شبابُ غزةَ بينَ متفائلٍ ومتشائمٍ بعامِ “2017”

السعادة : علي دولة
يبقى الشبابُ في قطاعِ غزةَ؛ همُ الفئةُ الأكثرُ تأثُراً بالأحداثِ، والمواقفِ، والأزماتِ، والظروفِ التى تعصفُ بنا من حينٍ إلى آخَرَ ، لكنهم أيضاً يرَونَ الحياةَ بالعادةِ بِمنظارٍ أجملَ، يحملُ في طياتِه الكثيرَ من الأملِ بِغَدٍ أفضلَ، على الرغمِ من كلِّ المعيقاتِ . الشبابُ وعامُ( 2017) حياةٌ وأملٌ كبيرانِ تَحفُهما مُعطياتٌ شبابيةٌ، ونظراتٌ تفاؤليةٌ بَحتةٌ، رغمَ قسوةِ ظروفِهم ،آمِلينَ أنْ يتِمَّ تحقيقُ مالَم يَتِمّْ تحقيقُه في عام “2016” والأعوامِ التي سبقتْهُ، وأنْ يكونَ الخيرُ في العامِ الجديدِ ، بينما يستقبلُه بعضُهم بنظرةٍ تشاؤميةٍ غيرِ مُستبشِرةٍ؛ نظراً لِما حملَه عامُ( 2016) والسنواتُ المنصرِمةُ من أزماتٍ عاصفةٍ ومُربِكةٍ لجموعِ الشبابِ .
“السعادة” إستطلعتْ آراءَ الشبابِ حولَ عامِ “2017” الشبابُ : بماذا يحلَمونَ؟ وما هى تَطلُّعاتُهم و رؤيتُهم المستقبليةُ للعامِ الجديدِ؟ ومن أيِّ عينٍ ينظرونَ له؟ وكيف سيقومونَ باستقبالِه.
ترى فاطمة عماد دياب “23”عاماً، خريجةُ صحافةٍ وإعلامٍ من الجامعةِ الإسلاميةِ ، أنّ هذا العامَ سيكونُ بدايةً لمشاريعَ جديدةٍ على صعيدِها الشخصيّ والعمليّ، على الرغمِ من العقباتِ التي تُرافقُ كلَّ خطوةٍ، مُشيرةً إلى أنّ بالعملِ والأملِ؛ يمكنُ التغلّبُ على كلِّ صعابٍ.
وتضيفُ : هناك الكثيرُ من الأهدافِ التي وضعتُها، وأتمنّى تحقيقَها في العامِ الجديدِ، والتي تتلخصُ في الحصولِ على وظيفةٍ في مجالِ الأخبارِ والمراسَلةِ والتقديمِ التلفزيوني , وأنا لا أفقدُ الأملَ في تحقيقِ ذلك؛ لأنّ مَن يعملْ ويعلّقْ آمالَه على اللهِ؛ لا يخيبُ أبداً .
متفائلةٌ ولكنْ
وتُتابعُ دياب : الظروفُ التي يعيشُها قطاعُ غزةَ صعبةٌ للغايةِ، وأتوقّعُ أنْ تتعقّدَ الأمورُ في ظِل الحصارِ، وحالةِ الانقسامِ التي ما زالت قائمةً، رغمَ كلِّ شيءٍ، ولكنْ يجبُ الإيمانُ بأنّ الحياةَ ليست سهلةً! وهي بحاجةٍ للكفاحِ والنضالِ للوصولِ، ويجبُ أنْ لا نفقدَ الأملَ بذلك .
وتُواصلُ حديثَها لــ” السعادة ” : أشعرُ بأملٍ جميلٍ في عامَ( 2017 )على الرغمِ من جيوشِ الخرّجينَ العاطلينَ، و المقدّماتُ تقودُ لنتائجَ واضحةٍ للجميعِ؛ تلعبُ فيها طبيعةُ الظروفِ التي يعيشُها الخريجونَ دوراً مُهِماً ، ولكنْ يجبُ علينا الاجتهادُ والتوكّلُ على اللهِ، وتطويرُ مهاراتِنا لتحسينِ فُرصِ المنافسةِ؛ لأنه هناك فُرصٌ حتى ولو كانت قليلةً، وتخضعُ لحساباتٍ مختلفةٍ للحصولِ عليها، ومع ذلك الأجدرُ بالبقاءِ هو المتميِّزُ .
بينما يقولُ الشابُّ خالد أبو زيد “23”عاماً، خرّيجُ علاقاتٍ عامةٍ من الكليةِ الجامعيةِ للعلومِ التطبيقيةِ:” رغمَ مرورِ ثلاثِ سنواتٍ على تخرُّجي ،وعدمِ حصولي على وظيفةٍ حتى الآنَ؛ إلاّ أنني لم أفقدْ الأملَ في إيجادِ الوظيفةِ التي أحلمُ بها، وهى مصوّرُ أفلامٍ وثائقيةٍ لأحدِ الفضائياتِ ،وأنا أعملُ على تحقيقِ ذلك.
ويضيفُ :ظروفُ الحصارِ والحروبِ التي تعرّضتْ لها غزةُ، وحالةُ الانقسامِ؛ كانت كفيلةً بتعقيدِ الأمورِ، ولكني لم أفقدْ الأملَ، ومتفائلٌ بأنْ يحملَ عامُ “2017” لنا الخيرَ، ويكونَ مقدّمةً لتحقيقِ أهدافِنا التي وضعناها طولَ السنواتِ السابقةِ، وأنْ يكونَ في هذا العامِ حلٌّ لأمورِنا المعقّدةِ.
ويستطردُ قائلاً: رغمَ عدمِ حصولي على وظيفةٍ؛ إلاّ أنني لم أضيّعْ وفتي سُدَى، بل أقومُ بإستشمارِ هذا الوقتِ بالتدريبِ والتطوّعِ في المؤسساتِ الإعلاميةِ؛ والتي عادتْ لي بالفائدةِ الكبيرةِ في مجالِ الإعلامِ .
مُعطياتٌ صعبةٌ
في حين يرى حسام عبد الرحمن”24″عاماً، خريجُ محاسبةٍ من جامعةِ الأزهر :أنه غيرُ متفائلٍ بقدومِ عامِ “2017 “وأنه لا يختلفُ عن الأعوامِ التي سبقتْهُ ،وأنه لا يريدُ أنْ يضعَ أهدافاً مستقبليةً لحياتِه ،لأنه واثقٌ أنَّ الظروفَ التي عصفتْ وستعصفُ في غزةَ؛ لا تَضمنُ لتحقيقِ الأهدافِ على حدِّ تعبيرِه.
ويتابعُ : تخرّجتُ من الجامعةِ قبلَ ثلاثِ سنواتٍ، وحتى الآنَ لم أحصلْ على وظيفةٍ، ولن أحصلَ! لأنّه في كلِّ عامٍ نقولُ؛ أنّ العامَ الجديدَ سيكونُ أفضلَ، ثُم تحِلُّ علينا حربٌ أو حصارٌ ،وكلُّ توقعاتِنا تَخيبُ… لذلك أنا لا أريدُ أنْ أوهِمَ نفسي بالأملِ؛ لأني غيرُ متفائلٍ بعامِ (2017) وأعتقدُ أنه لن يكونَ أفضلَ من عامِ( 2016).
ويوافِقُه محمد الأخرس 22عاماً ،الذي كان يأملُ بأنْ يحملَ عامُ( 2016) له الخيرَ،فهو كان يأملُ بأنْ يعملَ محاسباً في مصنعِ خالِه بعدَ تخرّجِه، فتمَّ تدميرُ المصنعِ بالكاملِ أثناء الحرب الأخيرة، وفقدَ فرصةَ العملِ التي كانت تنتظرُه .
ويُردفُ قائلاً :نحن في غزةَ يجبُ أنْ لا نحلمَ!! لأنّ الحلمَ أصبحَ حراماً شرعاً! لأننا كلما حلمنا بشيءٍ تأتي عقباتٌ ، ويندثرُ هذا الحُلمَ ، ويكونُ مجردَ أوهامٍ… مُشيراً إلى أنه سيَبحثُ عن أيِّ عملٍ يختلفُ عن تخصُّصِه الجامعي؛ لأنّ الحصولَ على وظيفةٍ أصبح شيئاً من المستحيلِ في غزةَ… على حدِّ وصْفِه.
أمّا ولاء مصطفى 26 عاماً :غيرُ متفائلةٍ بقدومِ العامِ الجديدِ، مُعتبرةً إياهُ لا يحملُ الخيرَ، وأنه لن يكونَ أفضلَ من الأعوامِ التي سبقتهُ! ففي كلِّ عامٍ تأملُ بأنْ يتغيّرَ الحالُ، وتتحسنَ مناحي الحياةِ، ولكتها تزدادُ سوءاً، ويشتدُّ الحصارُ، ويتكرّرُ العدوانُ والدمارُ بصورةٍ أبشعَ من سابقتِها .
تقولُ “للسعادة “في عامِ (2012) كُنا نأملُ بأنْ يتغيّرَ الحالُ في قطاعِ غزة ، و لكنها عادت إلى الوراءِ بِشَنِّ حربِ الأيامِ الثمانيةِ، وبعدَها علّقنا الأملَ على عام”2013” فاشتدَّ الحصارُ في مُنتصفِه، وتمَّ هدمُ الأنفاقِ الحدوديةِ مع جمهوريةِ مصر العربيةِ ، وفي عامِ (2014) كان الأملُ موجوداً؛ بأنْ يكونَ أفضلَ من الأعوامِ التي سبقتهُ، ولكنّ العكسَ كان صحيحاً، فمعركةُ العصفِ المأكولِ؛ عصفتْ بنا إلى الوراءِ ، لذلك لا نريدُ أنْ نحلمَ بعامِ “2017” لكي لا يحِلَّ علينا كما حلَّ بالأعوامِ السابقةِ .
نحن الأمل
بينما يقولُ محمد الدحدوح 34 عاماً :”أنا متفائلٌ بقدومِ عامِ (2017) وأرى أنه سيحملُ لنا الخيرَ ،رغمَ كلِّ الظروفِ التي عصفتْ على قطاعِ غزةَ في الأعوامِ السابقةِ ، فنحن نعملُ ونعلّقُ آمالَنا على اللهِ؛ لأنّ مَن يأملْ باللهِ؛ لا يَخيبُ أبداً، مشيراً إلى أنّ الشبابَ ولا سيما الخريجونَ هم عمادُ هذه البلادِ، وعلى أكتافِهم تُبنى، فالتغييرُ القادمُ سيُحدِثُه هؤلاء الشبابُ بعزيمتِهم وإرادتِهم التي تحدّتْ الجلاّدَ ، وخاضت غمارَ الصعابِ ، الأمرُ الذي يُنبئُ بواقعٍ عمليٍّ جديدٍ على كافةِ المَناحي العمليةِ والمِهنيةِ.
ويتابعُ: أتوقعُ أنْ يكونَ عامُ( 2017 ) فاتحةَ خيرٍ على الخرّيجينَ العاطلينَ عن العملِ، وأنْ تعلنَ حكومةُ الوفاقِ عن وظائفَ للخرّيجينَ، وحلِّ هذه المشكلةِ التي تفاقمتْ بشكلٍ كبيرٍ خلالَ السنواتِ السابقةِ، مشيراً إلى أنه في بدايةِ حياتهِ واجَهَ عقباتٍ؛ عندما حصلَ على وظيفةٍ، ولكنه لم يفقدْ الأملَ… وبالنهايةِ لن يَضيعَ جهدَه هباءً منثوراً.
ويستطردُ قائلاً: هناك أهدافٌ كنتُ أسعى جاهداً لتحقيقِها، و أبذلُ مزيداً من الجهدِ في تحدّي الصعابِ، ومواجهةِ العقباتِ ، وعن طموحي هو إنشاءُ مؤسسةٍ إعلاميةٍ تهدفُ لتقديمِ الخدماتِ الإعلاميةِ لكافةِ شرائحِ المجتمعِ، ولا سيما فئةُ الصُحفيينَ الخريجينَ، وقد واجهتُ العديدَ من العقباتِ التي فرضتْها الظروفُ السيئةُ؛ نتيجةَ الحصارِ الذي يهدفُ إلى تضييقِ الخناقِ على آمالِنا وطموحِنا، لكني مازلتُ متفائلاً مع قدومِ العامِ الجديدِ؛ بأنْ أجمعَ قواعدَ طموحي لأنطلقَ نحوَ الأُفقِ.
ويأملُ الدحدوح بأنْ يشهدَ عامُ( 2017) صفقةَ ” تبادلِ أسرى” جديدةً، وأنْ تتكرّرَ صفقةُ وفاءِ الأحرارِ مرّةً أخرى، فيقولُ أنّ المعلوماتِ التي تُخفيها المقاومةُ الفلسطينيةُ عن أعدادِ الأسرى الإسرائيليينَ التي بحوزتِهم؛ تبشّرُ بأنه ستكونُ خلالَ هذا العامِ صفقةُ تبادلٍ جديدةٌ، وتَعمُّ الفرحةُ في أرجاءِ الوطنِ.