استشارات أسرية وشرعيةمجتمع وناسمركز الاستشارات

سليطة اللسان

يجيب عن التساؤل الخبير التربوي د. جواد الشيخ خليل

أنا رجلٌ متزوجٌ منذُ خمسةِ أعوامٍ، و أعاني من تسلُّطِ حماتي وتدخُلِها في حياتِنا بكلِّ صغيرةٍ وكبيرة  ، واعتراضِها على أيِّ شيءٍ لا يعجبُها، حتى إذا كان يعجبُ زوجتي ، فهي سليطةُ اللسانِ، وتسيطرُ وتؤثّرُ على زوجتي كثيراً ، وأنا لا أريدُ أنْ يحصلَ بيننا أيَّ مشكلةٍ؛ لكي لا تغضبَ زوجتي ، ولكنْ كيف يمكنُ أنْ تُحلَّ المشكلةُ دونَ غضبِِّ أي الطرَفين ؟

هناك عنصرانِ رئيسانِ في الموضوعِ: الأولُ الصورةُ الذهنيةُ المُسبقةُ للعلاقةِ بين الرجلِ وحماتِه، أيْ الجاهزيةُ المُسبقةُ لكلٍ منهما لعداوةِ الآخَرِ؛ على اعتبارِ أنه الوجهُ الطبيعيُ للعلاقةِ بينهما، والثاني هو عدمُ وضعِ خطوطٍ واضحةٍ لكِلا الطرَفينِ؛ فيما يتناسبُ مع طبيعةِ الزواجِ بشكلٍ عام، وعليه فإنّ العلاقةَ ما إنْ تبدأ؛ حتى يبدأَ معها التشاحنُ السلبيُّ بين الطرَفينِ لتصِلَ _قبلَ أنْ يدركَ الطرَفانِ_ إلى طريقٍ لا عودةَ منه.

لذا يجبُ أنْ يكونَ هناك  تحديدُ خطوطٍ واضحةٍ لكلِّ مناحي العلاقةِ الزوجيةِ من البدايةِ، إضافةً إلى الصورةِ الأكملِ، والتي تضمُّ الأُسرتَينِ معاً، فقد أشارتْ العديدُ من تجاربِ البعضِ _الحديثةِ نسبياً_ إلى إمكانيةِ بناءِ علاقةٍ صحيةٍ ما بينَ الزوجِ وحماتِه، تكونُ مبنيّةً على الاحترامِ المتبادلِ، وعدمِ تجاوُزِ الخصوصيةِ والخطوطِ الحمراءِ للآخَرِ.

فعندَ عدمِ الاتّكالِ على الصورةِ المُسبقةِ، والمتوَلِّدةِ اجتماعياً بالأساسِ، فإنّ الرجلَ يتمكّنُ من التعاملِ مع حماتِه من منظورِ أنها أقربُ ما تكونُ لوالدتِه، ومن الناحيةِ الأخرى تُعامِلُه هي كابنِها، وسيَنعكِسُ ذلك بطبيعةِ الحالِ على العلاقةِ الزوجيةِ بالإيجابِ، أيْ وبكلماتٍ أخرى تكونُ الأُسرةُ حديثةَ الولادةِ وكأنها امتدادٌ وتوَسُّعٌ للأُسرتَين الأصليتينِ، بدَلاً من أنْ تكونَ وحدة جديدةً منفصِلةً  عنهما.
لذلك عزيزي؛ يجبُ تحديدُ العلاقةِ، وبشكلٍ واضحٍ بينَ أُسرتِك وكلِّ ما يحيطُ بك، ويجبُ أنْ يعرفَ الجميعُ أنّ هناك خطوطاً حمراءَ لا يمكنُ الاقترابُ منها؛ كالتدخُلِ في شئونِ البيتِ، ويجبُ على الجميعِ أنْ يُدرِكَ ذلك؛ حتى لا تكونَ النتائجُ سلبيةً على الأُسرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى