غير مصنف

مِرآتي.. أعوامُ غزةَ الجديدة

بقلم: تسنيم محمد

يُقالُ إنَ المَرَايا صادقة، لكن قدْ تكذِبُ المرايا، إن كانَ ما يُفترَضُ أن تعكِسَهُ ليس جُرْماً مُشَاهَداً..تَصْدُقُ المرَايا في إظهارِ الحجمِ واللونِ والتّفاصيلِ الحسيةِ، لكنّها في الأعماقِ التي تختبئُ تحتَ سطحِ المظاهرِ..قطعاً كاذبة!!
المرايَا ضحلةُ الرُؤية، تخافُ الغوصَ في المكنونات، لذا استبدَلتُها بمرآةٍ من نوعٍ خاص، ثاقبةِ النظر، عميقةِ الفهم..

وهنا..لن تكذبَ المرايا!

عامٌ جديد..يطرق الباب، وعامٌ آخر يلملم أذياله مستعداً للرحيل..يُقال إن للضيوف بهجة وفرحة، ومعهم تفاؤل وأمل، لكن ضيوف غزة الجدد، أثقل ظلاً من الذين رحلوا، ووجوههم أكثر وحشة، وملامحهم معنونة بالمجهول..

ويقال أيضاً إن الهموم تنجلي مع العام المنصرم، وتذهب معه، لكن هموم غزة، أقوى من أن تذهب، بل تنتقل إلى العام الجديد، فتستوطنه وتقيم معه، دون أن تعلن عن وقت لرحيلها..

في غزة تتكاثر الهموم وتتضاعف، ولا تجدي معها كل أنواع المضادات الحيوية، ولا ترحل إلا لتلحق بأهلها إلى حيث يذهبون، كلما أضافوا إلى أرقام سنواتهم خانة جديدة..

كل عام نجلس مجتمعين في البرد والظلام، أنظارنا معلقة بالباب، وبالقادم الجديد.. الذي لا يزيد إلا أن يكون هماً جديداً غير أن وجهه غير مألوف..

حالنا حال المثل المصري السائر: “يا قاعدين، يكفيكوا شر الجايين”!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى