دين ودنياصحة وصومصحتك بالدنيا

ودِّعي مشاكلَ القولون في” رمضانَ” .

إعداد: الدكتور ياسين السبعاوي، اختصاصي أمراضِ الباطنةِ.

في شهرِ “رمضانَ” يصابُ البعضُ بتقلُّصاتٍ شديدةٍ في القولون، مع انتفاخٍ في البطنِ، يصاحبُها تقلّصاتٌ وغازاتٌ؛ نتيجةً لبعضِ السلوكياتِ الخاطئةِ أثناءَ تناوُلِ وجبتَي السحورِ أو الإفطارِ.

ومن ناحيةٍ أخرى، يلاحظُ الكثيرُ من مرضَى القولونِ العصبيِّ تَحسُّنَ أعراضِ عُسرِ الهضمِ، خلالَ فترةِ الصيامِ، وخاصةً عندَ تقليلِ كميةِ ونوعيةِ الأطعمةِ الدسمةِ؛ كالمُعجّناتِ والحلوياتِ بأنواعِها، لذا يُعَدُّ شهرُ “رمضانَ” فرصةً جيدةً لأصحابِ القولونِ العصبي، للتخلُّصِ من الأعراضِ المزعجةِ؛ التي تزدادُ غالباً مع الأكلِ، أوِ الإفراطِ فيه .

ويؤكّدُ الأطباءُ أنّ القولونَ العصبيّ؛ تكمُنُ أعراضُه في انتفاخِ البطنِ والمغصِ، والصيامُ يوفّرُ عنصرَينِ مُهمَّينِ جداً لمرضَى القولونِ العصبي، وهما الهدوءُ النفسيّ، والعبادةُ المُصاحبانِ للصيامِ في الشهرِ الكريمِ، حيثُ يعدُّ القلقُ النفسي والانفعالاتُ من أهمِّ الأسبابِ التي تزيدُ من أعراضِ القولون، والآخَرُ أنّ طولَ فترةِ الصيامِ ما بينَ السحورِ والفطورِ؛ تعملُ على تنظيمِ الطعامِ من ناحيةٍ، والحفاظِ على القناةِ الهضميةِ وصيانتِها من ناحيةٍ أخرى، وهي أشياءٌ مُهمةٌ في علاجِ القولون.

ويُعدُّ الصيامُ قدرةً شفائيةً لبعضِ الأمراضِ، والتخفيفِ منها القولون العصبي، لأنّ شهرَ “رمضان” يعدُّ راحةً لأجهزةِ الجسمِ كلِّها؛ من الإجهادِ الزائدِ الذي تتعرضُ له طوالَ العامِ، فالقولونُ هو عبارةٌ عن جزءٍ من الأمعاءِ يبلغُ طولُه من “150 – 185” سم، ويقومُ باستقبالِ ما تبقّى من الأغذيةِ والعصاراتِ من الأمعاءِ الدقيقةِ، كما أنه يمتصُّ ما تبقّى من سوائلَ وماءٍ.

ويتفِقُ الأطباءُ على ضرورةِ إتباعِ مريضِ القولونِ لنظامٍ غذائيٍّ محدّدٍ خلالَ شهرِ “رمضان” الكريمِ، وهو كالتالي:
–     تجهيزُ القولون للعملِ في بدايةِ وجبةِ الإفطارِ، وذلك عن طريقِ البدءِ بتناولِ الماءِ مع التمرِ أو العصائرِ؛ التي تقومُ بتعويضِ نقصِ السكرِ في الدمِ، وترسلُ بدَورِها إشاراتِها العصبيةَ للقولونِ للاستعدادِ، ويكونُ ذلك خلالَ صلاةِ المغربِ، وهذه الدقائقُ القليلةُ لها فائدةٌ مُهمةٍ وأساسيةٍ في تنظيمِ عملِ القناةِ الهضميةِ بعدَ فترةِ الصيامِ .
–    عندَ تناولِ الوجبةِ الرئيسةِ؛ لابدّ أنْ يراعيَ فيها الاعتدالَ في كميةِ الطعامِ، والابتعادَ عن الأطعمةِ الدسمةِ والسكرياتِ، مع الإقلالِ من البهاراتِ والأغذيةِ الحارّة، والاهتمامِ بتناولِ الخضرواتِ الطازجةِ، وكمياتٍ من الماءِ والسوائلِ التي تقي من الإمساكِ.
–    وجبةُ السحور: يمكنُ تأخيرُ السحورِ قدْرَ المستطاعِ؛ للسماحِ للمَعدةِ بالهضمِ، وللقولونِ أنْ يُفرغَ محتوياتِه، وتكونُ مكوّناتُه لبناً، وبعضَ الفاكهةِ، مع الخبزِ الأسمرِ؛ الذي يحتوي على الأليافِ التي تساعدُ في الهضمِ، وتقي من الإمساكِ.
– تجنّبْ الملفوفَ والفولَ والعدسَ والفاصوليا؛ لتخمُّرِها في القولونِ، مع إحداثِ غازاتٍ.
– بعضُ المرضى قد يجدُ ارتياحاً في تجنُّبِ الحليبِ ومنتجاتِه، بالرغمِ من عدمِ نقصِ الإنزيمِ المسؤولِ عن هضمِ مادةِ “اللاكتوز”.
ـ تجنّبْ شُربض القهوةِ؛ حتى ولو كانت قهوةً قليلةَ “الكافيين”.
ـ الأشخاصُ الذين يشربونَ المزيدَ من المياهِ الغازيةِ، وخاصةً نوعَ “الدايت”، أو يُكثرونَ من مضغِ اللبانِ، بما يحتويهِ من مادةِ “السوربيتول”، يعانونَ من زيادةِ الأعراضِ، فيُفضّلُ الإقلاعُ عن هذه العاداتِ.
– الرياضةُ والمَشي، وعدمُ الركونِ إلى كثرةِ النومِ، مع الإكثارِ من شربِ السوائلِ، بالذاتِ في المرضى الذين يعانونَ من الإمساكِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى