استشارات أسرية وشرعيةمجتمع وناسمركز الاستشارات

لا أتحمَّلُ أطفالي في “رمضان” !!

يجيب عن الاستشارة الخبير التربوي د. جواد الشيخ خليل

أنا أمٌّ لثلاثةِ أطفالٍ صغار؛ أكبرُهم (7) أعوامٍ ، مشكلتي هي أنّ الصيامَ يؤثِّرُ على شخصيتي كثيراً، وأُصبح عصبيةً ومتسرِّعةً ومتوترةً ، بسببِ العطشِ والجوعِ الذي أشعرُ به، وخاصةً أنّ الجوَّ يكونُ حارّاً، والوقتُ طويلاً ، وأطفالي يكونونَ بحاجةٍ للاهتمامِ، ولا طاقةَ لي على تَحمُّلِهم في رمضانَ!! ، فكيف يُمكِنُني تحمُّلهم ؟

عزيزتي الأُم ، كلُّنا نَعلمُ أنّ رمضانَ شهرٌ يرهِقُ الجميعَ؛ بسببِ الصيامِ والجوعِ والعطشِ، وخاصةً في الجوِّ الحارِّ والوقتِ الطويلِ، ولكنّ المشكلةَ تكمُنُ في أنّ هناك الكثيرَ من الأمهاتِ لا تنظِّمُ وقتَها، ولا تعطي نفسَها قسطاً من الراحةِ، فتجدينَها متوترةً وعصبيةً طوالَ الوقتِ، حتى بعدَ الإفطارِ.

ولأنّ شهرَ رمضان  يكثُرُ فيه السهرُ، ويقِلُّ النومُ، سواءً كنتِ تتعبَّدينَ ليلاً، أو تتسامَرينَ مع العائلةِ والأصدقاءِ، أو تشاهدينَ التليفزيون، ففي النهايةِ الكُلُّ في حالةِ سهرٍ… فلا تَحصُلينَ على قسطِ النومِ الجيد، فوقتُ نومِنا _بالطبع_ يتأثرُ تأثُّراً شديداً في هذا الشهرِ، ولكي تستطيعي تحمُّلَ أطفالِك ومتطلباتِهم؛ عليكِ أنْ تنامي( 8 ) ساعاتٍ متواصلةٍ، فحاوِلي أنْ تقتنصي بعضَ الساعاتِ ، اقتنصي أيضاً وقتاً للقيلولةِ، فستُساعدُك كثيراً علي التخلصِ من التعبِ والضغطِ العصبيّ الذي تشعُرينَ بهم  .

نظِّمي وقتََك بحيثُ تكونُ مَهامِّك مناسبةً للوقتِ لديكِ، فلا تهرعي للمطبخِ لتُحضّري إفطاراً لثلاثينَ شخصاً الساعةَ السادسةَ مساءً!!، وتتوقّعي أنْ تكوني هادئةً وصبورةً مع أبنائك، واحرِصي على أنْ توزِّعي وقتَك على مَهامّك اليوميةِ، وقتُ الصيامِ ليس وقتاً لتنفيضِ المنزلِ أو إعادةِ ترتيبِ الدولابِ، اعرفي حدودَ طاقتِك، وتقبَّلي أنّ مستوياتِ الطاقةِ لديكِ انخفضتْ، وذلك ليس معناهُ أنْ تتوقَّفي عن عملِ أيِّ شيءٍ في المنزلِ، لكنْ معناهُ أنْ لا تُثقلي على نفسِك أعباءً، وتَقسي عليها، فكلما كنتِ مضغوطةً ؛كنتِ عصبيةً ومتوترةً.

إذا خصَّصتِ وقتاً يومياً لتقضِيه مع أبنائك، افعلي شيئاً يحبّونه… مِثلَ قراءةِ كتابٍ، أو تلوينٍ أو رسمٍ أو لعبِ لُعبةٍ معيَّنةٍ، سيكونون أهدأَ، ولن يحاولوا أنْ يستعيروا انتباهَك طوالَ اليومِ، وفي فترةِ الامتناعِ عن الأطعمةِ والشرابِ لا تنسَي أنْ تُطعمي صغارَك، يجبُ أنْ تكونَ مواعيدُ وجباتهِم ثابتةً ومنتظمةً إلى أقصَى حدٍّ مُمكِن، وفي الآخِرِ الأطفالُ الجائعون أطفالٌ متذمِّرون «زنّانون»، ومن ثَم ستُصبحينَ أنتِ أُمَّاً متذمِّرةً وعصبيةً،  أخيراً وليس آخِراً، لا تنسَي أنْ تَحصُلي على وقتٍ لنفسكِ.

فأنتِ تحتاجينَ لإعادةِ شحنِ طاقتِك مرّةً أخرى، ولا تشعري بالندمِ إذا ما قضيتِ وقتاً لنفسِك، فذلك الوقتُ سيَجعلُك أكثرَ هدوءاً بعيداً عن ضغوطِ الحياةِ اليوميةِ، في ذلك الوقتِ يُمكِنُكِ أنْ تقضيهِ كيفما يحلو لكِ، وتقومي بما يجعلُك تستَرخين.. سواءٌ كان بقراءةِ القرآنِ، أو أداءِ العباداتِ، أو مشاهدةِ التليفزيون، أو النومِ، أو أنْ تأخُذي حمّاماً تسترخينَ فيه… فقط تذكَّري استرخِي وخُذي نفَساً عميقاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى