عجائب سيسجلها التاريخ

أ.د. خالد الخالدي برفيسور في التاريخ الإسلامي بقسم التاريخ و الآثار بالجامعة الإسلامية
من عجائب زماننا التي سيسجلها التاريخ، وتٓعْتٓبِرُ منها الأجيال الحاضرة واللاحقة أن ٤٠٠ مجاهد سني في يونيو ٢٠١٤ هزموا ٦٠٠٠٠ جندي عراقي شيعي وسيطروا على الموصل خلال أيام، ثم حكموها لسنوات.
وأن ١٥٠٠٠٠ جندي عراقي وكردي وإيراني وأمريكي وعربي وغربي حاولوا استعادتها في شهر أكتوبر ٢٠١٦، بدعم من طيران ودبابات وخبراء وإعلام الأمريكان ومعهم أكثر من ٦٠ دولة، فعجزوا عن ذلك رغم مرور ثمانية أشهر على حربهم عليها، وسيسجل التاريخ أنهم ما استعادوا حياً إلا بعد أن دمروه بالكامل فوق رؤوس سكانه، وبعد أن أحرقوه حرقاً بالفوسفور الأبيض.
وسيسجل أن المهاجِمين خسروا إلى الآن نحو ٤٠٠٠٠ قتيل وجريح من نخب جيشهم، وسيسجل أن المجاهدين نفذوا ضد مهاجميهم أكثر من ١٠٠٠ عملية استشهادية، وسيسجل أن الشيعة اغتصبوا نساء السنة ونكلوا بأطفالهم وتفننوا في تعذيب وقتل رجالهم.
وسيسجل التاريخ عاراً على أمة المسلمين وعلمائهم وحركاتهم ورؤسائهم الذين اكتفوا بالتفرج واختلفوا في:
هل يجوز مناصرة مسلمي الموصل أم لا يجوز؟!
هل هم خوارج أم عملاء؟!
وهل هم عملاء للغرب أم للشرق؟
وهل هم صناعة محلية أم صناعة أجنبية مستوردة؟!
وسيسجل أن علماء الشيعة أفتوا جميعاً بوجوب قتال مسلمي الموصل، وشارك معمموهم بأنفسهم في ميادين القتال، واغتصبوا بأنفسهم نساء السنة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا وحسبهم الله ونعم الوكيل.