حــلا

بقلم: سميرة نصار
علّمونا أساتذتُنا في محاضراتِ إدارةِ الذاتِ؛ أنّ الشخصية الناجحةَ لابد لها أنْ تخطّطَ لحياتها جيداً ,ومن نظرتَ إليه ووجدتَه في خانة المتقدّمين؛ تَجدْه قد جنحَ إلى ما يسمّى بالتخطيطِ الاستراتيجيّ لحياته.
فالتخطيطُ الاستراتيجي يعني تحديدَ الأهداف المنشودةِ، وكذلك تحديدَ الفترة الزمنيةِ للوصول إليها، وتعيينَ الأعمالِ والأفعال التي توصلُ الفرد إلى تلك الأهدافِ، مع الأخذ بالحسبانِ عواملَ الضعفِ والقوة في الفرد ذاته، وكذلك التهديداتِ والفُرص في المجتمع والبيئةِ المحيطةِ به .
ولأنّ هذا دَيدنُ الفرد المسلمِ؛ الذي ابتغى لنفسه أنْ يكونَ هامَةً في ذاته وانتاجِه, ولأنني من هؤلاء الذين صوّبوا أنظارَهم نحوَ الإنتاجِ، وسُلّمِ النجاحِ؛ كان لي في حياتي من التخطيطِ نصيبٌ، ولكني غفلتُ ولم تغفُلْ الأقدارُ على أنّ الرازقَ سيَرزقُني بصغيرتي الجديدةِ (حلا) لتنضمَّ الى أسرتي الدافئةِ.
وهنا سؤالي لنفسي؛ هل لما خطّطته مُسبقاً؛ أنْ يكون على أرض الواقع حقائقَ وأحداثاً، أَم أنّ صغيرتي ستُشكّلُ عاملَ ضعفٍ أمام التحرّك قُدماً لأهدافٍ تاقتْ لها نفسي؟ وهل أمومتي وحبى وخوفي على أميرتي الصغيرة ؛ سيطفئُ جذوةَ الهمّة والإقدام في داخلي؟
واذْ أننا نبدأ بفتح صفحاتِ عامٍ جديد؛ نسأله تعالى أنْ يكونَ عامَ فرحٍ وفرجٍ، بعد وداعِ عامٍ قد تلاطمتْ فيه أمواجُ الحياةِ على إيقاعِ صخبٍ طويلٍ.
السؤال لنا جميعاً عزيزي القارئ؛ هل ما فاجأتْنا به الأقدارُ سواءٌ طابت له أنفسُنا، أو خلاف ذلك، وزيادة الأعباء والتبعاتِ التي تكونُ نتاجَ تلك المفاجأتِ، سيكون حائلاً أمام أهدافنا؟ أَم ماذا؟
والجوابُ الذي يجبُ أنْ يكون؛ أنه لا مناصَ عن التقدُمِ والإقدام، وجعلِ كلِّ تهديدٍ فرصةً، وكلِّ ضعفٍ قوةً، وذلك بدايةً بالرضى بالقضاء والقدرِ، ومن ثم التأقلُمُ مع الواقع الجديدِ، أيّما كان، واكتسابُ بعض المهاراتِ، كترتيبِ الأولوياتِ، وتنظيمِ الوقت .وأخيراً اللجوءُ للسّحرِ الرّبانيّ الجميلِ؛ وهو دعاءُ اللهِ بالمساندةِ والمساعدةِ والتوفيقِ والسَّدادِ.
لهذا الَّلهُمَ اجعلْ من عامي هذا؛ العامَ الأكثرَ انتاجاً ودِفئاً وهدوءاً بوجودِ أميرتي الجديدةِ (حَلا) وأُسرتي الأحلَى.