عين على القدسفلسطينيات

نحن شعب لا ينسى

بقلم/ حسن النجار

بعضُ الأفكارِ والأحزانِ، وكثيراً من القناعاتِ التي تسكنُ في أذهانِنا؛ أنّ للظلمِ نهايةً، وأنّ الاحتلالَ إلى زوالٍ، وسيعودُ شعبي لكُلِّ القرى والمُدنِ التي لا يزالُ الاحتلالُ ليومِنا هذا؛ يحاولُ إخفاءَ معالمِها.

لكنّ شجرةَ التوتِ والزيتونِ، والبيوتَ القديمةَ، والأحجارَ العتيقةَ، ومآذنَ الجوامعِ، والبلابلَ التي تغرّدُ على أغصانِ البلّوطِ والسنديانِ والغارِ في الكرملِ؛ كلُّها تؤكّدُ على بقاءِ الوطنِ بكاملِ أحجارِه وأمجادِه؛ يعلو فوقَ جباهِ الثوريينَ والمناضلينَ.

فإذا كنتَ من أهلِ البيتِ المقدّسِ؛ فإنك ستدركُ تماماً أنّ للقدسِ حالةً خاصةً وفريدةً من نوعِها، فهي كالشوكةِ في حلقِ مُحتلِّها، وتُعَدُّ السبّاقةَ دوماً في فرضِ سياسةِ الأمرِ الواقعِ، فعائلاتُ البلدةِ القديمةِ وضواحيها؛ يتّخِذونَ قراراتَهم عُصبةً واحدةً بالتشاركِ والأغلبيةِ، ولا ينتظرونَ موافقةً أو رفضاً من بلديةِ الاحتلالِ.

لسانُ حالِ أهلِ القدسِ؛ يقولُ اليومَ عندما تسألُهم عن تخوُّفاتِهم من قيامِ الاحتلالِ بهدمِ القدسِ أو تهديدِ وجودِها، إنّ الأذانَ قائمٌ منذُ “ألفٍ وأربعِمائةِ عامٍ، ولا يوجدُ قوةٌ على الأرضِ بمقدورِها منْعَ ذكرِ كلمةِ وقولِ “لا إله إلا الله”، وفي حالِ أجبرَنا الاحتلالُ على إسكاتِ مآذنِنا؛ سنقومُ بتركيبِ سمّاعاتٍ مكبِّرةً للصوتِ على أسطُحِ بيوتِنا “بيتاً بيتا” وسنرفعُ الأذانَ وحدةً واحدةً من بيوتِنا خمسَ مراتٍ في اليومِ؛ مَهما كلَّفنا الأمرُ.

فكرةٌ تقشعّرُ لها الأبدانُ، وتُشعرُكَ بنشوةٍ وفرحٍ وسطَ خيباتِ الأملِ التي تعيشُها المدينةُ المقدّسةُ، فطوبَى لأهلِ قريةِ؛ يُعيدونَ المجدَ للمدينةِ المقدّسةِ، ويرفضونَ المَذلّةَ فيها ولها.

فنحن شعبٌ لا يَنسى، نورثُ أطفالَنا فلسطينَ، ونورثُهم (يافا وحيفا وعكا وصفد وطبريا واللد والرملة)، نورثُهم الحبَّ والانتماءَ لكُلِّ الوطنِ، ولكُلٍّ مفتاحٌ وصورةٌ وذكرياتٌ وحكايةٌ لا تُنسى.. أصدقائي ورفاقي أملِكُ الكثيرَ.. أملِكُ قلمي وسطوري وأوراقي وأحلامي الثائرةَ، وقلباً ينبضُ وطناً، وباقةً من زهورِ بلادي؛ أُهديها لكم في كلِّ صباحٍ؛ لتوقظَ الأملَ والانتماءَ لفلسطينَ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى