استشارات أسرية وشرعيةمجتمع وناسمركز الاستشارات

كيف أكونُ اجتماعيةً ومتكلِمةً ؟

يجيب عن الاستشارة الخبير التربوي د. جواد الشيخ خليل

أنا فتاةٌ أبلغُ من العمرِ عشرينَ عاماً، مشكلتي هي أنني غيرُ اجتماعيةٍ، ولا أستطيعُ التحدُّثَ مع الآخَرينَ بشكلٍ متواصلٍ، وإذا تحدّثَ معي أحدٌ؛ يكونُ كلامي مقتضَباً، وعندما أُبدي رأيِّي؛ قد لا يكونُ هو رأيِّي الحقيقي، ليس لأني أخافُهم! ولكنْ لأني أجيبُ بسرعةٍ، فأنا أميلُ إلى الاستماعِ أكثر! وسؤالي هو: كيف أكتسبُ القدرةَ على التعبيرِ وحُسنِ التعاملِ مع الآخَرين؟ وكيف أكونُ لَبقةً معهم؟

يبدو لي من رسالتكَ أنَّ لديكِ بعضاً من النقصِ في المهاراتِ الاجتماعيةِ، وبخاصةٍ فيما يتعلّقُ بالتواصلِ مع الآخَرين، وكذلك فيما يتعلّقُ بثقتِك في نفسِك، يصاحبُ ذلك شيءٌ من القلَقِ.
عددٌ قليلٌ من الأُسرةِ مَن يحرِصُ على تنشئةِ أبنائه من البنينَ والبناتِ على فنونِ مخالَطةِ الآخَرين وآدابِ الحديثِ، حتى إذا كبرَ ذلك الطفلُ؛ وجدَ نفسَه مُحاطاً بكثيرٍ من المتطلباتِ والواجباتِ الاجتماعيةِ، وليس لديهِ المهاراتُ اللازمةُ لذلك، ونصيحتي لكِ أنْ تكثري من القراءةِ في مواضيعَ كثيرةٍ ومتعدّدةٍ، بحيثُ تتيحُ لك المجالَ لإبداءِ الرأي والنقاشِ حولَ كثيرِ من المواضيعِ.

ولا تنسَي أنَّ حُسنَ الاستماعِ مهارةٌ يفتقِدُها كثيرٌ من الناس، والصمتَ أحياناً حِكمةٌ لا يُجيدُها الكثيرون، فالثرثرةُ والجدالُ والنقاشُ حولَ كلِّ شيءٍ لأجلِ النقاشِ، ولإثباتِ “أنا موجودة” ليستْ من فنونِ الحديثِ.

كما أنَّ هذه المهاراتِ تحتاجُ للممارَسةِ المتكرِّرة؛ بل والدائمةِ، ومن هذه المهاراتِ “حُسنُ الاستماعِ والإصغاءُ ، والتريثُ والتفكيرُ قبلَ الإجابةِ ، وأنْ لا يكونَ الكلامُ مقتضَباً ناقصاً، ولا مُسهَباً مكرَّراً ، وأنْ يكونَ الصوتُ مسموعاً؛ ليس رتيباً خافتاً، ولا عالياً مزعِجاً ، توزيعُ النظرِ لجميعِ الحاضرينَ، وليس التركيزُ على شخصٍ بِعَينِه.

والاستخدامُ غيرُ المُفرِطِ للجسدِ “تحريك الأيدي، الموافقة بحركةِ الرأسِ، ونحو ذلك”  تعويدُ النفسِ إبداءَ الرأيِّ بدونِ تحيُّزٍ مبالَغٍ فيه ولا تردُّدٍ، مع تَقبُّلِ وِجهاتِ نظرِ الآخَرينَ، وإنْ خالفوكِ الرأيَّ.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى