نصائح لطفلك لتخطي صعوبات الصوم

إعداد- إسراء أبو زايدة
مع قدوم شهر رمضان قد تواجهين عزيزتي حواء مشاكل لتدريب طفلك وتعويده على الصيام، فقد يغيب عنك نصائح لطفلك الصائم والتي تجعله قادر على الصوم ومحب له ، وخاصة إن كانت السنة الأولى التي يصوم بها.
فمن الواجب على كل أب وأم أن يبصّرا أبناءهما بأمور دينهم ، وإرشادهم لما فيه خيرهم ، ويكون ذلك بتعويدهم على الصيام قبل بلوغهم السن التي توجب عليهم أداءها حتى يشبوا على حب العبادات .
ويقـاس الصيـام علـى الصلاة ، فـي قولـه صلى الله علـيه وسلم
((مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين ، وإذا بلغ عشر سنين فاضربوه)) ، إذا كان الطفل قادراً صحياً على الصيام لأنه لا يكون واجباً وفرضاً إلا عند البلوغ .
وتكون بداية تعويد الطفل على الصوم من سبع أو ثماني سنوات وبالتدرج في بعض أيام رمضان وليس كلها ، وهذا التشجيع على الصوم الكامل للطفل متى وصل إلى مرحله البلوغ ، فإذا لم يمر الطفل بهذه المرحلة يصبح الصيام صعباً .
التعليم بالقدوة :
ينبغي على الوالدين أن يكونا قدوة لأبنائهم في الالتزام بالصيام ، وتشجيعهم عليه لفترات تتدرج حسب استعدادهم ومرحلة نموهم ، حتى يصلوا إلى مرحلة الصيام الكامل عند بلوغهم سن التكليف ، كما أن عليهم تعريف الأبناء بأن هناك أعذاراً تبيح الإفطار في هذا الشهر الفضيل ، حتى لا يتأثروا إذا شاهدوا بعض المفطرين ، ومن المهم أيضاً أن يكون للمدرسة دور في ترغيب التلاميذ على الصوم ، وأن يكون المعلمون قدوة في ذلك.
وإذا ما أردنا تعويد أبنائنا على الصوم علينا التأكد من طبيعة المرحلة العمرية التي يمرون بها وقدرتهم الصحية ، وتشجيع الطفل وعدم تأنيبه إذا نسي أو اضطر أو أظهر عدم قدرة على الصوم ، بل تشجعه ببعض الحوافز ونبتعد عن الترهيب ، وكثيرا ما يقبل الأطفال على الصوم لما يرونه من تقدير واحترام ممن حولهم ، فهم يندفعون إلى الصوم من واقع حب تقليد الكبار ، ويطلبون من أمهاتهم إيقاظهم لوجبة السحور ، فلابد أن نشجعهم على ذلك ونوقظهم، وقد ذكر العلماء مقياساً لقدرة الطفل على الصوم وهو أنة يمكنه صوم ثلاثة أيام متتالية .
فإذا استطاع ذلك لزم على والديه أن يشجعاه على الاستمرار طوال الشهر، مع التحفيز على هذا الأمر بهدية أو مكافأة ، ونبدأ في السابعة وتزيد تدريجياً حتى يتعود على صيام يوم بأكمله، ويمكن أن نجعلهم يصومون أيام الامتحانات، وكذلك نجعلهم يفطرون إذا شعروا بالتعب حتى لا يعتادوا على الكذب .
الغذاء المتوازن :
حتى لا يعاني الطفل الإحساس بالعطش أو الجفاف أو سوء الهضم أثناء الصيام علينا الاهتمام بطبيعة طعامه أثناء رمضان ، وفي العادة تراوح أعمار الأطفال عند بداية الصوم بين الثامنة والعاشرة ويحدد ذلك الاستعداد النفسي والبدني لكل طفل ، لكن يفضل أن تبدأ الأم تعويد طفلها على الصيام.
والغذاء المتوازن ضروري في هذه الحالة ، فعندما يفطر الطفل عليه أن يتجنب شرب المياه مباشرة قبل الأكل ، بل الإفطار على محلول سكري (عصير ) أو شوربة مع الاهتمام بالسوائل والبروتين لتعويض ما قد فقد منهما ، ويجب أن يكون الطعام سهل الهضم في الإفطار ، وفي السحور نركز على الخضار الطازجة مثل الخيار لحفاظه على الماء داخل أجسامنا ، والخس الذي يتكون من نسيج إسفنجي يحافظ على الماء أيضاً.
ويجب الابتعاد عن اللحوم في السحور كونها تؤدي إلى الإمساك والصداع ويمكن استبدالها بـ لبن الزبادي مع الخيار أو الجبن الأبيض القليل الملح ، والابتعاد عن الأملاح والسكريات أثناء السحور لأنها تسبب العطش مع الابتعاد عن المياه الغازية والشاي لأنهما يدران البول وينبهان الجهاز العصبي مما يؤدي إلى اصابة الطفل بالأرق وصعوبة النوم وبالتالي الشعور بالإرهاق طول فترة الصيام .