ارتداء الملابس الضيقة

أجاب عن التساؤل الأستاذ عبد الباري خلة رئيس لجنة الإفتاء في كلية الدعوة الإسلامية فرع الشمال والمحاضر بالكلية الجامعية .
حُكمُ ارتداءِ الملابسِ الضيقةِ والشفافةِ أمامَ الأشقاءِ ؟
لبسُ الملابسِ الضيّقةِ التي تبيّنُ مفاتنَ المرأةِ، وتُبرزُ ما فيه الفتنةُ مُحرّمٌ ، لأنّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( صِنفانِ من أهلِ النارِ لم أرَهُما بعدُ ؛ رجالٌ معهم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضربونَ بها الناسَ – يعني ظُلماً وعُدواناً – ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ) فقد فُسِّرِ قولُه : ” كاسياتٌ عارياتٌ ” بأنهنَّ يلبسنَ ألبسةً قصيرةً لا تَسترُ ما يجبُ سترهُ من العورةِ ، و فُسِّرَ بأنهنَّ يلبسنَ ألبسةً تكونُ خفيفةً لا تمنعُ من رؤيةِ ما وراءَها من بشرةِ المرأةِ ، و فُسِّرَ بأنْ يلبسنَ ملابسَ ضيقةً؛ فهي ساترةٌ عن الرؤيةِ، لكنها مُبديةٌ لمَفاتنِ المرأةِ .
وعلى هذا فلا يجوزُ للمرأةِ أنْ تلبسَ هذه الملابسَ الضيقةَ؛ إلاّ لِمَن يجوزُ لها إبداءُ عَورتِها عندَه؛ وهو الزوجُ، فإنه ليس بينَ الزوجِ وزوجتِه عورةٌ… لقولِ اللهِ تعالى : ( إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ).
وقالتْ عائشة : ( كنتُ أغتسلُ أنا والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – تعني من الجنابةِ – من إناءٍ واحدٍ تختلفُ أيدِينا فيه ) فالإنسانُ بينه وبينَ زوجتِه لا عورةَ بينَهما ، وأمّا بينَ المرأةِ والمَحارمِ؛ فإنه يجبُ عليها أنْ تَستُرَ عورتَها ، والضيقُ لا يجوزُ لا عندَ المحارمِ، ولا عندَ النساءِ؛ إذا كان ضيّقاً شديداً يبيِّنُ مفاتنَ المرأة .