اضرابُ المعلّمين

بقلم: الخبير التربوي د. جواد الشيخ خليل
المُتَتبِّعُ للميدانِ التربوي في بعض مدارسِ قطاعِنا الحبيبِ؛ يَجدُ حركةً غيرَ طبيعيةٍ من بعض المعلّمينَ؛ الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذُ فترةٍ، بسببِ الوضعِ القائم، ولأسبابٍ غيرِ مهنيةٍ، لا علاقةَ للمعلّم بها _لا من قريبٍ أو بعيد_.
هذه الحركةُ غيرُ الطبيعيةِ تمثّلتْ بإعلانِهم التوقُفَ عن دخول الفصولِ، وعدمِ تدريسِ الطلبة، ولكنْ لم تستمرّ هذه الحركةُ طويلاً، فعاد المعلّمون ودخلوا الفصولَ، لأنّ امتناعَهم كان بدافعِ أنْ يُسمعَ صوتُهم، و أنْ يلتفتَ إليهم أصحابُ القرارِ، وهذا قد يكونُ مقبولاً ؛إذا توفّرتْ حُسنُ النوايا.
نذكرُ أنّ هؤلاء المعلمينَ هم مَن حملوا الأمانةَ؛ بعد أنْ تخلَّى عنها البعضُ لسببٍ أو لآخَرَ، هؤلاءِ هم أصحابُ الرسالةِ، هؤلاء مَن رفعوا الرايةَ عاليةً، وأخذوا على عاتقِهم تَكمِلةَ المسيرةِ؛ بعدَ أنْ توقّفَ الكثيُر والكثيرُ لأسبابٍ مقبولةٍ أو غيرِ مقبولة، لذا نرى أنه يجبُ الالتفاتُ لهذه الفئةِ، وخاصةً أنّ غالبيتَهم من الشبابِ الذي يشُقُّ طريقَه نحوَ المستقبلِ، يجبُ الالتفاتُ إليهم، والعملُ على حلِّ مشاكلِهم، حتى ولو كان الحلُّ بشكلٍ جزئي.
يجبُ أنْ نُعينَهم على أنْ يُكملوا المشوارَ، وأنْ نُعينَهم على ألاّ يتخلَّوا عن المباديءِ التي حَملوها منذُ بدايةِ المشوارِ، ويجبُ أيضاً أنْ نَحميهم من أنفسِهم، وأنْ نقفَ بجانبِهم، وأنْ نُشعِرَهم بأننا جميعاً في مركبٍ واحدٍ، و أننا نستشعرُ معاناتَهم، وأننا جادّونَ وماضونَ قُدماً لحلِّ جميعِ مشاكلِهم، حتى يستطيعوا تَكملةَ المشوارِ، وبناءَ الجيلِ الذي نتمنّى.
يجبُ ألاّ يُتركَ المعلّمُ وحيداً في الميدانِ، نرجو من كلِّ أصحابِ الضمائرِ الحيةِ التحرُّكَ سواءً على الصعيدِ الداخليّ أو الخارجيّ؛ لحلِّ مشاكلِ المعلمينَ، حتى يتفرّغوا لتعليمِ أبنائنا.