غير مصنف

انتماء

مشاركة / بسمة الأغا

حينما تسيطرُ الأنا على تفكيرِنا؛ تفقدُ الأسرةُ ترابطَها، ويتحولُ الشخصُ إلى عالمٍ من الاهتماماتِ تنحصرُ في ذاتِه. تجتمعُ الأسرةُ في اسمٍ واحد، ورُبما منزلٌ واحد، ولكنْ تفرقُ بينهم مسافاتٌ كبيرةٌ، وحواجزُ غيرُ مرئية. الأسرةُ هي التي تمنحُنا الحبَّ والثقةَ والقدرةَ على مواصلةِ السيرِ في مشوارِ الحياة. وإذا فقدْنا هذا الشعورَ ونحن داخلَ أُسرِنا؛ فإننا بالتأكيدِ سنفتقدُ أهمَّ شرطٍ لنعيشَ حياةً سعيدةً ومتوازنة.

بقدرِ ما نعطي من حُبٍّ وانتماءٍ لأُسرِنا، بقدرِ ما نقتربُ من معادنِنا الحقيقيةِ. وقد تسيطرُ على البعضِ منا الأنانيةُ المُفرطة، التي تجعلُه لا يرى إلا نفسَه، والبقيةُ مجردُ أرقامٍ لتكملةِ العددِ. ويعتقدُ الفردُ الأنانيُّ أنه يحقِّقُ انتصاراً؛ إذا استطاعَ أنْ يستحوذَ على أكثرِ شيءٍ ممكن. لكنه يعيشُ صراعاً داخلَ نفسِه، هو في الواقعِ جبانٌ، ولخوفِه وقلقِه فهو يسعى للحصولِ على أكبرِ كمٍّ ممكنٍ لكي يشعرَ بالأمانِ، مع أنّ القضيةَ أسهلُ بكثيرٍ. فمجردُ أنْ تعيشَ بمشاعرِكَ، وتحبَّ للآخَرينَ ما تحبُّ لنفسِك، وتفتحُ قنواتِ الاتصالِ معهم دونَ تصنُّعٍ، فهذا يعطي الضمانةَ الحقيقةَ للشعورِ بالعمقِ والأمانِ والانتماءِ.

تلهينا الحياةُ بمشاغلها عن أُسرنا، وننسى أنّ أي نجاحٍ أو ثراءٍ في الحياة لا يساوي شيئاً؛ إذا لم تُشاركْنا العائلةُ فرحتَه ومتعته. من مزايا السعادةِ أنها تعتمدُ على المشارَكة. والسعادةُ الحقيقةُ هي التي تقومُ على أُسسٍ صادقة، فـ «الفلاشات» السريعةُ عمرُها قصيرٌ.

يحتاجُ كل فردٍ منا، أنْ يفكرَ في إسعادِ أسرته، ويشعرَ بمشاكلِهم، ويساهمَ في تقويةِ الترابطِ معهم. نحتاجُ أنْ نعيدَ حساباتِنا دائماً، بين وقتٍ وآخَرَ؛ لعملِ مراجعةٍ مع الذاتِ، ولتعديلِ مسارِنا. ممراتُ الحبِّ مفتوحةٌ، نحن الذين نحتاجُ أنْ نحدِّدَ اتجاهاتِنا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى