امتلك حلمك وحافظ عليه

بقلم: الكاتب نديم خلف
أهلاً بكَ من جديدٍ في المَقالةِ الثانيةِ.. سوفَ آخذُك في جولةٍ روحانيةٍ نفسيةٍ وخياليةٍ, وخُطوةً خطوةً تنتهي بكَ في وضعِ رسالتِك ورؤيتِك في الحياةِ, بإذنِ اللهِ…
كلُّ ما أوَدُّ أنْ أتمناه لكَ؛ هو أنك فِعلاً مستعدٌ لذلك, بعدما تضعُ خُطتكَ ورؤيتكَ لحياتِك, وتتبعُ بعضَ الإرشاداتِ التي سأذكرُها لك, سوف تُفاجأ من التغيُّراتِ التي ستَطرأ على حياتِك, سوفَ ترى أبوابَ التوفيقِ تُفتحُ لك, ستشعرُ أنّ لحياتِك معنى, وسوفَ تحبُّ الحياةَ, ولن تهابَ المماتَ, سوف يتساوَى عندَكََ الأمرانِ بعَونِ اللهِ ، وتذكّرْ : “إنّ اللهَ لا يُضيعُ أجرَ من أحسنَ عملا”
اقرأ المقالةَ كاملةً، ثم حدّدْ الوقتَ الذي تريدُ أنْ تجلسَ فيه مع نفسِك، لتبدأَ الرحلةَ نحوَ الإنجازِ المطلوبِ ، هيّا بنا:
الخطوة الأولى، نحن بحاجةٍ إلى أنْ نحدِّدَ أين نحن في جوانبِ حياتِنا المختلفةِ ؟ أين تكمُنُ نقاطُ ضَعفي؟ وأين أجدُ نقاطَ قوّتي؟ هذه الخطوةُ ستساعدُك على إدراكِ جوانبِ حياتِك المختلفةِ، وتساعدُك على التوازنِ في أركانِ حياتِك، وتصلُ بك إلى حياةٍ متوازنةٍ فعّالةٍ .
تمرينُ عجلةِ الحياة:
قُمْ الآنَ برسمِ دائرةٍ على الورقةِ، وقسّمْ هذه الدائرةَ إلى أقسامٍ متساويةٍ، حسبَ أركانِ حياتِك التي تعيشُها ، وأنتَ تعلمُ أنّ هناك جوانبُ مُهمةٌ في حياتِنا؛ مِثلَ الجانبِ الروحاني، والجانبِ العلمي، والمادي، والأسري، والاجتماعي، والوظيفي، والصحي، والشخصي، أو أيِّ مجالاتٍ أخرى تجدُها مُهمةً لكَ، وتلعبُ فيها دوراً .
الآنَ حدّدْ درجةً لكَ في كلِّ جانبٍ من هذه الجوانبِ من (صفرإلى 10 )،حسبَ ما لكَ من إنجازاتٍ فيها، الصفرُ يبدأ من مركزِ الدائرةِ، والعَشرةُ تنتهي بمحيطِ الدائرةِ، ثم صِلْ بينَ النقاطِ النهائيةِ؛ ليَظهرَ لك شكلَ عجلةِ حياتِكَ، هل هي عجلةٌ أمْ شكلٌ غيرُ منتظَمٍ؟ أمْ مثلثٌ أم… ؟؟ أيّاً كانت فأنتَ الآنَ عرفتَ كيف شكلُ حياتِك التي تعيشُها؟ وأصبحتَ واعياً فيها أكثرَ ، إذا وصلتَ إلى هذه النقطةِ؛ فإني أُهنِئُك على انتهائكَ من تشخيصِ مستواكَ في جوانبِ الحياةِ المختلفةِ.
الخطوةُ الثانية :
في الحقيقةِ الخطوةُ الأولى مُهمة، ولكنّ الأكثرَ أهميةً؛ هو ما تريدُ أنْ تُنجِزَه ، وما تريدُ أنْ تكونَ عليه في المستقبلِ ، لا يهمُّ ما الذي أنجزتَه حتى الآنَ.. المُهم هو القادمُ .
هل حقيقةً أنكَ تعرفُ ماذا تريد ؟ وهل تملكُ طموحاً عظيماً وحُلماً كبيراً ؟ أَم أنّ حُلمَك متواضعٌ ؟ بل لعلّه غيرُ موجودٍ أصلاً ؟
أنا آسِفٌ ؛ يبدو أنّ الطموحَ في بلادِنا العربيةِ والإسلاميةِ؛ قد ضاعَ، أو تبخّرَ، أو على أقلِّ تعبيرٍ وألطفِه.. قد تَقًزًمَ . من يَحلمْ أنه سيُقدّمُ إنجازاً أو ابتكاراً؛ سيُغيّرُ العالمَ، أو يُحدثُ نهضةً عالميةً لا مَحليةً فقط ؟؟ مَن لديهِ حلمٌ أو طموحٌ أنْ يفيدَ البشريةَ، وينتجَ مُنتَجاً يصبحُ عالمياً ؟؟؟ تذكّر أنكَ وأنتَ تقرأُ هذه الكلماتِ الآنَ؛ تستخدمُ منتََجاتٍ عالميةً لا علاقةَ لأيِّ عربيٍّ فيها ، للأسفِ نحن أمّة مُستَهلِكةٌ اليومَ، ولَسنا مُنتِجينَ.. ضاقت أحلامُنا فضاعتْ إنجازاتُنا ، لا أبحاثَ ولا اختراعاتٍ ولا اكتشافاتٍ ولا براءاتِ اختراعٍ، ولا حتى علماءَ على مستوى عالمي ، لقد تََعلّمنا أنْ نبصمَ ونحفظَ المُقرّراتِ الدراسيةَ، ونأخذَ شهاداتٍ ( كرتونة ) نعلّقُها على الحائطِ، ونسمّيها “شهادةً علميةً” دونَ أنْ نقدّمَ أيَّ جديدٍ لواقعِنا أو عالمِنا ، هذه المناهجُ التي لا يوجدُ فيها سطرٌ واحدٌ؛ يُخبرُ كيف تُحقّقُ هدفاً؟ أو كيف تضعُه أصلاً ؟!
هناك مَن امتلكَ حُلماً، وحافظَ عليه؛ فوصلَ وحقّقَ إنجازاً، والكثيرُ مِنا تنازلَ عن أحلامِه وطموحِه!!
لا تهتمْ ، أنتَ مختلفٌ ، أنتَ الآنَ جاهزٌ للانطلاقِ، وتحديدِ الأهدافِ، وتحقيقِ الأحلامِ، وسأُهديكَ مجموعةً من الطرُقِ التي تساعدُك في الوصولِ لِما تحبُّ وترغبُ، وتستخرجُ من أعماقِك كنوزَك الدفينةَ، وإمكاناتِك الثمينةَ.
أمسكْ الآنَ قلمَك! وحضّرْ ورقتَك! واقرأْ هذه الطرُق! ثُم ابدأ الإجابةَ!
سوف تكتبُ الآنَ جوانبَ حياتِك المختلفةِ.. كلُّ جانبٍ على ورقةٍ منفصلةٍ، وتكتبُ أقصى ما تتمناهُ في كلِّ جانبٍ من الجوانبِ ، تَجاهلْ كلَّ الحدودِ والإمكاناتِ الآنَ! واسألْ نفسَك ما هي الأشياءُ التي أرغبُ أنْ أحقّقَها في حياتي؟ أطلقْ العِنانَ لنفسِك! و تخيّلْ أنّ عمرَك الآنَ ثمانونَ عاماً، وأنتَ بكاملِ صحتِك وقوّتِك! و تُجرى معك مقابلةٌ صُحفيةٌ على فضائيةٍ مشهورةٍ وكبيرةٍ، عن إنجازاتِك في الحياةِ، ماذا تحبُّ أنْ تقولَ؟ اذكُرْ هذه الإنجازاتِ!
أو تخيّلْ أنكَ ستكتبُ سيرتَك الذاتيةَ! ماذا تحبُّ أنْ يكونَ فيها؟ ما هي الإنجازاتُ العظيمةُ التي تريدُ أنْ تكتبَها ؟ ما هي أكبرُ الأشياءِ التي سينقلُها الناسُ عنك ؟ اكتبْ بالتفصيلِ وبالتحديدِ! ، اكتبْ الكثيرَ والكثيرَ من الأشياءِ .
سأختمُ مقالتي بهذا السؤالِ المُهم لك: لو أنكَ لن تفشلَ أبداً! لو أنّ الفشلَ انتهى من الأرضِ، وأنّ كلَّ شيءٍ ستفعلُه سيُكلَّلُ بالنجاحِ المُبهِر! ما الذي ستفعلُه؟ وما الذي ستقومُ به ؟
اكتبْ كلَّ ما يخطرُ على بالِك بلا تردُّدٍ ،
والمَقالةُ القادمةُ أعِدُك أنكَ ستَخرجُ من هذا الحُلمِ بخُطةٍ حقيقيةٍ واقعيةٍ مُلهِمةٍ لحياتِك، وتبدأ العملَ للإنجازِ والتحقيقِ بعَونِ اللهِ .