أسرانارمضانك معنا غيرفلسطينيات

ذوو الأسرى في رمضان افطار بنكهة الحرمان

إعداد: محمد قاعود

تنطفئ شمعة أخرى من شمعات شهر رمضان على أحبة غيبوا قهرا خلف الزنازين , ويستقبل ذوي الأسرى رمضان بشوق لومضاته و اشتياق لأحبتهم, وغصة بالقلب يزداد عمقها مع سنوات الفقد وتشتيت شمل العائلة, العديد من القصص التي تخفي خلف ابتسامتها أنهار من الدموع والحزن على غياب الأب أو الأخ أو الابن وفلذة الكبد عن مائدة الطعام وحضن العائلة إلى قيود السلاسل واحضان الزنازين. “الثريا” تتحدث مع ذوي الأسرى و تفتح قلوبهم بما تعج به من اشتياق لمحبيهم.

بفرحة مبعثرة, وطرق متعثرة, ودموع متلألئة تستقبل زوجة الأسير فهمي أبو صلاح من بيت حانون الشهر الفضيل الذي أبى إلا أن يأتي مع دموع ذوي الاسرى الجارفة, تتحدث زوجة الأسير أبو صلاح “للثريا”:” يطل علينا رمضان الثامن ونحن نفتقد عمود البيت, نستقبله بالحزن والدموع  والحرمان على فراق الحبيب، الذي ننتظر قدومه بشغف لكنه قدر الله ، ورمضان و عباداته و ذكره و تسبيحه هو من يثلج قلوبنا و يزيدنا صبرا على صبرنا”.

وتتابع بدموع محبوسة :” هل علينا رمضان والفرحة لم تزرنا منذ ثمانية سنوات” وكانت تحدثنا وهي تنظر إلى ابنتها التي خرجت إلى الدنيا في ذات العام الذي أسر فيه والدها”.

وقلب أم أخرى محترق من الغياب, ودموع متساقطة من الحرمان هي والدة الأسيرين حسام وهيثم حلس من الشجاعية, تتحدث للثريا عن حال فلذة كبدها, حسام المحكوم عليه بست سنوات, وهيثم اثنتي عشرة سنة.

تصف – الأم الموجوعة على فراق ابنيها – الأجواء الرمضانية كأنها سماء ملبدة بالغيوم سواء عليهم بالبيت, أو على فلذة كبدها داخل الأسر, وتقول:” يحاول أبنائي كما باقي الاسرى داخل السجون التعايش مع جبروت وقسوة السجن, فيخففون عن أنفسهم بتلاوة القرآن , وقد حل رمضان ليستهلوه بالدعاء والتذلل إلى الله علّ فرجهم يكون قريب”.

الحزن واحد والأمل واحد

لا يختلف حال زوجة الأسير ناهض عطا الله من معسكر جباليا عن الحالات السابقة , مضت الأيام متتالية ولا يشعر بمأساة القلب إلا ساكنيه، الزوجة عطا الله تحمد الله وتشكره على معاناتهم, تقول للثريا:” لا أكلنا أكل ولا شربنا شرب”.

منذ ثلاثة عشر عاماً وهلال رمضان  يطل عليهم  والزوج الكريم , والأب الحنون بين قبضات السجان, مضيفة:” لا يغمض لنا جفن إلا ونفكر به, ويشغل بالنا طوال ال 24 ساعة يومياً”.

تمر أيام رمضان في كل عام كالعلقم  يتجرعونه رغماً عنهم, محتسبين ذلك عند الله، وتتابع :”طفلتي الصغرى تصبح وتمسي ولا يوجد في ثغرها سوى كلمة ” سلمي على بابا””, فعشر سنوات تعيش فقط على صوت أبيها كفيلة بأن تتمزق شوقاً لرؤيته.

ناهيك عن زواج الابنة  الكبرى للأسير عطا الله وهو بعيد عنهم, تقول للثريا:” عطف زوجي لن يعوضني عن سنين الحرمان التي عشتها وسأعيشها بعيداً عن صدر والدي”.وتتابع:” يوم عرسي تحولت الدموع من فرحة إلى وجع وحرمان وأسى والحمد لله على كل حال”.

وتبين زوجة الأسير الأوضاع التي تعيشها الأسرى في السجن حيث أن حياتهم  بالأسر بشكل عام معتمدة على اللون البني , فالاحتلال يسمح فقط بإدخال الملابس البنية, منوهة إلى أن الزيارات أيام الاضرابات تكون ممنوعة, بالإضافة إلى منع الأسرى من (الكنتين), وفي أحسن الأحوال يقدم الأحوال لهم  طعام ملوث بالزجاج, او طعام منتهي الصلاحية.

أشواك الصبر

رمضان تلو الآخر يمر على والدة الاسير رامي عودة من مخيم جباليا كأشواك الصبر, جبروت الاحتلال الإسرائيلي حَرم عيون والدته من رؤية فلذة كبدها منذ اثني عشر عاما .تتحدث للثريا وصوت التنهيدات والآهات يكاد يمنع الكلمات :” لا رمضانا رمضان, ولا بنعيد متل الناس” فقط كل ما أريده أن أشتم رائحة ولدي  وأضمه إلى.

في كل بيت فلسطيني تكاد تنعدم الفرحة الفرحة, فلا تجد بيت إلا وفيه شهيد أو أسير أو حالة مرضية متردية من عنصرية الاحتلال وجبروته على أبناء شعبنا المناضل، لكن الإرادة القوية و الأمل المتواصل بالله و الكرامة الفلسطينية تأبى إلا أن تكون سيدة الموقف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى