه، ودفعَه ذلك إلى استنزافِهم مادياً ومعنوياً، دونَ تحمُّلِ أدنَى مسئوليةٍ تُجاهَ متطلّباتِ الحياةِ.

عندما أصبح شاباً؛ أصّرتْ والدتُه بعدَ وفاةِ والدِه أنْ تعيشَ في كنَفِه؛ لأنه الأقربُ إلى قلبِها… آمِلةً أنْ تجدَ لديهِ ما قد لا تَجِدُه لدَى إخوتهِ الآخَرينَ ، عِلماً بأنها لا تحتاجُ منه إلى مسكنٍ أو مشربٍ أو علاجٍ، فأرصِدتُها في البنوكِ كفيلةٌ بالصرفِ عليها، وإعاشتها حياةَ الملوكِ ، لكنها كانت تبحثُ عن صدرِ الحنانِ؛ الذي غذّتْهُ منه طيلةَ حياتِها؛ من حنانٍ ومحبةٍ مضاعَفةٍ.

لكنّ الصغيرَ الذي أُغدِقَ بالحنانِ؛ كان يكبَرُ ويمتلئُ مَكراً ودهاءً وطمعاً وجشعاً! ويزدادُ مع الأيامِ صلَفاً مع أقربِ الناسِ إليه! مقرِّراً الاستحواذَ على كلِّ ما تَبقّى من والدتِه (حنانا ومالاً) فأخبرَها بِنيَّتِه الحصولَ على أموالِها كاملةً؛ واعداً إياها بالحياةِ الرغيدةِ، والحنانِ الذي لا يوصفُ ، لكنّ الأمَّ لم تَقبلْ بطرْحِ ابنِها، وعارضتْه معارضةً كاملةً، مُذَكِّرةً إياهُ بنصوصِ القرآنِ الكريمِ وتعاليمِ الشريعةِ الإسلاميةِ.

لكنّ القلبَ الذي احترقَ بالجشعِ؛ قرّرَ تنفيذَ مُخطَّطِه بأيِّ وسيلةٍ مُمكِنةٍ! كيف لا؛ وهو الذي لم يُرَدْ له طلبٌ من قِبَلِ والدتِه مُطلقاً! مُقرِّراً التحايلَ على القانونِ، فقام بسرقةِ أوراقِ أُمِّه الثبوتيةِ كاملةً، واستأجرَ امرأةً،  وأخذَها إلى المَحكمةِ لعملِ توكيلٍ من والدتِه المُستعارَةِ له، بالتصرُّفِ الكاملِ في أرصدتِها وأملاكِها، وبالفعلِ بعدَ أيامٍ قليلةٍ سحبَ جميعَ أرصِدةِ والدتِه، وباعَ لنفسِه ما تَملِكُه من بيوتٍ ومحلاتٍ تجاريةٍ.

وبعدَ شهورٍ قليلةٍ؛ بدأ يتصرّفُ بما تَملِكُه والدتُه من محلاتٍ تجاريةٍ؛ ما دفعَ إخوتَه إلى تقَصِّي الأمرِ من قِبَلِ والدتِهم؛ التي أخبرتْهم أنها لم تتصرّفْ بأيٍّ منها أو من أرصدتِها، فقاموا بتبليغِ الجهاتِ المَعنيّةِ للطعنِ في كافةِ معاملاتِ البيعِ ، ليتّضِحَ بعدَ ذلك عمليةُ التزويرِ والتحايلِ على القانون؛ التي دبّرَها “ب.خ ” للاستحواذِ على ممتلكاتِ والدتِه ، يقبعُ الآنَ داخلَ أحدِ السجونِ بتُهمةِ التزويرِ والتحايلُ والنصبِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى