غير مصنف

اعرف ما تريد

بقلم: “نديم أبوخلف” مدربٌ ومستشارٌ في مجالِ التنميةِ البشريةِ ..

نعيشُ اليومَ في زمنِ السرعةِ والتقدّمِ الكبيرِ في شتَّى المجالاتِ العلميةِ والتكنولوجيةِ والنفسيةِ، وإذا لم تُواكبْ هذه التطوراتِ سيفوتُكَ الكثيرُ ، ولأني أعلمُ أنكَ شخصٌ مُهتمٌ بنفسِكَ، ومُهتمٌ بالتغييرِ والتطويرِ، ولأنكَ من بين (6%) من الناس فقط؛ الذين يأخذون خطواتٍ عمليةً لتطوير أنفسِهم – كونَك تقرأ هذا المقالَ، وهذه المجلةَ، فإنّ هذه النسبةَ تنطبقُ عليك – أقدّمُ لك هذه السطور من صميمِ التنميةِ البشريةِ، وفيها خلاصةُ مُركّزة، وبطريقةٍ سهلة وسلسةٍ؛ لتساعدَ أنْ تحيا حياة أفضلَ في أيّ مجالٍ أنت فيه .

لا يهمُ شكلُ الحياة التي تعيشُها الآنَ، أو المستوى الذي أنتَ فيه ، المهمُ أنْ تقومَ بعملية تغييرٍ للأفضلِ والأحسنِ، وهذا الأمرُ يبدأ الآنَ مع قراءتك لهذه المقالاتِ، التي تساعدك لترى وتسمعَ وتشعرَ بنفسِك والعالمِ من حولكَ بطريقةٍ أفضلَ، وصورةٍ أكثرَ وضوحاً .
سنتطرّقُ في هذه السطور إلى عدّةِ مواضيعَ مهمةٍ لحياتك ، نتكلم عنك أنتَ عن شخصيتِك، عن ذاتك ،عن خطةِ حياتكَ، عن طموحِك ،عن تحسينِ ثقتك بنفسك وبقدراتك، عن تواصلِك مع نفسك ومع الآخَرين ، عن أسرتكَ، وعن أبنائك، وكيف تفهمُهم؟ وكيف تتعامل معهم؟ ، كيف تفهم مَن حولك؟ وتزيد من نسبة تأثيرك ، وتتركُ لك بصمةً مميزة ، باختصار نتحدثُ بخطواتٍ كي تصلَ إلى حياةٍ أفضل، ونتناول كلّ موضوعٍ بطرح الأفكار والأساليبِ والطرُقِ التي يمكنُك استخدامها في المواقفِ المختلفةِ من حياتك .

وأودّ أنْ ألفتَ انتباهك لأمرٍ مهمٌ، قبل البدءِ في انطلاقنا نحوَ رحلةِ المتعةِ والإنجازِ، ومتعتنا برفقتكَ هي أكبرُ إنجازٍ لنا .  إنّ المعرفة مجرد ادّعاءٍ حتى تقوم بتجسيدها، وفعلِ شيء ما بها ، ما أقصدُه هو أنّ هذه المادة فيها تمارينٌ معدّة للتطبيقِ في واقع الحياةِ اليومية، سترى وتسمعُ وتشعرُ بنتيجةٍ أفضلَ؛ إذا طبّقتها وحوّلتها إلى شيء عمليّ على أرض الواقع، واعلم تماماً أنك مستعدٌ لهذا الأمر، ومتشوّقٌ لتجعلَ حياتك أفضلَ، فأنا أثقُ بك تماماً.

سآخذُك الآن في رحلة شعوريةٍ، ثم عقليةٍ ثم عمليةٍ وسريعةٍ، تساعدك في استقبال هذا العام بطريقةٍ فيها إنجازٌ، وفيها استفادة من تجاربِ العام الماضي، لتكونَ أكثرَ قوة واستعداداً لتلَقّي فرص النجاحِ القادمة.

للأسفِ إنّ كثيراً من الناس يسيرون في حياتهم دون خطة أو رؤية، وبلا أهداف واضحة ومحددة، وبدون مشاريعَ أو خطواتٍ مدروسة، وهذا أكثر ما يقودُ الإنسانَ للفشل والتعاسةِ وقلّة الإنجاز ، ألم تقرأ قول الله تعالى ”  أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ   ”   الملك:22 .أشارت دراساتٌ كثيرة عن أهمية التخطيط، ووضع الأهداف ودورِه الكبير في النجاح في الحياة، ومن خلال الدراسات وجدوا فقط( 3%) من الناس يضعُ أهدافاً وخططاً، والباقي لا علاقة لهم بالأمر، يمضون هكذا دون هدفٍ واضح أو محدّد.

في دراسة أعدّتها جامعة “هارفارد” الأمريكية، عام (1970) سألوا فيها مائة طالب عن خُططهم في المستقبل, وما إذا كانت لديهم خطط واضحة؟! (3%) فقط أجابوا بالتفصيلِ عن خُططهم المستقبلية, والبقية لم يعرِفوا ما الذي يريدون تحقيقَه بعد.
في الحقيقة إذا كنتَ لا تعرف ما تريد؛ فلن تصلَ إلى ما تريد، لأنك لا تعرف أصلاً، وكما يقال: الإنسان بلا هدف، كالمركبِ بلا دفّة، سينتهي به الأمرُ إلى الاصطدام بالصخور.

أولى خطواتِ النجاح؛ هي أنْ تعرفَ  ما تريد ! فهل تعرفُ ما الذي تريدُه من هذه الحياة؟ لو أنّ حياتك توَقفتْ هنا..هل أنت راضٍ عن نفسك؟ هل أنت مقتنعٌ بإنجازاتك؟ هل أنت سعيدٌ في حياتك؟ ما هو الأثرُ الذي سوف تتركُه وراءك، ويكون فخراً للآخَرين؟ ما هي أهم إنجازات العام الماضي ؟ ما الذي تفخرُ أنك أنجزته وسعيدٌ بتحقيقه ؟ ما الذي تحزنُ أنك لم تحققه؟ ؟ ماذا لو أنك أنجزتَ كلّ ما تمنيتَه ؟كيف سيكون شكلُ حياتك ؟  كيف تريدُ أن تبدأ هذا العام ؟؟؟

 

اكتب إجاباتك على هذه الأسئلة، على ورقة خاصة، واكتب ما تريدُ وتحبُّ أنْ تنجزه للسنة القادمة ؛ لتبدأ خطواتٍ نحوَ حياة أفضلَ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى